أحدثت الخطوة الأخيرة لجمهورية الدومينيكان، التي أعلنت دعمها لسيادة المغرب على الصحراء وافتتاح قنصلية عامة في مدينة الداخلة، زلزالاً دبلوماسياً في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية. هذه الخطوة دفعت جبهة البوليساريو إلى إصدار بيان إدانة، مما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه الموقف الجديد لجمهورية الدومينيكان على الأوضاع في المنطقة.
“جمهورية الدومينيكان تفتح قنصلية في الداخلة: دلالة نجاح الدبلوماسية المغربية في تعزيز الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء”
تأثير الموقف الدومينيكي
في البيان الصادر عن وزارة خارجية جمهورية الدومينيكان، جاء تأكيد على دعم سيادة المغرب على الصحراء، وهو ما يتماشى مع تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. يُذكر أن محمد زروق، الذي يُعتبر “سفير البوليساريو” في الكاريبي، سارع إلى إصدار بيان يندد بالقرار الدومينيكي ويؤكد على “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، مما يدل على حالة الإرباك التي خلفها هذا القرار في صفوف البوليساريو.
إعلان جمهورية الدومينيكان يُعدّ الثالث من نوعه في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية بعد هايتي وسورينام. هايتي كانت قد افتتحت قنصلية لها في الصحراء المغربية، بينما اعترفت سورينام بسيادة المغرب على الصحراء وأقامت تمثيلية دبلوماسية في الداخلة. هذه التحركات تشير إلى تحول ملحوظ في الموقف الدبلوماسي في منطقة كانت تُعتبر معقلاً للدعاية الانفصالية.
دبلوماسية المغرب الفعالة
تُعزى هذه النتائج إلى الدبلوماسية المغربية الفعالة التي تستند إلى بناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة، بالإضافة إلى التركيز على قضية الصحراء كجزء محوري من استراتيجيتها الدبلوماسية. وقد نجحت المملكة في تغيير مواقف بعض الدول التي كانت تدعم الانفصال لأسباب إيديولوجية تتعلق بالاصطفاف الدولي خلال فترة الحرب الباردة.
الخبير السياسي محمد سالم عبد الفتاح يرى في تصريحاته أن هذا التحول يعكس نجاح المغرب في تحقيق اختراق دبلوماسي مهم في منطقة كانت تُعتبر حصناً للدعاية الانفصالية. ويشير إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، بالإضافة إلى موقف إسبانيا كمستعمر سابق للإقليم، قد ساهم في التأثير على البلدان الناطقة بالإسبانية في الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
تداعيات الموقف الدومينيكي
موقف جمهورية الدومينيكان من شأنه أن يعزز جهود محاصرة الدعاية الانفصالية، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المتردية لبعض الأنظمة التي كانت تدعم الانفصال مثل فنزويلا. كما يُتوقع أن يدفع هذا التحرك بلداناً أخرى في الكاريبي وأمريكا اللاتينية إلى اتخاذ مواقف مشابهة، مما يساهم في سحب الدعم المتبقي للكيان المزعوم ويعزز موقف المغرب في الساحة الدولية.
في المجمل، تُعتبر خطوة جمهورية الدومينيكان نقطة تحول هامة في الصراع الدبلوماسي حول الصحراء الغربية، حيث تعكس تحولاً استراتيجياً في المواقف الدولية وتعزز موقع المغرب في تعزيز سيادته على الإقليم.