وشملت هذه التظاهرة الاحتفال بالفائزين بجوائز الآغا خان للموسيقى لعام 2022، وتقديم الفائزين ضمن حفلتين موسيقيتين أقيمتا في دار الأوبرا السلطانية، ودار الفنون الموسيقية في مسقط.
وقال سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، في كلمة ألقاها أمام الحضور: «تأتي استضافة سلطنة عمان لحفل توزيع جوائز الآغا خان للعمارة والموسيقى والفعاليات المصاحبة لها دعماً لأهداف الاستراتيجية الثقافية التي تدعو لهوية متفتحة على ثقافات الشعوب، وتأكيداً لدعمها المستمر للثقافة والآداب والفنون، وتحقيقاً لأحد أهم محاورها تعزيز التواصل الثقافي وإبراز دور سلطنة عمان في خارطة الثقافة العالمية إلى جانب تحقيق الشراكة والتكامل مع المؤسسات المحلية والدولية في المجالات الثقافية».
وأشادت الأميرة الزهراء آغا خان، التي مثلت الآغا خان في حفل توزيع الجوائز، بالمضيف السلطان هيثم بن طارق وسلطنة عمان، كما توجهت بالشكر لذي يزن بن هيثم آل سعيد لحضوره الكريم في هذه الأمسية.
وقالت في كلمة لها خلال الحفل: «يعكس الاحتفال بالجائزة هنا في عُمان اقتناعاً راسخاً ومشتركاً بأن المباني يمكن أن تقوم بأكثر من مجرد استضافة الأشخاص والبرامج، بل يمكنها أيضاً أن تعكس قيمنا الأكثر عمقاً».
وأضافت أن آغا خان يملك إيماناً عميقاً بأن العمارة لا تتعلق بالبناء فقط، بل هي وسيلة لتحسين نوعية الحياة للناس أيضاً.
وتضمنت الأمسية عرضاً قدمه كبار موسيقيي برنامج الآغا خان للموسيقى (AKMM)، بمشاركة الضيف الخاص يوردال توكان، عازف العود البارز الذي كان عضواً في لجنة التحكيم الرئيسة لجوائز الآغا خان للموسيقى لعام 2022، كما تم عرض فيلم حول الفائزين بالجائزة في هذه الدورة (2022).
وأكدت الأميرة الزهراء آغا خان في كلمتها كلاً من فلسفة التعددية للجائزة والحاجة إلى العمارة لإيجاد حلول للقضايا المادية والبيئية الملحة. وقالت: «على مر السنين، عملت الجائزة كمنارة لأولئك الذين يشعرون بأنه يمكنهم التصميم والبناء على نحو مختلف ولأولئك الذين يعتقدون بأنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية البناء بشكل مناسب مع الأخذ في الاعتبار أن العمارة في أفضل حالاتها هي مشروع تعددي بطبيعته».
وختمت الأميرة الزهراء آغا خان كلمتها بالقول: « إن مشاريعكم تعترف باحتياجات المجتمعات المتنوعة، وتحترم العالم الطبيعي، وتعزز نوعية الحياة، وهي تعتبر نماذج للعالم بأسره».
من جهته، يقول فرّخ درخشاني، مدير جائزة الآغا خان للعمارة في مقدمة كتاب «العمارة الشاملة» (تحرير سارة م. وايتنغ)، 2022: «يملك كل مشروع قصة – حول كيفية تصوره وبنائه واستخدامه – لا يمكن تفسيرها ببساطة من خلال الرسومات والصور. كان أحد اهتمامات لجنة التحكيم العليا لعام 2022 النظر في الحقائق التي تتسم بها فترة ما بعد جائحة كورونا، جنباً إلى جنب مع الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والجمالية لكل مشروع».
تم اختيار ستة من هذه المشاريع لتقاسم الجائزة المالية التي تبلغ قيمتها مليون دولار. وتقع هذه المشاريع في بنغلاديش وإندونيسيا وإيران ولبنان والسنغال، ويتراوح تنفيذها على نطاق واسع. يوفر مشروع المساحات النهرية الحضرية للسكان إمكانية الوصول إلى نهر نابغانغا، بينما توفر المساحات المجتمعية الستة المؤقتة لبرنامج الاستجابة لأزمة اللاجئين الروهينجا استجابة كريمة للاحتياجات الطارئة، ويتطلع مطار بانيوانجي الدولي إلى مستقبل جاوة الشرقية، بينما قام كل من متحف آرغو للفن المعاصر والمركز الثقافي، بتحويل المكان إلى متحف خاص للفن المعاصر، وكذلك الأمر في دار نيماير للضيافة التي تم تجديدها وإعادة استخدام البناء الموجود في المكان، في حين تمثل مدرسة كامانار الثانوية ابتكاراً جديداً بالكامل، حيث تتجمع حجرات الفصول الدراسية حول ظلال الأشجار الموجودة في الموقع. ومع ذلك، يُظهر كل مشروع من هذه المشاريع الابتكار والعناية بالبيئة والتركيز على الإنسان من خلال إنشائها واستخدامها وحفظها للذاكرة التاريخية.