يعاني الائتلاف الحكومي في المغرب، منذ تشكيله أكتوبر 2021، من أزمات متتالية، تنبئ بانفراط عقده في أية لحظة، لا سيما طرفه القوي حزب “التجمع الوطني للأحرار”(قائد الائتلاف الحكومي). وتباينت توصيفات الأزمة الراهنة، مما يدل على يأس من نجاعة تجربتهم الديموقراطية التي تحدثوا عنها مرارا وتكرار أثناء قيامهم بالحملة الانتخابية التي أوصلتهم إلى سدة الحكم.
حذر الكاتب والإعلامي ، جمال السوسي، من استمرار سلبية وضعف الحكومة الحالية وعدم رغبتها في اتخاذ خطوات صادقة وجادة من أجل احتواء أزمة “جواز التلقيح” حتى ظهرت مشكلة ” شروط تعجيزية لوزير التربية الوطنية لمن يرغبون في الترشح للعمل في التدريس” ولم تمض ايام على التقاط انفاسها، حتى فوجئت بتهديد ” الأساتذة المتعاقدين أو من يعرفون رسميا في المملكة بـ”أساتذة أطر الأكاديميات” النزول للشارع، بأسرع وقت ممكن.
مؤكداً ان الازمة تتفاقم والمؤشرات تؤكد وقوع كوارث اقتصادية كبيرة على البلاد، مطالباً الحكومة بتغليب مصلحة الوطن، موضحاً أن الذي حدث مؤخرا من قرارات أغضبت الشارع المغربي، إنما هو نتيجة تركة الحكومتين السابقتين بقيادة حزب العدالة والتنمية، والتراكمات في السنوات الأخيرة.
وأكمل السوسي : للأسف بدلاً من أن يكون هناك تلقف للغضب بالشارع المغربي قوبل ذلك بالعناد والاستسلام لقرارتى ارتجالية غير مدروس عواقبها ،وكذلك عدم حدوث أي قرارات من قبل رئيس الحكومة يؤكد أن الحكومة ذات الأربعة والعشرين وزيرًا هي تابعة للمزاجية والتذوقات.
ولم تكد أزمة إجبارية “جواز التلقيح”، الذي كان من نتائجه مظاهرات في عدة مدن بالمغرب، احتجاجا على فرض الجواز الصحي الخاص باللقاح المضاد لفيروس كورونا، وذلك كشرط للتنقل والسفر ودخول الأماكن العامة. ووضعت وزارة التعليم، مؤخرا، شرطا مثيرا للجدل، أمام من يرغبون في الترشح للعمل في التدريس، وذلك بعدما أضحوا مطالبين بألا يتجاوزوا ثلاثين عاما، وهو ما قوبل برفض وانتقادات في الشارع.
جاء تصريح على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة،مصطفى بايتاس، يبرر أن “حكومة الملياردير عزيز أخنوش ” تبلي بلاء لا بأس به لكي لا يقول إنه حسن، وأنها جاءت في ظل انتظارات كبيرة، سبحان الله.
وقد جاء هذا التصريح الغريب على لسان أحد اقطاب حزب “التجمع الوطني للأحرار” قائد الالئتلاف الحكومي في المغربي لأول مرة وفي أول تجربة تفتقر إلى النتائج الايجابية بهذه السرعة ولمَّا يَمضي على وجودهم بالحكومة سوى شهرٍ ونيف، أنه من المفروض أن الناطق الرسمي باسم الحكومة يتحدث عن ما دار في المجلس الحكومي فقط، لكنه يجيب أيضا على الأسئلة التي تطرح خارج هذا الإطار.
وبدى يدافع بايتاس عن تواصل الحكومة أمام انتقادات الصحفيين، مشيرا أن العديد من الوزراء يخرجون للإعلام، فأمس الأربعاء خرج وزير التربية الوطنية في حوار على قناة عمومية، واليوم كان وزير الشباب والثقافة في إذاعة خاصة، وقبلهما خرج وزير العدل في عدة لقاءات صحفية.
وأضاف “الحكومة ليست فوق الصحفيين والمواطنين، وهي حكومة ناجحة وستنجح لأنا تمتلك كل مقومات النجاح والمستقبل سيشهد على ذلك”.
وتابع ” هذه الحكومة ستكون فارقة في تاريخ المغرب والأمور بخواتمها، وفيما يخص الاحتجاجات فنحن في بلاد الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وفي بلاد خاضت تجربة الإنصاف والمصالحة، ولديها دستور متقدم، ولهذا لا يمكن أن نضرب كل هذا في الصفر، ونقول لمجرد أن بعض المواطنين يحتجون أن الوضع ليس على مايرام”.
وزاد” لقد شهدنا احتجاجات قوية في مناطق متععدة من المغرب في عهد الحكومات السابقة، واحتجاجات خطيرة، أخذت طابعا لازالت تداعياته مستمرة إلى الآن”.
وأكد بايتاس أن الحكومة خرجت من سياق القطعية السياسية وليس في إطار الاستمرارية، ووجدت أن حجم الانتظارات السياسية والاقتصادية مرتفعة، لهذا تتخذ الإجراءات التي يجب أن تأخذ وستمع لنبض المجتمع والشارع، لكن في وقت من الأوقات يجب أن تأخذ القرارات التي تصلح لتأسيس إصلاح حقيقي وليس للمجاملة والطبطبة، على حد تعبيره.
وفي الختام نرى في “المغرب الآن ” ان العقاب الإلهي ينزل بهذا الثلث من السياسيين في شكل شكٍ وتأرجحٍ وخوفٍ وتربصٍ ، وكل هذه السلبيات تزيد بفضل الله من تأرجحهم وتخاذلهم أمام المهام الملقاة على عاتقبهم كمسؤولين عن الشأن العام الذي يبدو أنهم لم يصلوا فيه إلى نتيجة تذكر حسب ما يبدو الآن في الأفق من إرهاصات وأنباء يعرفها العالمون بحقائق الأمور والمتتبعون للأحداث السياسية.