حزب فوكس المتطرف يستغل الأزمة للمطالبة بمنع عبور المهاجرين المغاربة في إطار ما يعرف بـ”عملية مرحبا”

0
253

تسبب تدفق ألاف المهاجرين غير الشرعيين إلى مدينة سبتة المحتلة فى أزمة سياسية بين المغرب واسبانيا مخؤخراً، ولذلك فقد استغل حزب ” فوكس “المتطرف فى المدينة المحتلة تلك الأزمة لتشديد خطابه العنصري ضد المغرب والجالية المغربية، لا سيما بعدما تأكد من استمرار تعزيز حضوره السياسي وسط المجتمع الإسباني بفضل هذا الخطاب،فى محاولة للظهور على الساحة السياسية وتحقيق مكاسب ،حيث طالب بمنع عبر ملايين المغاربة المهاجرين و ضرورة منع التأشيرات عن المغاربة.

مدريد – طالب حزب “فوكس” الاسباني، حكومة بلاده، بضرورة منع التأشيرات عن مواطني المغرب وتجميد مساعداتها للمملكة، على خلفية الازمة التي أثارتها في الفترة الاخيرة ولعدم احترامها للقانون الدولي الخاص بمراقبة الحدود.

ونقلت عدة مصادر اعلامية، اليوم الاحد، رد فعل نواب “فوكس” عن تصرفات المغرب الاخيرة وهجمته الهستيرية على بلادهم والازمة التي اختلقها لأسباب كان من بينها معارضة مدريد لإعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيادةالمغرب على صحرائه المغربية، علاوة على استقبال هذا البلد الأوروبي للانفصالي المدعو إبراهيم غالي للعلاج من كورونا، وما تروج له السلطات الاسبانية بخصوص تدفق عشرة آلاف المهاجرين لمدينة “سبتة” المحتلة الخاضعة للإدارة الاسبانية منذ أسبوعين، وسحب المغرب سفيرته من مدريد.

وذكرت المصادر أن حزب “فوكس”، في إسبانيا، طالب بإغلاق الحدود الجنوبية لبلاده مع المغرب، لمنع عبور المهاجرين المغربيين خلال فصل الصيف في إطار ما يعرف بـ “عملية مرحبا”.

وتضمنت مطالب الحزب -وفق ما اوردته وكالة “أروبا برس”- تعليق الإعانات المالية الإسبانية للمغرب، وإلغاء منح تأشيرات الدخول إلى أوروبا للمغربيين حتى تقبل الرباط باستعادة جميع المهاجرين الذين يصلون من المغرب إلى الأراضي الإسبانية بطريقة غير شرعية.

وفي هذا الاطار أدان الحزب -الذي يعد  ثالث قوة سياسية في اسبانيا بعد الحزب الإشتراكي الحاكم، والحزب الشعبي المعارض –  عدم احترام المغرب للقانون الدولي في مراقبة الحدود.

وحسب نفس الوكالة، فإن مبادرة الحزب اليميني، تأتي ردا على تنفيذ المغرب “هجرة واسع النطاق”، داعيا بلاده إلى التحرك “فورا” باعتبارها البوابة الجنوبية لأوروبا.

وطالب ممثلو “فوكس” حكومة إسبانيا بـ”إغلاق تام للحدود مع المغرب”، واعتبروا أن سبتة ” المحتلة تعرضت لغزو جيش مدني أرسله المغرب”، وفق ما أوردته صحيفة “إلفايرو دي سبتة” الإسبانية.

وتفجرت أزمة بين المغرب وإسبانيا، عقب استقبال الأخيرة لزعيم “البوليساريو” وذلك للعلاج من فيروس كورونا، بـ”هوية مزيفة”، منذ 21 أبريل/ نيسان الماضي.

وخفف المغرب إجراءات المراقبة على حدود مدينة سبتة (تحت إدارة إسبانيا)، ليتدفق نحو 8 آلاف مهاجر نحو المدينة بطريقة غير نظامية، وهو ما أدى لتفاقم الأزمة لكن المغرب نفى علاقة ذلك بملف زعيم البوليساريو.

وكان المغرب قد اتهمت الاتحاد الأوروبي بالغطرسة بعد تأييدها ودعمها لإسبانيا. ونقلت وكالة أوروبا برس يوم الأحد نية إسبانيا عدم رفع التوتر مع المغرب، حيث تعرب عن ارتياحها للدعم الأوروبي الذي حصلت عليه، وتريد تطوير مكافحة الهجرة مع المغرب.

وتحول هذا الحادث إلى أكبر موضوع في إسبانيا يخلف الجدل بين المعارضة والحكومة وفي وسائل الإعلام. ومن ضمن الأصوات التي ارتفعت في هذا الشأن، وزير الدفاع الأسبق فدريكو تريليو (2000-2004) الذي اعتبر ما جرى ليس سوى ستار يحجب ما اعتبره الحقيقة وهو “تخطيط المغرب لاستعادة سبتة ومليلية مستقبلا”.

والأسبوع الماضي، دعا المغرب، إلى التحقيق في دخول غالي إلى إسبانيا “بطريقة مزورة”، محذرا من أن إخراجه بنفس طريقة دخوله سيفاقم الأزمة بين البلدين بينما تحدثت مصادر ان غالي سيمثل امام المحكمة الاسبانية العليا لتورطه في قضية تتعلق بارتكاب جرائم حرب رفعها عليه معارضون من الصحراء المغربية.

ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب و”البوليساريو” حول إقليم الصحراء المغربي، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم

وفي الاشهر الاخيرة تمكنت المغرب من تحقيق انتصارات دبلوماسية بعد كسب اعتراف عدد من الدول بسلطة الرباط على صحرائها وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

ولم يطرح المغرب حتى الآن استعادة سبتة ومليلية، ولكنه يركز أساسا على ملف الصحراء واستقبال هذا البلد الأوروبي لإبراهيم غالي. وسحب المغرب سفيرته من مدريد حتى محاكمة القضاء الإسباني لزعيم البوليساريو.