تقرير جديد : رئيس ما يسمى يجبهة البوليساريو الانفصالية خرج من اسبانيا بدون جواز سفر

0
250

ما تزال الطريقة التي دخل وخرج بها إبراهيم غالي، زعيم ما يسمى بجبهة البوليساريو الانفصالية، إلى مدريد، تثير الجدل، خصوصا وأن المنظمة التي تزعم قيادتها لجمهورية لا تحوز أي شرعية دولية، بحيث لا تعترف بها الأمم المتحدة، ولا الاتحاد الأوروبي، وهو ما جعل زعيمها يدخل إسبانيا للاستشفاء بجواز سفر مزور، بحسب ما يسجله مراقبون.

مدريد – كشفت تقارير اخبارية اسبانية، أن جهاز الشرطة بمنطقة بامبلونا، أبلغ القاضي “رافائيل لاسالا”، أن رئيس ما يسمى بالكيان الوهمي البوليساريو غادر إسبانيا في 2 يونيو/ حزيران المنصرم بدون جواز سفر استنادا إلى مادة في قانون الهجرة الصادر في أبريل 2011 والتي تسمح بصفة استثنائية بمغادرة إسبانيا “بوثائق معيبة أو حتى بدونها”، إذا لم يكن هناك تحفظ قانوني لأجهزة المراقبة التابعة للشرطة والاستخبارات.

وأوضح التقرير، الذي أرسلته القيادة العليا لشرطة نافارا إلى القاضي، الذي يحقق في ملابسات وصول غالي إلى إسبانيا عبر القاعدة الجوية لعاصمة أراغون، أن ابراهيم غالي وصل بامبلونا وكانت سيارة إسعاف طبية تنتظره عند مدرج المطار رفقة شخص قدم نفسه بصفته طبيبا شخصيا وقدم جواز سفر يحمل تأشيرة صادرة من فرنسا صالحة لمنطقة شنغن، بالإضافة إلى شخصين آخرين، هما “سيدي إبراهيم سيدي محمد” و” الوالي إبراهيم سيد” وكلاهما يحملان جوازات سفر إسبانية.

وبحسب صحيفة “إسبانيول” قال غالي للضباط قبل صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى الجزائر، إنه لا يحمل أي وثيقة يمكن أن تحدد هويته.

وقالت الصحيفة إن التقرير الذي قدم إلى رئيس المحكمة رقم 7 في سرقسطة واطلعت عليه، يشير إلى أن الضباط تحققوا من هويات الركاب المرافقين باستثناء غالي الذي لم يكن يحمل أي وثيقة ورغم ذلك سمح له بركوب الطائرة.

ويرد التقرير، الذي أعده مقر الشرطة العليا في نافار، على طلب من القاضي رافائيل لاسالا، الذي يحاول معرفة ما إذا كان زعيم الجبهة قد دخل البلد وغادره حاملا وثائق مزورة.

وقالت الصحيفة إن ثلاثة أشخاص كانوا مرافقين لغالي وتحقق الضباط من هوياتهم قبل صعودهم للطائرة.

ووفقا للتقرير، سمح لغالي ورفاقه بالمغادرة لأن أيا منهم لم يكن لديه “أي عائق قانوني لمغادرة الأراضي الإسبانية” ولأنه كان “رحيلا طوعيا”.

ويستند ذلك، كما يشير التقرير، إلى المادة 20 من قانون الأجانب، التي تنص على أنه “يجوز أيضا المغادرة، بوثائق معيبة أو حتى بدونها، إذا لم يكن هناك حظر أو عائق في رأي دوائر الشرطة”.

وقالت الصحيفة إن التقرير يتناقض مع رواية الحكومة ووزارة الخارجية التي تقول إن غالي دخل إسبانيا بجواز سفر شخصي، فيما يقول التقرير إن غالي خرج من إسبانيا كما دخلها بدون أي وثيقة هوية.

وتضيف “إسبانيول” أن التقرير يأتي في وقت ينتظر قاضي التحقيق الاطلاع على رسائل “واتساب” التي تبادلها رئيس ديوان وزيرة الخارجية السابقة، أرانتشا غونثاليث لايا، مع هيئة الأركان العامة للقوات الجوية، والتي أمر من خلالها بالسماح بدخول غالي دون المرور بمراقبة جمركية.

وكان غالي قد دخل إسبانيا، نهاية أبريل الماضي، حاملا جواز سفر مزور، وذلك خوفا من ملاحقته أمام القضاء الإسباني بتهم تعود إلى العام 2008، وهو ما أثار غضب الرباط، وتسبب في حدوث أزمة في العلاقات المغربية الإسبانية، فيما كشف ذلك ما اعتبره البعض “زعامة كاذبة” لغالي، خصوصا وأنه يقود “جمهورية” توجد كلها خارج الأراضي التي تزعم أنها تحكمها.

وتساءل عدد من مستعملي التواصل الاجتماعي عن الطريقة التي دخل بها الزعيم الانفصالي إلى إسبانيا، في إشارة إلى التناقض بين تلك الطريقة، وبين ادعاءات البوليساريو بكون المنظمة شرعية، ولديها اعتراف من عدد من الدول، فيما استغرب البعض لطريقة الدخول التي وُصفت بكونها تشبه أساليب المجرمين والفارين من العدالة، وسط ترقب بأن يواجه غالي متابعات قضائية بسبب تهم منسوبة إليه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. 

وفيما تزعم البوليساريو أنها تمتلك دولة وعلما ولديها إصدارات نقدية، وكذلك جوازات سفر وبطاقات هوية، أطلق مغردون ومدونون موجة من السخرية من غالي، معتبرين أنه يستحيل على تنظيم لديه وجود سياسي شرعي أن يدخل زعيمه تراب دولة أخرى بهوية مزورة، تشمل اسما مزورا هو “محمد بن بطوش”، وما صاحب ذلك من تغيير لمعالم وجه غالي، عبر صباغته لشعره وحلقه لشاربه، حسب ما تؤكده صورة لغالي عرفت تداولا واسعا عبر تطبيق الرسائل الفورية واتساب، خلال الأيام الماضية.

واندلعت الأزمة الحادة بين الجارين بعد إدخال زعيم جبهة بوليساريو إلى مستشفى في إسبانيا. وتؤكّد الرباط أنّه دخل الأراضي الاسبانية قادما من الجزائر “بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة”، داعية إلى تحقيق “شفّاف” في ظروف استقباله، بينما تشدد مدريد على أنه تمت استضافته “لأسباب إنسانية”.

وكان المغرب أعلن مطلع يونيو/حزيران أنه مستعد للتعاون مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي “من أجل تسوية نهائية” لمشكلة المهاجرين القاصرين الذين لا يرافقهم بالغون في البلدان الأوروبية.