تعيش الجزائر مرحلة من التناقضات الصارخة في سياساتها تجاه قضية الصحراء المغربية. ففي الوقت الذي أبدت فيه غضباً شديداً من فرنسا لدعمها مقترح الحكم الذاتي للصحراء، أعلنت الجزائر عن بدء استئناف علاقاتها التجارية مع إسبانيا، التي تتبنى ذات الموقف الداعم للمغرب. فما الذي يفسر هذه التناقضات وكيف ستؤثر على العلاقات الإقليمية؟
“الجزائر تهاجم فرنسا وتستبق دعمها لمغربية الصحراء: محاولات لعرقلة زيارة ماكرون إلى الرباط”
-
الإعلان عن استئناف العلاقات التجارية مع إسبانيا: أعلن وزير التجارة الجزائري، الطيب زيتوني، عن بدء استئناف العلاقات التجارية مع إسبانيا بعد فترة من التوتر، حيث كان قد قرر قطع العلاقات التجارية مع مدريد في يونيو 2022 كوسيلة ضغط للتراجع عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي. جاء الإعلان في حفل لتكريم أفضل المصدرين، مما يعكس تحولاً في موقف الجزائر بالرغم من بقاء إسبانيا على دعمها للمغرب في قضية الصحراء.
-
غضب الجزائر من فرنسا: تزامن الإعلان الجزائري مع بيان غاضب من وزارة الخارجية الجزائرية، التي أعربت عن استنكارها للقرار الفرنسي بدعم مقترح الحكم الذاتي. وحذرت الجزائر من أن الحكومة الفرنسية ستتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا القرار، مشيرة إلى أن الجزائر ستتخذ كافة التدابير اللازمة في هذا السياق. يعكس هذا الغضب تناقضاً واضحاً في الاستراتيجية الجزائرية تجاه قضايا المنطقة.
-
تباين السياسات: يُظهر التناقض بين الغضب من فرنسا واستئناف العلاقات مع إسبانيا فشلاً في استراتيجية الجزائر للضغط على الدول الداعمة للمغرب. فعلى الرغم من محاولات الجزائر لفرض ضغط على إسبانيا، لم تتمكن من تغيير موقف مدريد، مما دفعها إلى التراجع وبدء عملية تطبيع العلاقات التجارية.
-
السيناريو الإسباني ونتائجه: التراجع الجزائري عن موقفها تجاه إسبانيا يعيد إلى الأذهان “السيناريو الإسباني” الذي يشير إلى استخدام الجزائر كوسيلة ضغط لتحقيق أهدافها السياسية. ولكن، في ظل الدعم الفرنسي للمغرب، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت الجزائر ستكرر نفس الاستراتيجية مع باريس، أم ستسعى إلى طرق جديدة للتعامل مع الوضع.
-
الأسئلة المطروحة:
-
هل ستنجح الجزائر في تغيير الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء أم ستفشل كما حدث مع إسبانيا؟
-
كيف ستؤثر التناقضات في السياسة الجزائرية على علاقاتها مع الدول الإقليمية والدولية؟
-
ما هي الاستراتيجيات البديلة التي يمكن أن تعتمدها الجزائر في محاولاتها للتأثير على السياسات الخارجية؟
-
خاتمة: تسعى الجزائر إلى تحقيق أهدافها الإقليمية عبر وسائل متعددة، لكن التناقضات في مواقفها تعكس صعوبة في تحقيق أهدافها بشكل متسق وفعال. يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تطور هذه الاستراتيجيات في ضوء التطورات الإقليمية والدولية وتأثيرها على سياسات الجزائر المستقبلية.
“تحذيرات أمريكية حادة للجزائر: دعم إيران لجبهة البوليساريو يتصدر النقاشات العسكرية”