ليس ما أخطه بيمينيي الآن، في هذا الحيز الإعلامي، بمقال صحافي بالمعنى الدقيق للكلمة لغلبة العواطف الجياشة على الخاطرة هذه التي هي وليدة اللحظة، عنت لي توا فدونتها مسرعا للتعبير عن خلجات وطنية كثيرة تتزاحم في وجداني منذ ردح من الزمان من غير أن تجد لها متسعا من الوقت لتلقى في الناس، ولقد حان الوقت للإعراب عن بعضها، والحجة عندي في ذلك هي أن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
وإذ تحضرني عبارات التهنئة والاستبشار، فإني لأود أن أزفها إليك بقولي أن : هنيئا لك، أخي جمال، بولاية ثانية على رأس هذه الجامعة الواعدة في مجال اختصاصاتها.
واليوم، واليوم بالذات، ها قد حان الوقت ليبدأ العد العكسي، إن شاء الله تعالى، إيذانا بانطلاقة أنشطة رياضية هامة، تحت لواء الجامعة الملكية لرياضة الجيوجوتسو البرازيلي، منعكسة، بعون الله وحسن توفيقه، خيرا عميما على ممارسي هذه الرياضة الشيقة وأبطالها، وكذا على البلاد استقطابا لما من شأنه أن يحقق المزيد من التعريف بها وبأمجادها، وما أكثرها، ويحقق أيضا، كالمرجو من ذلك، دعم اقتصادها، فتتم عن طريق هذه الأنشطة الهامة خدمة قضايانا الوطنية في هذا البلد العزيز علينا… ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ألا إن نصر الله قريب.
إن الكثير منا يعرف، لا ريب يعرف، أن بعض المسؤولين السابقين عن قطاع الرياضة بالبلاد- سامحهم الله وغفر لهم- لم يكونوا مدركين أن الجامعة المذكورة أعلاه هي إضافة نوعية في مجال الرياضة، ذلكم القطاع الحيوي الذي ما فتئ في السنين الأخيرة يعاني من سوء التدبير إما نتيجة انعدام الخبرة في الميدان أو لغياب الروح الوطينة أو لهيمنة المزاج على طريقة التسيير أو نتيجة ذلك جميعا…
ولو أن أهل الحل والعقد في هذا الميدان، إذا صح التعبير، علموا- سامحهم الله وغفر لهم- أنهم أساؤوا في أيامهم الخالية إلى الوطن، هكذا، بتصرفهم هذا، وصحت ضمائرهم من السبات المعرقل لمصلحة الوطن، لضحكوا اليوم قليلا ولبكوا وأبكوا كثيرا !
لا جرم أن الضمير الوطني قمين بخلق علو الهمة لدى صاحبه، وإن حدث أن فقد هذا عند ذاك فتلك هي الكارثة التي تتسبب في كوارث أخرى عدة، خاصة أن الوطنية والنزاهة والضمير هي من جملة الخصال الحميدة التي ينشأ المرء عليها، ولا يمكن شراؤها في الأسواق إذ هذه لا تباع ولا تشترى بحال من الأحوال.
وأعود فأكرر بأننا هنا إزاء خاطرة وردت على ذهني، وليدة اللحظة، لتبين بالإشارة فقط بعض ما هو مسكوت عنه، وما يجب أن يتلقاه المواطنون الشرفاء بالترحاب وبالتشجبع، وبكل المواقف الإيجابية التي ينتظر منها الخير لهذا البلد الأمين.
فقد شبع البلد من تعثر وخيانة أصحاب السلوكات والمواقف الضارة به، وانطلاقا من هذا التقييم للوضع يمكن لمحبي الوطن أن يصدعوا بما تأمرهم ضمائرهم الحية فيقولوا بأن قد حان عصر التخلي عن الأنانيات والسلبيات البغيضة لتحقيق أماني المواطنين كلهم، ولاستكمال الأمجاد التي نسعى إليها جميعا نحن المغاربة هنا في الوطن، ملكا وشعبا وحكومة، وعلى الله قصد السبيل، ومنها جائر…
الرباط في 3/3/2022،
المكي أبو ااشمائل.