“من النقد إلى الفعل: جمال السوسي يفسر “انتقادات عصيد لحكومتي العدالة والتنمية وأخنوش في ملف الأمازيغية”

0
303

في حديثه خلال الندوة الوطنية حول “ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بين الواقع والمأمول”، أعرب أحمد عصيد، رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، عن استيائه من تعامل حكومتي حزب العدالة والتنمية مع ملف الأمازيغية. عصيد أشار إلى ضياع عشر سنوات دون تقدم حقيقي في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، مما أثار استياء الأمازيغيين. في المقابل، أثنى عصيد على الإجراءات التي اتخذتها حكومة عزيز أخنوش الحالية، والتي يُعتبرها خطوة إيجابية في مسار تحقيق المطالب الأمازيغية، خاصةً وأن رئيس الحكومة الحالي، المنحدر من منطقة تافراوت، أبدى اهتمامًا أكبر بالقضية الأمازيغية.

“جمال السوسي يحلِّل رؤية رشيد الحموني: الديمقراطية التمثيلية في المغرب وأزمة الثقة والمصداقية”

تحليل عصيد: أحمد عصيد يشير بوضوح إلى فشل حكومتي العدالة والتنمية في التفاعل بجدية مع ملف الأمازيغية، وخاصة خلال فترة تولي عبد الإله بنكيران لرئاسة الحكومة. يرى عصيد أن تلك الفترة كانت مليئة بالفرص الضائعة، حيث تم تجاهل الترافعات والمقترحات المقدمة من الجمعيات الأمازيغية، بل وقوبلت بمقترحات قوانين بديلة لحماية اللغة العربية، ما أثار حفيظة النسيج الأمازيغي. وفي إطار حكومة عزيز أخنوش الحالية، يجد عصيد تحسنًا ملحوظًا في التعامل مع الملف الأمازيغي، حيث أبدت الحكومة اهتمامًا أكبر بالقضية الأمازيغية، وأعطت الأولوية لتخصيص ميزانيات ضمن قانون المالية لدعم الأمازيغية، وهو ما لم يحدث في الحكومات السابقة.

التحديات المستمرة للأمازيغ:

  1. تحديات التهميش والعنصرية في الإدارة: رغم الخطوات الإيجابية التي أشاد بها عصيد، لا يزال هناك قلق كبير بشأن قضايا التهميش والعنصرية التي يعاني منها الأمازيغ في الإدارات العامة. تقارير حقوقية توضح أن الأمازيغ لا يزالون يواجهون تمييزًا في التوظيف والترقية، مما يعكس فجوة بين السياسات الرسمية والواقع المعيشي للأمازيغ.

  2. تحديات التهميش في التوظيف: على الرغم من التقدم الذي تحقق في ترسيم الأمازيغية، لا تزال الإدارات العامة تعاني من نقص في تمثيل الأمازيغ بشكل فعال. يظهر هذا التهميش في قلة الفرص المتاحة للأمازيغ في القطاع العام وتحدياتهم في الارتقاء المهني.

  3. العنصرية الثقافية: تعاني المجتمعات الأمازيغية من العنصرية الثقافية، حيث يواجهون صعوبات في التفاعل مع المؤسسات التي تفتقر إلى الوعي الكافي بالثقافة الأمازيغية. هذه العنصرية قد تؤدي إلى عدم قبولهم أو عدم تلبية احتياجاتهم بشكل مناسب.

  4. الإصلاحات الحكومية والجهود المستقبلية: الحكومة الحالية قد خطت خطوات مهمة في دعم الأمازيغية، ولكن لا تزال هناك حاجة لمزيد من العمل لضمان تنفيذ هذه السياسات بشكل شامل. يتطلب الأمر تعزيز الجهود لمكافحة التمييز وضمان أن تكون الأمازيغية جزءًا أساسيًا من الإدارة العامة.

  5. دور المجتمع المدني: تلعب الجمعيات الأمازيغية دورًا مهمًا في متابعة تنفيذ السياسات ومراقبة التزام الحكومة. يجب على المجتمع المدني الاستمرار في الضغط من أجل تحسين الأوضاع، وتقديم مقترحات ملموسة، وتعزيز الحوار بين الأمازيغ والحكومة.

خاتمة: تحليل أحمد عصيد يبرز قضايا هامة تتعلق بالتحديات التي يواجهها الأمازيغ في المغرب، خاصةً في سياق التهميش والعنصرية في الإدارة. رغم الإجراءات الحكومية الحالية التي تعزز من وضع الأمازيغية، فإن الواقع يظل معقدًا ويحتاج إلى مزيد من الجهود لإزالة الفجوات وتحقيق المساواة الحقيقية.

ومع ذلك، يطرح جمال السوسي سؤالًا هامًا: هل هذه الإجراءات كافية لتغيير المسار الذي طالما تم تجاهله؟ وهل سيستمر هذا الدعم بعد انتهاء ولاية الحكومة الحالية؟ هذه الأسئلة تظل محورية لفهم مدى التزام الحكومة الحالية بتحقيق المطالب الأمازيغية بشكل كامل ودائم.