بقلم : د اسامه ال تركى
أفيقوا أيها السادة من سكرة هذا العالم الافتراضى و تأثيره السلبى على واقعنا و تعالوا ننقذ ما يمكن إنقاذه من قيمنا و تقاليدنا التى توارت أمام عالم افتراضي ما كان يجب أن يبعدنا عن عالمنا الحقيقى .
لقد بات العالم الافتراضى ركنا أساسيا من أساسيات حياتنا لا نعيش من دونه و تداخل فى أدق تصرفاتنا و أحاسيسنا البشرية بما قد يشكل خطرا على أسس العلاقات الاجتماعية الأصيلة بيننا و بدلا من أن يكون إيجابيا فى تأثيره علينا أصبحت سلبياته أكثر فنحن نعيش فى زمن تغيرت فيه ملامح الحياة الطبيعية فى كافة أشكالها و مناحى العيش فيها و ارتبطنا ارتباطا جذريا بآلة التصقت فى أيدينا و كأنها عصاة كفيف لا نسترشد طريقنا إلا بها حتى أحاسيسنا تجمدت فى ثنايا تلك الشاشة البلورية الصغيرة لا نتلاقى إلا من خلالها أفراحا و عزاء، تعاطفا أو حتى هجاء، نفتح أعيننا على نوره المبهر يغشانا نقرأ و نكتب و لعل الواحد منا بات عاجزا عن الحياة بدون هاتفه المحمول .
فى حكاياتنا القديمة كنا نتسامر بقصص الساحرة العجوز منبهرين ..
و ها هى نفس الكرة السحرية أو يمكن ان نطلق عليها فانوس علاء الدين أيضا تصاحبنا فى زماننا .. تلازمنا صحوا و مناما و سكنتنا الساحرة العجوز و جمدت بسحرها كل الأحاسيس و العلاقات الإجتماعية فى عالم افتراضى على أرض فيسبوكية، تويترية، انستجرامية، و أى خيال يأخذنا إلى لا شئ .. !
نحن فى حاجة إلى أن نغادر السوشيال ميديا إلى واقعنا الأصلى لا الإفتراضى، نتراحم كما كنا نتلاقى بحميمية كما كنا ، نحب، نكره، نتزاور، نشعر أنا على قيد حياة واقعية فالافتراض جعلنا موتى على قيد الحياة .
تلك الخطورة الاجتماعية التى بجب أن نتنبه إليها و لست أدعو لمقاطعة السوشيال ميديا و لا محاربة الحداثة و التطور و لكنى أدعو للحفاظ على جذورنا الإجتماعية، تقاليدنا و الموروث الثقافى و الدينى الذى وجدنا عليه آبائنا .. تعود الأسرة لترابطها و تتواصل علاقاتنا الطبيعية باللقاء المباشر لا نفترض حبا بيننا و لكن نعيشه على أرض مشتركة .. نخشى على أولادنا و نؤمنهم فكريا فتلاقى الثقافات بشكل عشوائى و بدون ضوابط أخلاقية و مجتمعية نتائجه السلبية أكثر منها إيجابية و تتحول عقول الصغار بلا أمن فكرى إلى مرتع لأساليب غسيل المخ و الاستقطاب بدءا من الأفكار المنفتحة إلى حد الإنحلال بدعاوى المدنية و انتهاء بتجنيد ضعاف النفوس بأفكار هدامة و دعاوى إرهابية .
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعية المختلفه تشهر التفاهة والاستهبال والرقص وكل ماهو منحل حتي أصبحوا هم من يتصدر المشهد الاعلامي والكل يصفق ويشاهد وهنا خلقنا او صنعنا التفاهة التي جعلت جيلنا جيل تافه ضائع يحمل ثقافة سطحية وانحلال خلقي كل ذلك نحن مسؤلين عن ذلك بسبب عدم الرقابه وعدم التوجيهات الصحيحة للأبناء،
أفيقوا أيها السادة من سكرة هذا العالم الافتراضى و تأثيره السلبى على واقعنا و تعالوا ننقذ ما يمكن إنقاذه من قيمنا و تقاليدنا التى توارت أمام عالم افتراضي ما كان يجب أن يبعدنا عن عالمنا الحقيقى .
رئيس البرلمان العربي : السياسة الكويتية الحكيمة ساهمت في تعزيز جهود الاستقرار بالمنطقة