قال حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه،في رسالة وجّهها إلى المشاركين في المؤتمر البرلماني الدولي حول الحوار بين الأديان بالمغرب، إن العالم اليوم يشهد “صراع جهالات لا صدام حضارات”، داعيا إلى اعتماد سياسات تعزز من التسامح والتعايش.
جاء ذلك في رسالة وجهها الملك إلى المشاركين في أعمال المؤتمر البرلماني الدولي حول “حوار الأديان: لنتعاون من أجل مستقبل مشترك”، تلاها نيابة عنه رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، بمدينة مراكش.
ولفت الملك محمد السادس الانتباه إلى “المؤشرات السلبية على مستقبل العلاقات بين الأديان والحضارات والتي تتطلب تعبئة جميع الطاقات المؤمنة بالمساواة بين الديانات والحضارات وبين أبناء آدم لقلب هذه المعادلة، واعتماد السياسات التي من شأنها وقف هذا التراجع الخطير في الوعي البشري”.
وأضاف: “يتم توهيم الرأي العام هنا وهناك بأن الأمر يتعلق بصراع الديانات والحضارات، والحال أن ما يعرفه عالمنا اليوم إنما هو صراع جهالات لا صدام حضارات”.
وأردف: “بقدر ما نحن مقتنعون بأهمية التعايش والحوار ومتشبثون بقيم الاعتدال والتسامح ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية والتطرف، فإننا مقتنعون أيضا بضرورة إعمال سياسات تيسر بلوغ هذه الأهداف”.
وقال الملك المفدى إن “البشرية تواجه تحديات جساما، وتعيش حالة تدافع بين أزمات أمنية واقتصادية وسياسية وصحية وبيئية، وبين إرادات صادقة تسعى بكل ما أوتيت من آليات وأدوات وطاقات من أجل التدبير والاحتواء والمعالجة”.
وتابع جلالته حفظه الله: “من المؤسف أن نظل نسمع بحوادث العنف والاضطهاد والقتل بسبب العقيدة الدينية أو المذهبية أو الانتماء الحضاري، وأن يصبح العداء للأديان مادة مفضلة من طرف البعض في المزايدات الانتخابية.”
ويناقش المؤتمر، الذي يعقد على مدار ثلاثة أيام، سبل تعزيز التعاون بين البرلمانيين والقادة الدينيين من أجل تعزيز الحوار بين الأديان، ومحاربة خطاب التعصب والتمييز والكراهية.
وسوف يلقي رئيس البرلمان العربي كلمة في المناقشات العامة الخاصة بهذا المؤتمر حول الدور العربي في تعزيز الحوار بين الأديان، كما سيطرح بعض التوصيات المهمة التي يمكن خلالها تعزيز انخراط البرلمانيين بصورة أكبر في هذا المجال.
وتأتي مشاركة البرلمان العربي في أعمال المؤتمر، انطلاقا من الأهمية الكبيرة التي يوليها لقضية تعزيز الحوار بين الأديان باعتبارها السبيل الرئيسي لتحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب المختلفة.