“حالة الطوارئ في سبتة: لماذا يفقد الشباب المغربي الأمل في وطنه؟ الإقصاء والتقصير في تقديم الفرص للشباب”

0
255

الهجرة الجماعية: أسئلة حول الإهمال والتقصير في المغرب

عاشت السلطات المغربية ليلة السبت والأحد على وقع محاولات تسلل جماعية إلى مدينة سبتة المحتلة، حيث تجلت معاناة المهاجرين، من بينهم قاصرون، في مواجهة ضباب كثيف سهل عملية التسلل عبر البحر.

الأحداث المؤلمة تسلط الضوء على مسألة أعمق تتعلق بموجة الهجرة غير النظامية التي تشمل الشباب والفتيات وكبار السن وحتى الأطفال، مما يثير تساؤلات هامة عن أسباب هذه الظاهرة ومَن المسؤول عن هذا الوضع المؤلم.

لماذا الهروب إلى أوروبا؟

أصبح الهروب إلى أوروبا حلم العديد من المغاربة، في ظل الظروف المعيشية الصعبة وتدني فرص العمل والتكوين في المغرب. لماذا يسعى الجميع، من الشباب إلى الأطفال، للفرار من بلادهم؟ هل هو ناتج عن قلة الفرص وغياب الأمل في تحقيق مستقبل أفضل داخل الوطن؟

المغرب غني بثرواته الطبيعية والبشرية، لكن لماذا نرى شبابنا يختارون الهجرة كخيار وحيد؟ من المسؤول عن هذا التوجه الجماعي نحو الهجرة غير النظامية، وما الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى المخاطرة بحياتهم في البحر؟

من يتحمل المسؤولية؟

يجب أن نتساءل عن الجهات التي تتحمل مسؤولية هذا الوضع. هل هي السياسات الحكومية غير الكافية؟ أم الإخفاقات في تنفيذ المشاريع التنموية؟ أم المسؤولون الذين يفتقرون إلى الرؤية والاستراتيجيات الفعالة لمعالجة مشكلات البطالة والفقر؟

يجب أيضاً تسليط الضوء على مدى تأثير الإهمال في برامج التعليم والتكوين المهني والفرص الرياضية والعلمية. لماذا يُترك الشباب بدون فرصة لدخول مجالات العلوم والتقنيات والرياضة والطب والهندسة، ويتم دفعهم بدلاً من ذلك نحو المخدرات والتطرف والهجرة غير النظامية؟

فشل السياسات وإقصاء الشباب

تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يشير إلى أن فئة عريضة من الشباب تعاني من الإقصاء، حيث يتجاوز عددهم 1.5 مليون، وهم خارج منظومة التعليم والعمل والتكوين المهني. هذه الفئة تعاني من مشاكل عديدة، بدءًا من الهدر المدرسي وصولاً إلى صعوبة الانتقال إلى سوق العمل، وهو ما يزيد من أعداد الشباب العاطلين عن العمل والخارجين عن النظام التعليمي.

التحقيق في أسباب هذا الإقصاء يكشف عن تضافر العديد من العوامل، منها الهدر المدرسي والتقليل من قيمة التعليم والتكوين المهني، إلى جانب الضغوط الاجتماعية والثقافية التي تؤدي إلى الفشل في إدماج الشباب بشكل فعال في الاقتصاد.

سقوط خديجة المرضي: دعوة ملحة للمسؤولية والمحاسبة في قطاع الرياضة والجامعة المغربية للملاكمة

نحو إعادة النظر والتغيير الجذري

الوقت قد حان لطرح أسئلة جادة حول الإهمال المستمر الذي يعاني منه الشباب المغربي. لماذا لا تُنفذ سياسات فعالة لمعالجة هذه المشكلات؟ من يعمل على تقويض فرص الشباب وإبقائهم بعيدين عن المساهمة في بناء مستقبل الوطن؟

من الضروري أن تكون هناك استجابة سريعة وجادة من قبل الحكومة والمجتمع المدني، لتقديم حلول عملية وعاجلة لمشكلة الهجرة غير النظامية. يجب أن يتم التركيز على تطوير برامج تعليمية وتكوينية فعالة، وتعزيز فرص العمل، وتوفير بيئة داعمة للشباب ليتمكنوا من تحقيق إمكانياتهم الكاملة.

إذا لم يتم التعامل مع هذه القضايا بجدية، ستستمر الهجرة غير النظامية في الارتفاع، مما يهدد مستقبل البلاد ويزيد من معاناة الشباب. حان الوقت لإعادة النظر في السياسات، وتحمل المسؤولية، والعمل على تحسين الظروف لتجنب مزيد من الإحباط والفشل في المستقبل.