في لحظة دقيقة من التاريخ المغربي، حيث تتقاطع الخيبة السياسية مع الحلم المؤجل لجيل جديد، اختار محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية والوزير السابق للشباب والرياضة، أن يوجّه خطابه إلى جيل “زد” عبر منصة أنستغرام، في خطوةٍ غير مألوفة من سياسيٍ محسوب على حزبٍ تقليدي.
لم يكن الخطاب مجرد تواصل عابر، بل بدا كأنه محاولة لردم الهوّة بين الجيل الجديد الباحث عن المعنى، والمؤسسات التي فقدت القدرة على إقناعه.
منذ كلماته الأولى، بدا أوزين واعيًا بتعدد ردود الأفعال التي تثيرها رسائله: هناك من فهمها، وهناك من شكك فيها، وآخرون استساغوا الطرح دون اقتناع. تلك التعددية ليست تفصيلاً، بل هي مرآةٌ لأزمةٍ أعمق: أزمة ثقة شاملة تمتد من الفرد إلى المؤسسة، ومن الشارع إلى الدولة.
لم تعد المشكلة في الشباب الذين يعزفون عن المشاركة، بل في المنظومة التي لم تعد قادرة على إقناعهم بأن المشاركة تُحدث فرقًا.
أوزين يربط هذه الأزمة بالحراك الاجتماعي المتكرر، من احتجاجات المعلمين إلى المظاهرات التي طالبت بتدخل مباشر من الملك، متجاوزةً الأحزاب والحكومة. هذا التجاوز لم يكن موجّهًا ضد الدولة، بل ضد وسطاء السياسة التقليديين الذين لم يعودوا يمثلون نبض الشارع.
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) October 25, 2025


