حمل حزب التجمع الوطني للأحرار، والذي يرأسه رئيس الحكومة، عزيز اخنوش، مسؤولية احداث مليلية والتي راح ضحيتها مقتل 18 مهاجرا على الأقل أثناء محاولة نحو ألفي مهاجر أفريقي العبور إلى جيب مليلية (المحتل) واصابة عدد من افراد الامن والقوات المساعدة، لشبكات تهريب البشر:”التي تستغل الظروف الاجتماعية لمواطني بعض بلدان افريقيا جنوب الصحراء” بحسب بلاغ للحزب، منوها بمهنية القوات العمومية والمجهودات الكبيرة التي تبذلها في الحفاظ على النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات.
وأعلن الحزب في بلاغه، تضامنه الإنساني مع الضحايا والجرحى من أفراد القوات العمومية، وضحايا شبكات التهريب والاتجار في البشر، معبرا عن اعتزازه بـ”المقاربة المغربية في معالجة قضايا الهجرة التي يرعاها العاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي تستند بالأساس على البعد الانساني في مختلف تجلياته”.
ودعا الحزب “السلطات وكل القوى ببلادنا إلى التصدي الحازم لمثل هذه الأفعال التي تستهدف النيل من بلادنا والتشويش على تراكمها الايجابي في معالجة قضايا الهجرة وضرورة توخي اليقظة والتجند لصد هذه المناورات مهما كان مصدرها”، مشيرا الى «اعتزازه بالشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب بالمملكة الاسبانية والمبنية على الثقة و التعاون”.
ولقي 18 مهاجرا حتفهم وأصيب 140 عنصرا من قوات الأمن المغربية، يوم أمس الجمعة، خلال محاولة مئات من المهاجرين عبور السياج الحدودي الفاصل بين مدينتي مليلية الخاضعة للسيطرة الإسبانية وإقليم الناظور المغربي شمالا.
وقالت مندوبية الحكومة المركزية الإسبانية في مليلية إن نحو 1500 مهاجر اقتربوا من منطقة السياج على الرغم من الانتشار المكثف لقوات الأمن المغربية والتنسيق الجاري بينها وبين نظيرتها الإسبانية.
وتمكن 133 مهاجرا من دخول مليلية عبر الحدود، وهي عبارة عن سياجين متوازيين بارتفاع 6 أمتار. وذكرت وكالة أنباء “يوروبا برس” الإسبانية نقلا عن الشرطة أن المهاجرين فتحوا بالقوة إحدى البوابات على الحدود.
وقال المغرب إن مناوشات عنيفة استمرت ساعتين بين المهاجرين وقوات حرس الحدود أدت إلى إصابة عشرات من تلك القوات.
يذكر أن عدد من المواقع والجمعيات الحقوقية والفعاليات السياسية، قد استنكرت ما اعتبرته تدخلا قمعيا عنيفا ضد المهاجرين محملة السلطات الأمنية المغربية، مسؤولية وفاة عدد كبيرا من المهاجرين.
وأوضحت وزارة الداخلية المغربية أنه في بادئ الأمر لقي 5 مهاجرين حتفهم في الهجوم على الحدود، بعضهم بعد سقوطه من السياج المحيط بمليلية أو سحقا، وأصيب 76 مهاجرا. وقالت في وقت لاحق إن 13 آخرين لقوا حتفهم.
وأضافت أن نحو 140 من أفراد قوات الأمن المغربية أصيبوا، منهم 5 إصاباتهم خطرة، لكن ذلك لم يسفر عن مقتل أحد من أفراد الأمن.
🔴Salto a la valla de Melilla
📹Recibimos imágenes del otro lado de la frontera en las que se observan a los cerca de cuatrocientos inmigrantes preparados para saltar el vallado fronterizo. pic.twitter.com/PhWD0I1UVd
— Cadena SER Melilla (@CadenaSerML) June 24, 2022
وعلى مدى السنوات العشر الماضية أصبحت مليلية وسبتة، الجيب الثاني الخاضع للسيطرة الإسبانية على الساحل الشمالي لأفريقيا، نقطة جذب للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا ومعظمهم من الدول الواقعة جنوب الصحراء.
ومن جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأفراد قوات الأمن على جانبي الحدود لتصدّيهم “لهجوم عنيف منظم بشكل جيد”، مشيرا إلى أن “مافيا الاتجار بالبشر” هي التي نظمته.
وأكد سانشيز تحسن العلاقات بين مدريد والرباط، وقال “أودّ أن أشكر التعاون الاستثنائي الذي نجريه مع المملكة المغربية والذي يظهر ضرورة أن تكون بيننا أفضل علاقات”.
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناظور إن التوغل جاء بعد يوم من اشتباك مهاجرين مع أفراد الأمن المغربي في محاولة لإزالة المعسكرات التي أقاموها في غابة بالقرب من مليلية.
وقال رئيس الجمعية عمر ناجي لوكالة رويترز إن الاشتباك جاء في إطار “حملة مكثفة” ضد المهاجرين منذ أن استأنفت القوات الإسبانية والمغربية الدوريات المشتركة، وعززت الإجراءات الأمنية في المنطقة المحيطة بمليلية.