“الجامعات الرياضية المغربية: من التفاخر بالإنجازات الوهمية إلى الواقع الصادم للإخفاقات”
تُعدُّ الجامعات الرياضية في المغرب جزءاً أساسياً من الهيكل الرياضي الوطني، وهي المسؤولة عن تنمية الرياضة والتنسيق بين مختلف الفروع. إلا أن واقع هذه الجامعات قد أثار استياءً كبيراً، حيث أصبحت بؤراً للفساد والمحسوبية بدلاً من أن تكون منصات لتطوير المواهب وتعزيز الأداء الرياضي.
ولعل ما يستدعي القلق بشكل خاص هو التأخيرات والإخفاقات المتكررة منذ دورة الألعاب الأولمبية في ريو حتى أولمبياد باريس، التي أعادت تسليط الضوء على ضعف الأداء الرياضي في المملكة.
في ظل هذه الأوضاع، أطلق المحامي محمد الغلوسي حملة وطنية تحت شعار #انضموا_للحملة، داعياً إلى محاسبة مسؤولي الجامعات الرياضية في المغرب، الذين ظلوا يشغلون مناصبهم لسنوات طويلة دون أن يقدموا إنجازات تذكر.
الحملة التي لاقت دعماً واسعاً من مختلف الأطياف، تدعو إلى تفعيل قانون التربية البدنية والرياضة لمحاسبة هؤلاء المسؤولين، بالإضافة إلى مطالبات بإقالة وزير التربية الوطنية والرياضة، شكيب بنموسى، بسبب فشله في مواجهة الفساد وتحسين وضعية الرياضة المغربية.
واقع الجامعات الرياضية: إخفاقات متتالية ومحاسبة غائبة
للجامعات الرياضية المغربية تاريخ طويل من الفشل والإخفاقات، والتي تتجلى في النتائج المتدنية في المحافل الرياضية الدولية. على الرغم من الميزانيات الكبيرة التي تُخصص لهذه الجامعات، إلا أن النتائج على أرض الواقع تظل مخيبة للآمال. فقد تحولت هذه الجامعات إلى مواقع لمراكمة الثروات الشخصية والخاصة، مع تغطية مستمرة للخيبات بإعلانات وهمية عن “الإنجازات”.
يستمر المسؤولون في هذه الجامعات في تقديم أنفسهم كمنقذين للرياضة المغربية، على الرغم من عجزهم عن تقديم أي نتائج ملموسة.
بل إن بعضهم يرفض التعاون مع الصحافة ويستخدم أساليب “تخراج العينين” للتستر على الفساد والفشل الإداري.
ضرورة المحاسبة: دعوة للشفافية والإصلاح
إن دعوة المحامي محمد الغلوسي للحملة الوطنية تعكس ضرورة المحاسبة والشفافية. الحملة تسعى إلى فتح تحقيق شامل حول مصادر الثروات التي يملكها مسؤولو الجامعات الرياضية، وإجراء فحص دقيق للمالية العامة لهذه المؤسسات. هذه الخطوة ليست مجرد رد فعل على الإخفاقات الرياضية، بل هي ضرورة لتقويم الوضع وإعادة بناء الثقة في النظام الرياضي المغربي.
يجب أن تكون الحملة نقطة تحول نحو مزيد من الشفافية والمسؤولية. من الضروري أن يتحمل كل من يتولى مسؤولية إدارة الجامعات الرياضية تبعات أعماله، وأن يتعرض للمحاسبة إذا ثبت تقصيره. ويجب أن يشمل التحقيق فحصاً شاملاً للموارد المالية والإدارية التي تملكها الجامعات الرياضية، لضمان أن يتم توجيه هذه الموارد لتحقيق الأهداف الرياضية الحقيقية.
دعوة للعمل: توحيد الجهود من أجل تغيير حقيقي
دعوة الحملة الوطنية ليست مجرد دعوة لانتقاد الوضع الراهن، بل هي نداء لتحريك المياه الراكدة وإحداث تغيير جذري. نحن بحاجة إلى تعزيز المسؤولية والمحاسبة في قطاع الرياضة، وعدم السماح للمفسدين بالاستمرار في مراكزهم دون عقاب.
من الضروري أن يتحرك المجتمع المدني والصحافة والجهات الحكومية بشكل جاد نحو إصلاح الوضع. يجب أن ندعم جهود المحامي محمد الغلوسي ونساهم في نشر الوعي حول أهمية المحاسبة والشفافية في الجامعات الرياضية. إن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، ويجب أن نعمل جميعاً لضمان تحقيق إصلاحات حقيقية تساهم في تطوير الرياضة في المغرب وتجنب المزيد من الفشل والإخفاقات.
كلنا معنيون بمستقبل الرياضة في بلادنا، وكلنا مسؤولون عن مكافحة الفساد وإرساء مبادئ النزاهة والشفافية. فلنكن جزءاً من التغيير ونساهم في تحقيق مستقبل رياضي مشرق للمغرب.