ذكرت المديرية العامة للأمن الوطني،أن عناصرها بولاية أمن العيون تمكنت ، زوال امس الثلاثاء 26 يوليوز الجاري، من توقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 34 و40 سنة، يشكل أحدهم موضوع عدة مذكرات بحث على الصعيد الوطني، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.
واوضح البلاغ ،أن المشتبه فيهم جرى توقيفهم على متن سيارة رباعية الدفع خلال عملية أمنية تم تنفيذها بحي الأمل بمدينة العيون، وأسفرت عمليات التفتيش المنجزة بعدة مخازن بنفس المدينة عن حجز 33 رزمة من المخدرات بلغ وزنها الإجمالي طناً و68 كيلوغراما من مخدر الشيرا معدة للتهريب الدولي عبر المسالك البحرية.
#مكافحة_تهريب_المخدرات
العيون.. صور للمحجوزات المضبوطة بمدينة العيون على خلفية تفكيك شبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية. pic.twitter.com/2oMWsXtlM2— DGSN MAROC (@DGSN_MAROC) July 27, 2022
كما تم حجز ثلاث سيارات إضافية رباعية الدفع، فضلا عن حجز براميل تحتوي على كمية من البنزين ومعدات بحرية عبارة عن قاربين مطاطيين ومحرك بحري يشتبه في استخدامها في أنشطة مرتبطة بالتهريب الدولي للمخدرات، يضيف البلاغ.
وخلص البلاغ الى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا توقيف جميع المتورطين الضالعين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
فباستخدام طرق تقليدية، يصل الحشيش من المغرب إلى أوروبا عبر موريتانيا، كما يتم تهريب الكوكايين من منطقة الساحل إلى أوروبا، الأمر الذي يشكل تحديا أمام جميع دول غرب وشمال أفريقيا، بحسب ما نقلته صحيفة “لاكروا” الفرنسية عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).
واعتبر المكتب أن “القارة السمراء تعتبر أول طريق لتهريب الكوكايين إلى أوروبا”، موضحا أن “الحشيش المغربي يتم نقله بالاعتماد على شبكات تتحرك عبر الأطلسي والمتوسط”.
وقال فيليب دي أندريس، المدير الإقليمي لمنطقة غرب ووسط إفريقيا في المكتب الأممي، في تصريحات للصحيفة، إن “الأمور خرجت عن السيطرة، وذلك بسبب انهيار الأمن في منطقة الساحل الأفريقي”.
ويتم إنتاج وتصدير الكوكايين من أميركا اللاتينية عن طريق البحر وأيضا عن طريق الجو، ليدخل القارة الأفريقية بعدها عبر غينيا بيساو، بحسب ما كشفه مدير المكتب.
وأفاد دي أندريس أن “عملية التهريب تمر أيضا عبر ليبيا وشمال النيجر وتنقل عبر مالي، وهي تعتمد على شبكة كاملة من مسؤولي الجمارك بالإضافة إلى السياسيين وعسكريين”.
وبالنسبة للحشيش المهرب إلى أوروبا، فيتم إنتاجه بشكل أساسي في جنوب المغرب، ويتم إرساله إلى أوروبا عن طريق موريتانيا، أو عبر قوافل الشاحنات المليئة بالمخدرات التي تغادر شمال مالي إلى السوق الأوروبية، وفقا لدي أندريس.
ووصف المسؤول الأممي مالي بأنها “غربال حقيقي”، حيث “لا تلمس الجماعات الجهادية المتواجدة هناك المخدرات باعتبارها نجسة وحرام، ولكن يصدرونها”، على حد قوله.
وشهد العام المنصرم ارتفاعا في وتيرة هجمات المتشددين الأصوليين بمنطقة الساحل في القارة الأفريقية، مما أدى إلى عدم الاستقرار السياسي في بلدانها.
فقد شهدت مالي انقلابا، بينما فشلت محاولة انقلاب في النيجر، وتزامن ذلك مع دعوات إلى استقالة رئيس بوركينا فاسو التي شهدت أسوأ الهجمات الإرهابية منذ بدء النزاع.
وفي السنة المنصرمة أيضا، ارتفعت في جميع أنحاء بوركينا فاسو ومالي والنيجر، نسبة الوفيات الناجمة عن الاشتباكات بين جيوش تلك الدول والجماعات المسلحة المرتبطة بداعش والقاعدة والعصابات الإجرامية بنسبة 18 في المائة، وفقا لبيانات من موقع النزاع المسلح ومشروع بيانات الأحداث.
وقد أدى عدم الاستقرار جراء الهجمات الإرهابية والعمليات العسكرية إلى نزوح ما يقرب من 3.4 مليون شخص الآن نتيجة للصراع، وفقا لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.