تتعرض المملكة العربية السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان لحملة إعلامية شرسة ومتعددة الجوانب، تتناول قضايا تتعلق بحكمه ونهجه في إدارة المملكة. بينما تُصور بعض التقارير الإعلامية هذه الانتقادات على أنها ردود فعل مشروعة على قرارات وسياسات الأمير، يبدو أن الأمر يتجاوز ذلك بكثير.
السؤال هنا: ما هو الغرض الحقيقي وراء هذه الحملة؟ ولماذا أصبحت المملكة العربية السعودية تحت مجهر انتقادات تتجاوز النطاق المعتاد؟
الحملة متعددة الأصوات:
منذ صعود الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة، انطلقت سلسلة من التقارير الإعلامية الدولية التي تتناول جوانب مختلفة من حكمه. هذه التقارير لا تكتفي بانتقاد السياسات العامة بل تتناول الشخصية السياسية للأمير وتروي قصصاً من كواليس صعوده إلى السلطة.
آخر هذه التقارير كان من الصحفي الأمريكي جوناثان راغمان، الذي سرد قصة صعود الأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد بأسلوب يثير الشكوك حول نوايا الكاتب وأهدافه.
القضايا المثارة وحملة التشويه:
تناول التقرير الذي كتبه راغمان عدة ملفات حساسة مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي، الحرب في اليمن، وقضايا حقوق الإنسان في المملكة. لكن ما يثير التساؤل هو التركيز المبالغ فيه على بعض القضايا وإهمال إنجازات الأمير التي لم تُسلط عليها الأضواء بنفس القوة. إن الحملة التي تستهدف ولي العهد تتجاوز الانتقاد المغرض المعتاد لتأخذ أبعاداً أخطر وأعمق، الأمر الذي يتطلب تحليلاً أعمق لموقف الجهات التي تقف خلف هذه الحملة وأهدافها الحقيقية.
ضرورة استراتيجية مضادة:
باعتبار المملكة العربية السعودية بلداً يحتضن الحرمين الشريفين، فإن أي حملة ضد قيادتها تعني العرب والمسلمين بشكل عام. لذلك، يجب التفكير في استراتيجية إعلامية مضادة تواجه هذه الحملة بأسلوب منهجي وموضوعي، مع تسليط الضوء على الإنجازات والقضايا التي تمس جميع المسلمين، والرد على الادعاءات والتشكيك في نوايا الكُتاب الذين يقفون وراء مثل هذه الحملات.
في الوقت الذي يسعى فيه ولي العهد السعودي إلى تحديث بلاده وفق رؤية 2030، تواجه المملكة تحديات إعلامية غير مسبوقة. ومع استمرار هذه الحملة، يبقى السؤال: هل ستتمكن المملكة من الدفاع عن صورتها دولياً وإظهار الحقيقة وراء هذه الانتقادات؟ وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان أن تكون هذه الحملة فرصة لتعزيز الوحدة والدفاع عن القيم الإسلامية في مواجهة التحديات؟