لأول مرة في التاريخ السياسي المغربي، نشهد حالة شبه استثنائية تتمثل في عدم الاختلاف الحاد بين الأغلبية والمعارضة حول تسمية الحكومة المقبلة، رغم أن هذه الحكومة لا تزال في طور التكوين. هذه الظاهرة، كما يلاحظ الكاتب حفيظ الزهري، تثير أكثر من سؤال حول طبيعة التوافق السياسي ومدى عمقه.
هل “حكومة المونديال” مجرد غلاف؟
لا يقتصر الحديث اليوم على حكومة جديدة فقط، بل على حكومة أُطلق عليها اسم “حكومة المونديال” في إشارة إلى استضافة المغرب لكأس العالم لكرة القدم. إلا أن هذا الحصر في البُعد الرياضي يغلف مشهداً أعمق، إذ يحاول البعض إبعاد الأنظار عن التحديات الحقيقية التي تواجه المغرب. هل يكفي أن تلبس الحكومة ثوب الرياضة لتُغطي على مطالب التنمية والعدالة الاجتماعية؟ وهل يمكن لحكومة أن تتعامل مع “مونديال التنمية” و”مونديال الجهوية المتقدمة” و”مونديال الحماية الاجتماعية” بجدية توازي هذا الاهتمام الإعلامي؟
مونديالات التنمية: الرهان الحقيقي
يركز الزهري على ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة قادرة على:
-
محو الفوارق المجالية بين القرى والمدن.
-
تنفيذ الجهوية المتقدمة عبر تمكين الجهات التنموية.
-
توفير الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية لكل المواطنين.
-
خفض البطالة وخلق فرص شغل تحفظ كرامة المواطن.