حزن في المغرب رحيل رجل المواقف الحقوقي المغربي عبد العزيز النويضي

0
350

الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان. أما لوعة الفراق تبقى الحقيقة الراسخة، والموت حق لا مفر منه ومصير محتوم، والساعة اتية لا ريب فيها.

ليس من باب المجاملة أقول، مهما سطرت الأقلام، عظمت وانتقيت الكلمات، تبقى عاجزة لتفي راحلنا الكريم الغني عن التعريف القيادي الحقوقي البارز، عبد العزيز النويضي، الذي توفي، الخميس، بالعاصمة الرباط، رحمه الله، حقه لما تمتع من صفات إنسانية وسيرة ومسيرة يشهد لها الداني والقاصي، حافلة بالعطاء والتضحية، نبراساً نهتدي به، مثالاً ومصدر فخر واعتزاز.

ولا يختلف اثنان ان الراحل ضحى وكرس حياته وعمل على مدار الساعة من اجل معالجة مشاكل وقضايا بلده، تاركاً بصمات واضحة وملموسة على ارض الواقع في كل زاوية من البلد ،نخص بالذكر ما تضمنه مقطع الفيديو المرفق:

نعى عدد من من الحقوقيين والإعلاميين المغاربة القيادي الحقوقي البارز، عبد العزيز النويضي، الذي توفي، الخميس، بالعاصمة الرباط، بشكل مفاجئ خلال استضافته من أحد المنابر الإعلامية المحلية لإجراء مقابلة صحافية.

وتوفي المحامي والرئيس المؤسس لـ”جمعية عدالة” المغربية جراء سكتة قلبية ألمت به أثناء المقابلة الإعلامية مع موقع “صوت المغرب”، وفق ما أفادت به وسائل إعلام مغربية.

ويعد الراحل عبد العزيز النويضي، من أبرز الوجوه التي بصمت المجال الحقوقي المغربي على مدى عقود من الترافع والنضال من أجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. واشتغل النويضي أستاذا جامعيا للقانون الدستوري والعلوم السياسية، ومحاميا بهيئة الرباط، كما كان من مؤسسي جمعية “عدالة”، منظمة غير حكومية، حيث شغل منصب رئيسها في فترة سابقة وساهم في إصدار مجموعة من الأبحاث والدراسات بالإضافة إلى مجموعة من المذكرات الترافعية من أجل إصلاح العدالة بالمغرب.

 وتقلد الراحل منصب مستشار الوزير الأول (رئيس الحكومة) الراحل عبد الرحمان اليوسفي. كما تقلَّد عددا من المناصب في الجمعيات الحقوقية وكان كاتبا عاما لـ “ترانسبرانسي المغرب”، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.

وكان النويضي قد رفض تسلم وسام الشرف الفرنسي، عام 2014، تعبيرا منه عن رفضه لموقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما عبر عن تضامنه مع إسرائيل أثناء حربها على غزة عام 2014، وفق ما ذكر موقع “لكم”.

من جهته، قال المحامي محمد الغلوسي، وهو رئيس “جمعية المغربية لحماية المال العام”، إن وفاة النويضي خسارة كبرى، وأبرز أن الراحل لم يكتف بالتنظير لحقوق الإنسان وجوانبها المختلفة بل زاوج بين النظرية والممارسة، وظل مدافعا عبر مختلف المواقع والمنصات عن الحقوق والحريات، سواء كمحام ومدافع شرس عن أصول وقواعد المحاكمة العادلة، أو خارج المحاكم من الناحية المدنية والجمعوية والسياسية أيضا، إذ ظل منتصرا لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها.

وإثر وفاته، كتب مدير نشر موقع “صوت المغرب”، يونس مسكين، في تدوينة على موقع فيسبوك، معزياً أسرة الراحل “مصاب جلل ورزء عظيم، خالص العزاء وأصدق المواساة لأسرة هذا المناضل الصادق”.

وكتب أحمد بن شمسي، مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، “أشعر بالصدمة والحزن للوفاة المفاجئة للمدافع الكبير عن حقوق الإنسان في المغرب عبد العزيز النويضي”، مضيفا أن الأخير “رجل النضال والمبادئ والقلب”.

نشطاء آخرون ذكروا مناقب الرجل، وعبروا عن حزنهم لرحيله، فقد كتب الناشط سعيد العزوزي، قائلا إن “الراحل من أبرز الوجوه التي طبعت المجال الحقوقي المغربي على مدى عقود من الترافع والنضال من أجل تعزيز الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان”.

ودوّن المحامي، مراد فوزي، قائلا “بكل الأسى والأسف تلقيت خبرا بألم قلب يحترق، وفاة الصديق والزميل عبد العزيز النويضي، المحامي القدير والحقوقي المناضل والرئيس المؤسس لجمعية عدالة الرائدة، والرجل المخلص الخدوم الذي كانت الابتسامة دائما تعلو محياه”.

وقالت المحامية والناشطة الحقوقية، جميلة السيوري، “للتو تلقيت خبر وفاة الصديق عبد العزيز النويضي الرئيس المؤسس لجمعية عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة، كان الخبر مفجعا عدد كبير آخر من الإعلاميين والمناضلين تحدثوا عن خصال النويضي، مشددين على أن مسيرته الحقوقية يجب أن تكون عنصر إلهام للأجيال الشابة.

وكتب الناشط والمؤرخ، المعطي منجب، أن الراحل هو “الصديق الأقرب إلى القلب”، فقد “دافع عني وعن أصدقائي المتابعين معي ليس فقط أمام المحاكم ولكن كذالك أمام الرأي العام وفي الإعلام”.

وعلّق الإعلامي، محمد الزوهري، قائلا “من الصدف أن الفقيد رحل عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة وهو في حضرة الصحافة، إذ لبى نداء ربه وهو بصدد مقابلة صحفية مع أحد الجرائد الوطنية داخل مقرها في الرباط، حيث أصيب بأزمة قلبية مفاجئة لم تمهله طويلا”.

الناشطة، خلود مختاري، عزّت أيضا في رحيل النويضي الذي قالت إن “ما عاشه خلال السنوات الأخيرة لم يكن هينا، لكنه رحل حقوقيا، مناضلا، ويده على ميلة الحق”.

من جهته، اعتبر الصحافي رشيد البلغيتي، وفاة عبد العزيز النويضي خسارة فادحة للمغاربة والمغرب. وقال إن الراحل “رجل متعدد المسارات، أستاذ للقانون في الجامعة واستخدم القانون كدرع لحماية حقوق الناس حين انتقد إلى العمل في المحاماة ودافع عن كرامة المغاربة داخل المحاكم”.

وتابع البلغيتي أن الرجل استعمل معرفته ومساراته الأكاديمية والعلمية من أجل الكتابة عن القانون الدولي في علاقته بالتنمية، وعن الحق في الوصول للمعلومة وعن عدم دستورية بعض القوانين وغيرها. واستطرد “لم يلتزم بالكتابة فقط وبأشغال المكاتب، بل خرج إلى اللقاءات والندوات وجمع مئات المغاربة خبراء ومناضلات ومناضلين ومواطنين من أجل مناقشة هذه المواضيع في ورشات وندوات فكرية ودورات تكوينية”.

وخلص الصحافي المغربي إلى أن النويضي، “أسَّس ديناميات مدنية واجتماعية على العدالة وحقوق الإنسان ومسارات سياسية التي اختار أن يكون جزءا منها لبناء مغرب الديمقراطية والحريات”.