حزب “العدالة والتنمية” يعيد تزكية “عبد الله بوانو البرلماني منذ 2002 وكيل لائحة مكناس لانتخابات 2021” ويستبعد أسماء مثيرة للجدل !؟

0
404

اختارنا للمقال  مقتطف من الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش لسنة 2016 إذ قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه : “كما أدعو الأحزاب لتقديم مرشحين، تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة ، وروح المسؤولية والحرص على خدمة المواطن… “.

الرباط – حملت اللوائح الانتخابية التي كشفت عهنا الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، على لائحة جديدة تضم مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية والجماعية المقبلة، وتهم بعض الجهات والأقاليم، تزكية عبد الله بوانو عمدة مدينة مكناس وكيلا للائحة بعدما كان منتظرا ابعاده ضمن الأسماء المثيرة للجدل .

المحلل السياسي عمر الشرقاوي التقط الإشارة ليقول في تدوينة فيسبوكية متهكما ” عبد الله بوانو البرلماني منذ 2002 وكيل لائحة مكناس لانتخابات 2021، دبا ما بقاش اسمه عبد بوانو ولى اسمه عبد الواحد بوانو وبعد ترشيحيه في انتخابات 2026 ان شاء الله سيصبح اسمه عبد الواحد الراضي بوانو. ”

واضاف الشرقاوي ” إنه العبث يا سادة خصوصا وأن لجنة الترشيح بمكناس وضعته في المرتبة الثالثة وراء محام شاب، لكن العثماني فضل تغيير الترتيب ووضعه اولا ليمكنه من استكمال ربع قرن من البرلمان ”

وكان أبرز استبعاد هو الذي طال النائبة المثيرة للجدل أمينة ماء العينين، التي قررت الأمانة العامة تعويضها بمرشح آخر في دائرتها الانتخابية الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، والتي تشغل باسمها مقعدا في البرلمان.

وقررت الأمانة العامة لحزب “العدالة والتنمية” تزكية رضى الحكيم بناني، عوضا عن أمينة ماء العينين، التي غابت أيضا حتى عن لائحة الجهات على اعتبار أنها عضو في مجلس جهة سوس ماسة.

المفاجأة الثانية تمثلت في عدم تزكية المقرئ الإدريسي أبو زيد الذي يشكل أيضا أحد الأسماء المثيرة للجدل في وسط الرأي العام، وكذلك على الصعيد الحزبي الداخلي، وذلك بعدد من الخرجات والتعليقات والتصريحات التي تسير في معاكسة الاتجاه العام لحزب “العدالة والتنمية”.

وهكذا، فقد قررت الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة، إبعاد المقرئ أبو زيد، وتعويضه بعبد الرحيم عزمي، وكيلا للائحة الحزب في دائرة الجديدة.

ويبدو أن حزب رئيس الحكومة يراهن على أسماء وزرائه السابقين والحاليين، إضافة إلى عمداء المدن من أجل الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وفي ما يتعلق بترشيحات عمداء المدن، فقد زكت الأمانة العامة للعدالة والتنمية، عبد الله بوانو عمدة مدينة مكناس وكيلا للائحة، كما الحال بالنسبة لعمدة الدار البيضاء عبد العزيز العماري، الذي نال رأس لائحة عين الشق بالعاصمة الاقتصادية.

وطال أمر التزكيات أيضا وزراء سابقين، منهم بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية‎ السابقة، التي قررت الأمانة العامة وضعها على رأس لائحة أنفا بالدار البيضاء.

وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة السابق مصطفى الخلفي بدوره تمت تزكيته وكيلا للائحة سيدي بنور، وفي ما يخص الوزراء الحاليين، فقد نال محمد أمكراز وزير الشغل والإدماج المهني رأس لائحة دائرة تزنيت.

وختمت الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة أسماء مسؤوليها المرشحين للانتخابات، بالحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت على رأس لائحة دائرة ميدلت.

ومن بين المسائل التي ظلت عالقة ولم يحسم فيها حزب “العدالة والتنمية”، هو ترشح الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة سابقا، عبد الإله بن كيران.

وحسب ما تناقلته تقارير إعلامية عدة، فإن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أجلت الحسم في ترشح بن كيران الذي نال تزكية من قواعد الحزب في مدينة سلا.

وحسب التقارير نفسها، فإن الأمين العام السابق عبد الإله بن كيران، قسّم الحزب بين مؤيد لترشيحه ومعارض، حيث إن قيادات في الحزب الذي يتخذ من المصباح شعارا له تدعم ترشح رئيس الحكومة السابق، وأخرى ترفض ذلك لعدة اعتبارات أهمها وفق ما ذكرت التقارير، خلافاتها المتعددة معه.

بالنسبة للأمين العام الحالي ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، فلم يبد معارضة لترشح بن كيران، لكنه لم يتحمس، كما أنه يبدي بعض التحفظات من خلال ما راج سابقا من تصريحات أسرّها لمقربين منه.

وشددت مصادر مقربة من “العدالة والتنمية”، وفق ما أوردت مصادر إعلامية، أنه من المستبعد أن يرفض الحزب تزكية عبد الإله بن كيران، نظرا لمكانته ووضعيته الاعتبارية وأيضا لكون ترشيحه جاء من قواعد الحزب من خلال الجمع العام الانتخابي لفرع الحزب في مدينة سلا، حيث أجمع على ذلك بـ 21 صوتا من أصل 24.

وتزامن الإعلان عن القائمة الجديدة لمرشحي العدالة والتنمية للانتخابات، مع مرور الأمين العام للحزب في برنامج “نقطة إلى السطر” الذي تبثه القناة الاولى المغربية.

وجاءت تصريحات العثماني متشبثة بخوض الانتخابات بكل ديمقراطية وبكل روح رياضية، وفق تعبير رئيس الحكومة.

وأكد العثماني أن حزبه سيبذل جهده، وأنه مستعد لكل الاحتمالات، فكما أنه مستعد لترؤس الحكومة من جديد، فإنه مستعد أيضا للخروج للمعارضة.

وحسب العثماني، فإن حزب العدالة والتنمية مستعد لقيادة الحكومة المقبلة التي ستفرزها صناديق الاقتراع للانتخابات المقبلة، كما أنه مستعد للاصطفاف في المعارضة.

وأكد رئيس الحكومة أن الأهم بالنسبة لحزبه هو “أن نخدم بلادنا من أي موقع نحن فيه، وسنبقى نخدمها، لذلك يجب أن نعطي للسياسة معناها النبيل، وأن تكون عندنا الكبدة على بلادنا”، وفق تعبيره. 

إن الأحزاب السياسية يجب عليها أن تمنح التزكية للكفاءات وأن تقطع علاقتها مع المرشحين الفاسدين، فمنحها التزكية للفاسدين سيزيد من فجوة إنعدام الثقة بينها وبين المواطن، ونختم المقال بمقتطفين من الخطاب الملكي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه، حيث قال حفظه الله  بمناسبة عيد العرش2017 :”… كفى واتقوا الله في وطنكم إما أن تقوموا بمهامكم كاملة وإما أن تنسحبوا فالمغرب له نساؤه ورجاله الصادقون…” والثاني بمناسبة إفتتاح البرلمان لسنة 2018″…والواقع أن المغرب يحتاج، اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى وطنيين حقيقيين، دافعهم الغيرة على مصالح الوطن والمواطنين، وهمهم توحيد المغاربة بدل تفريقهم؛ وإلى رجال دولة صادقين يتحملون المسؤولية بكل التزام ونكران ذات.

فكونوا، رعاكم الله، في مستوى هذه المرحلة، وما تتطلبه من خصال الوطنية الصادقة، ومن تعبئة جماعية، وحرص على جعل مصالح الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار… “.