في لقاء حصري مع موقع “المغرب الآن”، تحدث النائب البرلماني عبد النبي عيدودي عن أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، وما تمثله هذه الزيارة في سياق الشراكة الاستراتيجية المتجددة بين المغرب وفرنسا.
أكد عيدودي على أن هذه الزيارة تعد منعطفًا هامًا يعكس الدينامية التي يشهدها المغرب على الساحة الدولية، وخاصة في ظل الاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء.
المغرب الآن: كيف تقرأون زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى المغرب؟
عيدودي: هذه الزيارة تحمل دلالات عديدة، خاصة في ظل الاستقبال الملكي الذي يعكس العلاقات العميقة والمتجددة بين المغرب وفرنسا. نحن اليوم أمام مرحلة جديدة، حيث يتم تأكيد المغرب كبوابة استراتيجية لأفريقيا.
لقد سبق لجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله أن قال إن “المغرب شجرة جذورها في أفريقيا وأغصانها في أوروبا”، وهذا ما يتجسد اليوم من خلال هذه الشراكة التي تجعل المغرب نقطة وصل محورية بين القارتين.
المغرب الآن: كيف ترى تأثير اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء؟
عيدودي: اعتراف فرنسا يشكل خطوة كبيرة، فهي دولة ذات ثقل في المحافل الدولية وعضو دائم في مجلس الأمن.
هذا الاعتراف يعزز موقف المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية، ويعد ضربة موجعة لأعداء وحدتنا الترابية، خصوصًا مع تزايد عدد الدول التي تدعم الطرح المغربي لحل قضية الصحراء.
المغرب اليوم يحظى باعترافات دولية متتالية، بدءًا من الولايات المتحدة وصولًا إلى إسبانيا وإسرائيل وفرنسا، وهذا يعكس التقدير الدولي لموقف المغرب الثابت.
المغرب الآن: ما هي مجالات التعاون الجديدة التي تناولتها الشراكة المتجددة؟
عيدودي: نحن اليوم أمام شراكة تستند إلى معايير جديدة، تقوم على مبدأ “رابح رابح” والثقة المتبادلة، وقد تم الاتفاق على عشر نقاط رئيسية.
من أبرز هذه النقاط احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما يعكس توجه المغرب نحو شراكات تعتمد الشفافية وتراعي استقلالية القرار الوطني.
وتشمل الشراكة أيضًا مجالات متنوعة، مثل التعليم، البحث العلمي، التنمية المستدامة، والبنية التحتية، إلى جانب التعاون في مجالات الرياضة والثقافة.
المغرب الآن: وماذا عن الأقاليم الجنوبية؟ كيف ستساهم هذه الشراكة في تنميتها؟
عيدودي: الأقاليم الجنوبية تشكل جزءًا أساسيًا من هذه الشراكة، فقد أكد الرئيس ماكرون دعمه لتنميتها من خلال استثمارات فرنسية مباشرة. هذا الدعم سيسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وفتح فرص عمل جديدة، وسيجعل من الأقاليم الجنوبية مركزًا اقتصاديًا متكاملًا.
كما أن هذا التعاون يدعم رؤية جلالة الملك محمد السادس الذي يطمح لأن تكون هذه المناطق مركزًا للتنمية المستدامة والابتكار.
المغرب الآن: كيف تؤثر هذه الشراكة على الحضور الفرنسي في أفريقيا؟
عيدودي: بعد فقدانها لنفوذها في عدد من الدول الأفريقية، تدرك فرنسا أن العودة إلى القارة تمر عبر المغرب، الذي يعتبر بوابة استراتيجية نحو أفريقيا. لكن العودة الفرنسية تأتي بشروط مغربية، حيث تم الاتفاق على أن تكون الشراكة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل والاستثمار الفعلي. المغرب اليوم يمتلك مفتاح الدخول إلى العديد من الدول الأفريقية بفضل علاقاته المتينة مع شركائه الأفارقة، ويضع إطارًا جديدًا للتعاون يقوم على التنمية المشتركة والاستفادة المتبادلة.
المغرب الآن: أخيرًا، كيف ترون هذا التحول في العلاقات المغربية الفرنسية؟
عيدودي: ما نشهده اليوم هو تحول تاريخي يضع العلاقات المغربية الفرنسية في إطار أكثر شمولية وتكاملاً. نحن اليوم أمام شراكة تعزز الاستقلالية الاقتصادية والاجتماعية، وتمهد الطريق لتعاون مستدام في قضايا الأمن، الاقتصاد، الثقافة، وحتى الرياضة.
يجب أن نفتخر بهذا الإنجاز ونواصل العمل لتعزيز مكانة المغرب في الساحة الدولية، ونشيد بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من المغرب نموذجًا للتنمية والشراكة البناءة.
المغرب الآن: شكرًا لكم على هذا الحوار الثري.
عيدودي: شكرًا لكم، ودائمًا في خدمة إعلامكم الهادف.