“جون أفريك ” تؤكد مشاركة الملك المفدى محمد السادس في قمة الجزائر بنفسه ومعه ولي العهد

0
208

تستعد الجزائر لاستضافة القمة العربية بداية نوفمبر المقبل. وما يكسب القمة أهمية إضافية، عودة صحيفةجون أفريكالمقربة من المخابرات الفرنسية لتؤكد مشاركة صاحب الجلاة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله، في القمة الحادية والثلاثين لجامعة الدول العربية، التي ستنعقد في الجزائر العاصمة يومي 1 و 2 نوفمبر المقبل، بحسب مصادر وصفتها بالمطلعة.

ويرى خبراء أنّ هذه المشاركة، لو تمت، قد تساهم في إنجاح القمة في ظل اهتمام عربي ودولي.

وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن السلطات الجزائرية حصلت على تأكيد بحضور جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله بمعيّة ولي العهد الأمير مولاي حسن– وكذلك كل قادة الدول الخليجية- بحسب المعلومات التي أكدتها لها مصادر جزائرية رسمية.

يذكر أن مجلة Jeune Afrique  الفرنسية ،كانت قد أشارت الى أن “الملك محمد السادس قرر المشاركة شخصيا في هذه القمة العربية الحادية والثلاثين”.

وأفادت في ذلك الوقت أن مشاركته قد تساعد في تخفيف التوترات الدبلوماسية بين البلدين الجارتين.

وذلك خاصة بعدما قطعت الجزائر والمغرب العلاقات الدبلوماسية في أغسطس 2021.

وتشير الصحيفة الفرنسية، ووفقًا لمعلومات حصرية لها إلى تأكيد جميع رؤساء الدول العربية المدعوين مشاركتهم في القمة.

المثير للاهتمام بحسب ما جاءت به الصحيفة أن حضور جلالة الملك المفدى محمد السادس أمر مرغوب فيه أيضا من قبل الرئاسة الجزائرية، بحسب مصادر دبلوماسية بالجزائر.

يشار إلى أن “رمطان العمامرة” وزير الخارجية الجزائرية كان قد أوضح يوم 17 أكتوبر الماضي، أن “كل الاستعدادات اكتملت وأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أصر على إرسال رسائل شخصية لكل زعيم لأنه يريد أن يكون هذا الاجتماع موحدا”.

وأضاف “أن حضور الجميع ضروري لاتخاذ القرارات اللازمة لإعادة إطلاق التعاون بين الدول العربية”.

تجدر الإشارة إلى أنه في 27 سبتمبر المنصرم، سافر وزير العدل الجزائري عبد الرشيد الطبي إلى الرباط لتسليم دعوة رسمية من سلطات بلاده إلى الملك المغربي محمد السادس، من أجل حضور القمة العربية المزمع تنظيمها في الأول والثاني من نوفمبر المقبل في الجزائر.

وسلم الوزير الجزائري الدعوة الرسمية، ومن ثم غادر الرباط على الفور بعد مقابلة قصيرة مع ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي.

ويرى الدكتور عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، في تصريح صحفي، أن إمكانية المشاركة تبقى واردة للغاية، إذ لم يصدر أي نفي من القصر الملكي لهذه الأخبار، وهو ما يؤكد أن الأمر قد يكون صحيحا فعلا.

ويضيف البلعمشي أنه في “حال تمت مشاركته فعليا، فستكون امتدادا لسياسة اليد الممدودة التي انتهجها العاهل المغربي إزاء الجزائر وأكد عليها في خطاب العرش الأخير”.

وفي نهاية يوليو/ تموز الماضي، أعرب الملك المفدى محمد السادس، عن تطلعه إلى العمل مع الرئاسة الجزائرية لإقامة علاقات طبيعية بين الشعبين الشقيقين.

وكان المغرب، أعلن منذ أيام، أن وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي سيزور الرباط حاملا دعوة لحضور القمة العربية المقررة في بلاده مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المغربية لم يتطرق إلى موعد زيارة الوزير الجزائري المرتقبة.

وشارك الملك محمد السادس في القمة العربية في الجزائر التي التأمت عام 2005، حيث تميزت بأنها كانت آخر قمة عربية يحضرها منذ ذلك الوقت.

وتمر العلاقات بين البلدين في أزمة هي الأسوأ، وذلك بعد قرار الجزائر قطع العلاقات في أغسطس/ آب 2021 الذي أعقبه غلق المجال الجوي بين البلدين، بسبب اتهامها للمغرب بالقيام بـ “أعمال عدائية” ضدها.

بيد أن الإعلامي التونسي كمال بن يونس والذي يشغل منصب مدير مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والأفريقية، يرى في تصريح صحفي أن مشاركة الملك المفدى محمد السادس في القمة لا تعني بالضرورة حدوث حوار ثنائي مباشر قد يقود إلى إنهاء التوتر الحالي بشكل آلي.

ووفقا للإعلامي التونسي فإن المغرب، وإن مد يده للجزائر، إلا أنه مصمم على إغلاق ملف الصحراء في عهد الملك محمد السادس. ويوضح بن يونس أنّ المغرب اتبع سياسة مختلفة منذ سنوات تمثلت “بعدم ترك المقعد شاغرا”، إذ عاد إلى الاتحاد الافريقي بالرغم من العضوية الوهمية لما يسمى بـ “الجمهورية الصحراوية” (جبهة البوليساريو) الانفصالية فيه.

كما بادر بالاتصال بدول اعترفت بالبوليساريو من أجل سحب اعترافها بالمنظمة، وهو ما يبين أن المغرب يسعى لتجميد عضوية “الجمهورية الصحراوية” في الاتحاد الأفريقي بشكل كامل “وهذا هو الهدف المنشود للدبلوماسية المغربية”.