دعا حزب “التقدم والاشتراكية” المغربي (معارض) إلى إقرار رأس السنة الأمازيغية “عيدا وطنيا” ويوم عطلة مدفوع الأجر.
جاء ذلك في سؤال كتابي وجهته الكتلة النيابية للحزب (22 نائبا من أصل 395) في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) إلى الحكومة، اطلعت عليه الأناضول الخميس.
وقال الحزب في سؤاله الكتابي، الأربعاء، إن “الشعب المغربي يتطلع في يناير (كانون الثاني المقبل) من كل سنة إلى إقرار السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ويوم عطلة مؤدى عنه (مدفوع الأجر)”.
وتابع أن “هذا المطلب أضحى مطلبا مشروعا بعد الإقرار الدستوري للأمازيغية كمكون من مكونات الهوية المغربية، وبعد المصادقة على القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية (دخل حيز التنفيذ منذ 2019)”.
ولم يصدر تعقيب فوري من الحكومة على هذا المطلب، إلا أن مصطفى الرميد، وزير الدولة السابق المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، أجاب عنه في السابق قائلا: “ينبغي أن يتولى الإعلان عن هذا الأمر من بيده أمر الإعلان عن القضايا الأساسية والمهمة للبلاد”، في إشارة إلى الديوان الملكي.
وأضاف الرميد، آنذاك، أن “الاحتفاء بالسنة الأمازيغية محط اهتمام الدولة بكافة مكوناتها”، وأن المملكة “قطعت أشواطا مهمة في مجال النهوض بالثقافة الأمازيغية وحمايتها”.
ويُطلق على رأس السنة الأمازيغية اسم “إيض يناير” (ليلة يناير)، وتوافق 13 يناير سنويا.
و”الأمازيغ” هم شعوب أهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
يشار إلى أن الأعياد والعطل الرسمية المغربية منصوص عليها في مرسوم يحمل رقم 2.77.169 ، وقد صدر بتاريخ 29 فبراير/شباط من سنة 1977، وخضع بعد ذلك لتعديلات عدة، كان آخرها سنة 2000.
وجاء في المذكرة أن “إيض ن يناير” اتخذ امتداداً شعبياً عابراً للتراب الوطني في السنوات الأخيرة، كما أسهم المجتمع المدني في تجويده وإخراجه من لبوسه التقليداني إلى الحداثة.
وقالت إنه “لا مبُرر للاستمرار في تجاهل مطلب ترسيمرأس السنةالأمازيغية في ظل انخراط المؤسسات المنتخبة والفاعلين الترابيين بقوة في الاحتفال بهذه المناسبة وتمويلها ودعمها”.
ويصادف “إيض ن يناير”، يوم 13 يناير من كل عام، وقالت عنه المذكرة إنه “هو الاحتفال الوحيد الذي يقام خارج الفضاءات المنذورة للنسك والتعبد في إحالة رمزية الأرض والعراقة التاريخية للحدث”.
وقد اتخذ الأمازيغ من حدث تولي الملك الأمازيغي “شيشونغ” الحكم رمزية لرأس السنة عندهم، وهو الملك الذي حكم في العائلة الفرعونية التي أمسكت بزمام الأمور في مصر في تلك المرحلة.
يضار إلى أن الجبهة التي تقدمت بالمذكرة هي تكتل يضم عدداً من النشطاء البارزين في الحركة الأمازيغية بالمغرب.
وقالت المذكرة إن “السنة الأمازيغية تبقى احتفالية شعبية حابلة بالأبعاد الرمزية وتعكس الاحتفاء بخيرات الأرض والتيمن بسنة فلاحية جيدة، وأصبحت احتفالية تقوم بها الجمعيات والتنظيمات والتنسيقيات الأمازيغية داخل المغرب وخارجه”.
وكانت الدولة المغربية قد اعترفت بالأمازيغية في الخطاب الملكي لسنة 2001 بأجدير، ثمالاعتراف الدستوريبالأمازيغية لغة رسمية سنة 2011، وصدور القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيلها في مجالات الحياة سنة 2019.
جدير بالذكر أنه ليست المرة الأولى التي تتم فيها المطالبة بجعل رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً، فقد تجدد هذا المطلب بقوة خلال السنوات الماضية، كما تبنته عدد من الأحزاب وطالبت الحكومة بجعله عيداً وطنياً.
الإغلاق الشامل وتشديد القيود في حال تدهور الوضعية الوبائية.. ورقة ضغط حكومة أخنوش في مواجهة الشعب!