“خارطة طريق المغرب وإسبانيا: خطوة حاسمة نحو سيطرة المملكة على المجال الجوي بالصحراء”

0
68

تجدد النقاشات حول نقل إدارة المجال الجوي في الصحراء المغربية إلى المملكة المغربية، في وقت تتابع فيه الحكومة الإسبانية تطورات العلاقات الثنائية مع المغرب، حيث شهدت جلسة برلمانية يوم 18 دجنبر الماضي نقاشًا حول هذا الموضوع بين الحكومة الإسبانية وأعضاء مجلس الشيوخ، بما في ذلك عضو مجلس الشيوخ أرماس غونزاليس.

في رده على سؤال غونزاليس، أشار وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى أن المسألة الحالية لا تتضمن خطوات ملموسة لنقل الإدارة إلى المغرب. وقال إنه لا توجد خطوات في هذا الاتجاه في الوقت الحالي، مشددًا على أن فتح خطوط جوية بين مدريد ولانزاروتي والأقاليم الجنوبية للمغرب يُعدّ قرارًا تقنيًا نابعًا من شركات الطيران، ولا يرتبط بالقرار السياسي. ورغم ذلك، أبدى الوزير التزام بلاده بتنفيذ خارطة الطريق الموقعة في أبريل 2022، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكة بين المغرب وإسبانيا، منوهًا في الوقت نفسه بالعلاقات المتينة بين البلدين.

المصادر الإسبانية ذكرت أن هذا الموضوع تم تناوله ضمن إعلان مشترك صدر في 7 أبريل 2022، وأكدت وزارة الخارجية الإسبانية على أن النقطة السابعة في هذا الإعلان تشير إلى بدء محادثات حول التعاون في إدارة المجال الجوي، وهو ما يعكس إرادة البلدين في تعزيز التعاون الطيران المدني. في هذا السياق، اتفق وزيرا الخارجية على استئناف مجموعات العمل بين البلدين للوصول إلى نتائج ملموسة في أقرب وقت.

وفي المقابل، تشرف إسبانيا حاليًا على إدارة المجال الجوي في الصحراء المغربية عبر شركة “إينير” من جزر الكناري، وكان قد تم الكشف عن اتصالات غير رسمية بين السلطات الإسبانية والمغربية بهذا الخصوص. إلا أن هذه الخطوات لم تكن غائبة عن أنظار جبهة البوليساريو، التي انتقدت بشدة أي محاولات لنقل إدارة المجال الجوي إلى المغرب، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية أمام القضاء الأوروبي في حال حدوث أي خطوة في هذا الاتجاه.

من جهة أخرى، تشير التقارير الإسبانية إلى أن المغرب بدأ فعليًا استلام إدارة المجال الجوي تدريجيًا، حيث يقال إنه أصبح مسؤولًا عن حوالي 20 في المئة من هذا المجال. ويؤكد المهتمون أن هذه الإدارة ليست سيادية بقدر ما هي تقنية، ويعتبرون أن تسليم الإدارة الكاملة إلى المغرب هو مسألة وقت لا أكثر.

أسئلة تتطلب التوضيح:

  1. كيف يمكن أن تؤثر هذه التطورات على موقف المغرب في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية الأخرى التي تدرس النزاع حول الصحراء؟

  2. هل هناك أي إجراءات ملموسة قد تتخذها إسبانيا لضمان أن تكون إدارة المجال الجوي في الصحراء تابعة للمغرب بشكل كامل؟

  3. كيف ستؤثر التحركات الدبلوماسية في هذا المجال على العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي؟

  4. ما هو التأثير المحتمل لهذه التفاهمات على جبهة البوليساريو وهل ستظل قادرة على ممارسة الضغط الدولي على الحكومة الإسبانية؟

يبقى تساؤل كبير حول الجدول الزمني المتوقع لهذه التحولات وما إذا كانت ستؤدي إلى انتقال تام للسلطة المغربية في هذا الملف الذي يعد من الملفات الحساسة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا.