تمييز ومحسوبية في دعوات إفطار رمضان: هل أصبحت المناسبات الدبلوماسية حكراً على نخبة معينة؟

0
52

مع حلول شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ، تصاعدت شكاوى أبناء الجالية المغربية في بلجيكا بشأن سياسات الدعوات الخاصة بحفلات الإفطار التي تنظمها سفارة المملكة المغربية في بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى.

الحدث الذي كان يُفترض أن يكون مناسبة لتعزيز أواصر الأخوة والتضامن بين أفراد الجالية تحول إلى مصدر استياء واسع بسبب اقتصار الدعوات على فئة معينة، مما أثار تساؤلات حول معايير الاختيار وأسباب استبعاد شرائح واسعة من المغاربة المقيمين في الخارج.

إفطار النخبة أم مناسبة للجميع؟

الملاحظ أن قائمة المدعوين تقتصر على نفس الوجوه التي تكررت على مر السنين، وغالبيتهم من أصحاب النفوذ المالي والسياسي، إضافةً إلى رجال أعمال وشخصيات من عالم الترفيه. في المقابل، يتم استبعاد المغاربة العاديين، خاصة أولئك الذين ينتمون للطبقات المتوسطة والمحدودة الدخل. فهل أصبحت مثل هذه المناسبات فرصة لتوطيد علاقات المصالح بدلاً من أن تكون فرصة للتآخي بين أبناء الوطن؟

هل تمثل السفارة جميع المغاربة أم فئة معينة؟

يتساءل العديد من المغاربة في بلجيكا عن دور السفارة المغربية في تمثيلهم وخدمتهم. فوفقاً للدستور المغربي والتوجيهات الملكية، يجب أن تكون السفارات والقنصليات بيتًا لكل المغاربة، وليس فقط لمن يملكون نفوذاً أو علاقات خاصة. الملك محمد السادس، في عدة خطب رسمية، شدد على ضرورة العناية بالمغاربة المقيمين في الخارج وضمان حقوقهم، إلا أن الواقع يبدو مغايراً لما تدعو إليه هذه الخطابات.

ازدواجية المعايير: تهميش الداخل والخارج؟

لطالما كان الإحساس بالتهميش والزبونية شعوراً سائداً بين فئات من المغاربة داخل الوطن، لكن ما لم يكن متوقعاً هو أن نفس الظاهرة تمتد إلى الجالية المغربية بالخارج، والتي يُفترض أنها تلعب دوراً محورياً في دعم الاقتصاد الوطني من خلال التحويلات المالية والاستثمارات. فهل يعاني مغاربة الخارج من نفس المشاكل التي يعاني منها إخوانهم في الداخل، أم أن الأمر مجرد سوء إدارة وتنظيم؟

ماذا عن الفئات الفقيرة؟

رمضان هو شهر الرحمة والتكافل، لكن هل تعكس هذه الفعاليات الرسمية ذلك؟ عوض أن تكون فرصة لجمع شمل جميع المغاربة بغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية، باتت هذه المناسبات أشبه بتجمعات نخبوية. ألا يجدر بالسفارات والقنصليات أن تنظم فعاليات تشمل الجميع، خاصة المحتاجين الذين ربما يكونون في أمسّ الحاجة إلى هذا النوع من الدعم الاجتماعي؟

أين الشفافية في تنظيم هذه المناسبات؟

ما هي المعايير التي تعتمدها السفارة في توجيه الدعوات؟ لماذا لا يتم الإعلان عن هذه الفعاليات بطريقة أكثر شفافية بحيث يتمكن جميع المغاربة الراغبين في الحضور من التسجيل والمشاركة؟ أليس من الضروري إعادة النظر في هذه السياسات لضمان تمثيل أكثر عدلاً لجميع أفراد الجالية؟

نحو إصلاح حقيقي يعكس تطلعات الجالية

هذه الشكاوى تعكس حاجة ملحة لإصلاح طريقة إدارة المناسبات الرسمية من طرف السفارات والقنصليات المغربية، بحيث تضمن الشفافية والعدالة في تمثيل جميع المغاربة، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو علاقاتهم الشخصية. فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لإصلاح هذا الوضع، أم ستبقى الأمور على حالها؟

خاتمة

ما يحدث في بلجيكا قد يكون نموذجاً لما تعيشه الجاليات المغربية في بلدان أخرى، مما يطرح أسئلة أعمق حول دور السفارات والقنصليات في خدمة الجالية. هل سيبقى رمضان مناسبة للاحتفاء بفئة معينة فقط، أم ستتم مراجعة هذه السياسات لتعكس روح العدالة والتضامن الحقيقي بين جميع المغاربة؟