“حصيلة كارثية لسيول ‘تمنارت’ بإقليم طاطا: 8 جثث و15 مفقودًا – هل هي نتيجة غضب الطبيعة أم فشل التخطيط؟”

0
371

في الوقت الذي نعتبر فيه المطر نعمة من السماء، نواجه في المغرب سلسلة من الكوارث الطبيعية الناجمة عن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة. آخرها ما شهدته جماعة تمنارت بإقليم طاطا جنوب شرق البلاد، حيث أعلنت السلطات انتشال 8 جثث ولا يزال 15 شخصًا في عداد المفقودين. هذه الكارثة تأتي نتيجة أمطار طوفانية وسيول جارفة أدت إلى انهيار منازل وتشريد السكان.

غياب الاستعدادات أمام فيضانات متكررة: هل من حلول؟

في كل مرة تحدث فيها كارثة مماثلة، تُطرح تساؤلات حول دور الحكومة في التعامل مع هذه الأزمات. لماذا تُعد مناطق مثل إقليم طاطا عرضة لتكرار هذه الأحداث؟ هل يعود ذلك إلى ضعف البنية التحتية أم أن الأمر أكبر من ذلك؟ هذه الأسئلة تضعنا أمام ضرورة إعادة النظر في مدى جاهزية المؤسسات المحلية لمواجهة الكوارث الطبيعية المتوقعة.

ورغم تحذيرات الأرصاد الجوية، يبدو أن الإجراءات الوقائية غير كافية لدرء الخسائر المادية والبشرية.

حين يغدق الله علينا المطر: نعمة السماء وكوارث الأرض بين غياب التخطيط وضعف البنية التحتية

التناقض في التعامل مع الأمطار: نعمة تتحول إلى نقمة

في حين يُعتبر المطر مصدرًا للحياة، يعاني السكان في مناطق متفرقة من المغرب من تداعياته الكارثية. تعاني البنية التحتية من نقص حاد في تصريف المياه، مما يؤدي إلى فيضانات تؤدي إلى أضرار جسيمة في الممتلكات وخسائر في الأرواح.

إذا كانت الأمطار تُعتبر نعمة في ظل معاناة البلاد من الجفاف، فلماذا لا يتم توجيه هذه الكميات الكبيرة من المياه نحو خزانات جوفية أو سدود تساهم في حل أزمة المياه؟

صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية: هل يحقق دوره؟

في البرلمان المغربي، تُثار دائمًا تساؤلات حول فعالية صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية. هل يتم تفعيل هذا الصندوق بما يكفي لتعويض الضحايا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ هناك شعور عام بالإقصاء وعدم الإغاثة، حيث تعاني العديد من الأسر المتضررة من السيول دون الحصول على تعويضات أو دعم حكومي يليق بحجم الكارثة.

البنية التحتية: أزمة تتجدد في كل موسم أمطار

مرة أخرى، يتجلى ضعف البنية التحتية كأحد أبرز أسباب الكوارث في المغرب. الشوارع تغرق، المنازل تُدمر، والزراعة تُهدم في بعض المناطق. لماذا لا توجد خطط واضحة لإعادة تأهيل هذه البنية؟ ولماذا تظل مناطق مثل طاطا وغيرها عرضة للتجاهل رغم تكرار المآسي؟

حلول مقترحة: التخطيط الفعّال بدلاً من الحلول الوقتية

من الضروري تطوير البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار وبناء سدود جديدة في المناطق الأكثر عرضة للفيضانات. كما يجب على الحكومة تحسين آليات الإنذار المبكر وضمان استجابة أسرع للأزمات. بالإضافة إلى ذلك، يجب إعادة تفعيل صندوق التضامن بفعالية أكبر لتوفير تعويضات عاجلة للضحايا.