“جيل 2030”.. هل تنجح شبيبة “البام” في إعادة ثقة الشباب في السياسة؟

0
78

في ظل العزوف المتزايد للشباب المغربي عن المشاركة السياسية، أطلقت شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة مبادرة “جيل 2030″، في محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين الشباب والمشهد السياسي. المبادرة، التي تزامنت مع حضور سياسي بارز لوزراء وقيادات من الحزب، ترفع شعار “الكرامة والأمل”، وتعد بأن تكون رؤية طويلة الأمد وليست مجرد مشروع حزبي ظرفي.

لكن، هل يمكن لهذه المبادرة أن تحدث فرقًا حقيقيًا؟ أم أنها مجرد محاولة جديدة لاحتواء الشباب في سياقات انتخابية ومصلحية؟

الشباب المغربي والسياسة.. أزمة ثقة أم غياب البدائل؟

لطالما شكّل الشباب الفئة العمرية الأقل انخراطًا في الأحزاب السياسية، رغم أنهم يشكلون أكثر من 60% من السكان. لكن، لماذا يعزف الشباب عن السياسة؟ هل يعود الأمر إلى غياب السياسات الداعمة لهم؟ أم أن الأزمة أعمق، مرتبطة بفقدان الثقة في النخب السياسية والبرامج الحزبية؟

  • ضعف التمثيل السياسي للشباب: رغم وجود أطر قانونية تشجع على إشراك الشباب، إلا أن الواقع يُظهر أن القرار السياسي يظل بيد نفس النخب القديمة. فهل ستنجح “جيل 2030” في فرض وجوه شابة جديدة داخل الحزب؟

  • الإقصاء من دوائر اتخاذ القرار: العديد من الشباب يرون أن الأحزاب تستغلهم كوقود انتخابي دون منحهم دورًا حقيقيًا في رسم السياسات. فهل تضمن المبادرة آليات واضحة لإشراك الشباب في صناعة القرار؟

  • الشباب بين الأولويات الاقتصادية والسياسية: في ظل ارتفاع البطالة وغلاء المعيشة، هل الأولوية لدى الشباب هي الانخراط السياسي أم البحث عن فرص عمل وتحسين ظروفهم الاقتصادية؟

ما الذي يميز “جيل 2030” عن المبادرات السابقة؟

سبق أن أطلقت عدة أحزاب مبادرات لاستقطاب الشباب دون تحقيق نتائج ملموسة، فهل تختلف “جيل 2030” عن تلك التجارب؟ وهل هناك التزام حقيقي بتمكين الشباب أم أنها مجرد عملية تجميلية؟

  • وجود دعم سياسي قوي: حضور وزراء مثل محمد المهدي بنسعيد، فاطمة المنصوري، ويونس السكوري قد يُعطي انطباعًا بوجود دعم رسمي، لكن هل هذا الدعم كافٍ لتحويل المبادرة إلى برنامج فعلي؟

  • التأطير والتكوين السياسي: تقول الشبيبة إن المبادرة تهدف إلى تكوين جيل سياسي جديد، لكن ما هي البرامج التكوينية المقترحة؟ وهل ستتمكن المبادرة من إنتاج قيادات جديدة قادرة على منافسة النخب التقليدية؟

  • تحقيق القطيعة مع الممارسات القديمة: هل يملك “البام” القدرة على تجاوز صورته كحزب نخبوي لصالح تبني خطاب شبابي حقيقي؟

التحديات التي تواجه “جيل 2030”

رغم الطموحات الكبيرة، إلا أن هناك عدة عقبات قد تحول دون تحقيق أهداف المبادرة، ومنها:

  1. غياب آليات التنفيذ الواضحة: ما هي الخطوات الملموسة لضمان مشاركة الشباب في صنع القرار؟

  2. صعوبة إقناع الشباب بالمشاركة السياسية: في ظل تآكل الثقة في المؤسسات، كيف يمكن إقناع الشباب بأن هذه المبادرة ليست مجرد دعاية حزبية؟

  3. التوازن بين الخطاب السياسي والواقع: هل ستظل المبادرة مجرد مشروع نظري، أم أنها ستُترجم إلى سياسات حقيقية تُحدث تغييرًا ملموسًا في حياة الشباب؟

خاتمة: هل تحمل “جيل 2030” أملًا جديدًا أم أنها مجرد خطوة تكتيكية؟

الرهان الحقيقي أمام “جيل 2030” ليس فقط في تقديم خطاب مشجع للشباب، بل في توفير آليات واقعية تضمن لهم دورًا فعليًا في السياسة، بعيدًا عن الاستغلال الحزبي والانتخابي. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه المبادرة قادرة على خلق دينامية جديدة، أم أنها ستلتحق بقائمة المبادرات الفاشلة التي لم تحقق أي تغيير حقيقي في علاقة الشباب بالمشهد السياسي.