حرب تصريحات خفية بين أحزاب التحالف الحكومي مع اقتراب الانتخابات التشريعية: إنجازات أم تصفية حسابات؟

0
45

حرب خفية أم خلاف عميق؟ تصعيد التصريحات بين الأصالة والمعاصرة والاستقلال مع اقتراب الانتخابات

مع اقتراب الانتخابات التشريعية لعام 2026، تشهد الساحة السياسية المغربية تصاعدًا ملحوظًا في التصريحات والبلاغات الصادرة عن الأحزاب السياسية، خاصة تلك المنضوية تحت لواء التحالف الحكومي. هذه الدينامية المتزايدة تعكس تحولًا تدريجيًا في الخطاب السياسي، حيث تسعى الأحزاب إلى تثبيت مكانتها وتعزيز صورتها أمام الناخبين، حتى لو كان ذلك على حساب حلفائها.

الأصالة والمعاصرة يشيد بإنجازاته في السكن ويطالب بالجهود في ملف ندرة الماء

في أحدث تصريحاته، أشاد حزب الأصالة والمعاصرة بإنجازات وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، فاطمة الزهراء المنصوري، معتبرًا أن التدابير التي قادتها ساهمت في تحقيق قفزة نوعية داخل قطاع السكنى والتعمير.

ووفقًا للبلاغ، فإن المؤشرات الإيجابية تظهر في ارتفاع مبيعات الإسمنت، وانتعاش سوق العمل داخل القطاع، وتحقيق عائد اجتماعي ملموس استفادت منه آلاف الأسر المغربية.

لكن، إلى جانب هذه الإشادة، وجّه الحزب دعوة إلى حليفه حزب الاستقلال، الذي يدير ملف التجهيز والماء عبر وزيره نزار بركة، لبذل جهود أكبر في مواجهة أزمة ندرة الماء.

ودعا المكتب السياسي للحزب الحكومة إلى الإسراع في تقييم تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها التوجيهات الملكية في هذا الملف، ما يطرح تساؤلات حول مدى الانسجام بين مكونات التحالف الحكومي.

بلاغ .. المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة يتداول عددا من القضايا الوطنية والدولية ومحاور حزبية- تنظيمية

الاستقلال ينتقد البطالة وينقل الكرة إلى ملعب الأصالة والمعاصرة

في المقابل، لم يتردد حزب الاستقلال، عبر أمينه العام نزار بركة، في تسليط الضوء على ملف البطالة خلال مهرجان خطابي بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

انتقد بركة ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت، وفق الإحصاءات الرسمية، 21.3%، مع تسجيل نسب أعلى بين الشباب والنساء، معتبرًا أن هذه الأرقام تعكس أزمة هيكلية متعددة الأبعاد.

هذا الانتقاد يشكل إشارة ضمنية إلى أداء يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، ما يفتح باب التساؤل حول التنسيق الفعلي داخل التحالف الحكومي ومدى قدرتهم على توحيد الرؤى في الملفات المشتركة.

ارتفاع قياسي في المديونية المغربية في عهد حكومة أخنوش: هل تعكس الأرقام استدامة أم أزمة؟

التساؤلات المطروحة

  1. هل تعكس هذه التصريحات تماسكًا أم انقسامات خفية داخل التحالف الحكومي؟
    بينما يُظهر كل حزب حرصه على إبراز إنجازاته، تبدو بعض التصريحات وكأنها انتقادات مبطنة للحلفاء، مما قد يؤثر على تماسك التحالف مع اقتراب الانتخابات.

  2. كيف يمكن معالجة التحديات المشتركة؟
    أزمة ندرة الماء وارتفاع البطالة ليست مجرد قضايا قطاعية بل تمس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. فهل ستتمكن الأحزاب من تنسيق جهودها لإيجاد حلول فعالة؟

  3. هل بدأت الحملات الانتخابية المبكرة؟
    إشادة حزب الأصالة والمعاصرة بإنجازاته وانتقاد حزب الاستقلال للأوضاع الاقتصادية قد يكونان جزءًا من محاولات الأحزاب لتعزيز رصيدها السياسي قبيل الانتخابات.

نظرة إلى المستقبل

مع استمرار هذه الحرب “الخفية” للتصريحات، يبقى التساؤل الأكبر حول قدرة التحالف الحكومي على الصمود حتى موعد الانتخابات. هل ستتغلب المصالح الحزبية على التحديات الوطنية؟ أم ستنجح الأحزاب في الحفاظ على تماسكها وإنجاز برنامجها الحكومي؟

هل نحن أمام اختلاف طبيعي في الرؤى أم بداية لتحالفات سياسية جديدة تسبق الانتخابات؟