خطب ملكية لا تنفذ… من يحاسب؟ قراءة في خطاب محمد التيجني وتحذيره من الجمود السياسي

0
146

في بث مطول على قناة “مغرب تيفي”، قدّم الإعلامي محمد التيجني قراءة نقدية للوضع السياسي والاجتماعي في المغرب، في توقيت حساس يوافق استمرار الحراك الشبابي لجيل Z والمطالب الشعبية الملحة. التيجني لم يكتفِ بتغطية الأحداث، بل صاغ تحليلاً متعمقاً يسلط الضوء على أزمة تنفيذ الخطابات الملكية ويطرح تساؤلات جوهرية حول قدرة الحكومة الحالية على التفاعل مع المطالب الاجتماعية.

مطالب الشباب: بين المشروعية والانتظار

افتتح التيجني خطابه بالإشارة إلى مطالب الشباب المشروعة: التشغيل، الصحة، التعليم، محاربة الفساد، والعدالة الاجتماعية. واعتبر أن أي عقل رشيد لا يمكن إلا أن ينخرط في هذه المطالب. لكنه شدد على أن الحكومة الحالية، وفق قراءته، عاجزة عن تحقيق هذه المطالب العاجلة خلال فترة قصيرة، وأن الأزمة الراهنة ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات بنيوية امتدت لعقود.

الخطاب الملكي: مرجع ومرشد

لعبت الخطابات الملكية دوراً محورياً في قراءة التيجني، حيث أشار إلى أن جميع الأطراف، بما في ذلك الشباب والحكومة، في حالة انتظار لتوجيهات الملك. ومع ذلك، عبّر عن تخوفه من أن يبقى الخطاب “حبرًا على ورق”، إذا لم تصاحب توصياته إجراءات عملية من قبل الحكومة. هذا القلق يعكس قراءة دقيقة للواقع السياسي، ويطرح السؤال: ما مصير الخطابات الملكية إذا لم تُنفذ؟

نقد الحكومة والبيروقراطية

لم يخف التيجني انتقاداته للحكومة، واصفاً إياها بـ “الجمود السياسي” وعدم قدرتها على اتخاذ إجراءات استعجالية لتلبية المطالب الشعبية. واستشهد بممارسات غير فعالة لبعض المؤسسات، مثل تداخل اختصاصات المجالس المكلفة بالجالية وتبديد الأموال، مؤكداً غياب المحاسبة الصارمة.

الإصلاح والمستقبل السياسي

ويرى التيجني أن التغيير السياسي ممكن، لكنه يتطلب شجاعة وإرادة قوية من الدولة والحكومة المقبلة. وحذر من الاكتفاء بتقنيات انتخابية أو تبديل الوجوه فقط، مؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي يحتاج إلى دماء جديدة وأشخاص قادرين على تنفيذ الخطط، وهو ما يعكس مطالبة ضمنية بإعادة النظر في النخبة السياسية الحالية.

رسائل ضمنية للقصر والشعب

الخطاب يحمل رسائل مزدوجة:

  • إلى القصر: تنبيه إلى أن توصيات الملك قد لا تُنفذ إذا استمر الجمود الحكومي، ومطالبة بضمان المحاسبة والتنفيذ.

  • إلى الشعب المغربي: دعوة للوعي بالحدود الحالية للحكومة، وعدم الاعتماد فقط على الانتظار أو الخطابات، مع تشجيع الشباب على متابعة مطالبهم بوعي وواقعية.

أسئلة جوهرية يطرحها التيجني

  1. لماذا تبقى الخطابات الملكية أحيانًا حبرًا على ورق؟

  2. من المسؤول عن تنفيذ توصيات الملك؟

  3. هل الحكومة الحالية قادرة على تلبية المطالب الشعبية؟

  4. كيف يمكن إدخال دماء جديدة وأشخاص فعليين في المؤسسات لإحداث تغيير حقيقي؟

  5. ما حدود الانتظار الشعبي، ومتى يجب الانتقال إلى إجراءات عملية؟

خلاصة

محمد التيجني، بأسلوبه المباشر واللهجة الشعبية، يقدم قراءة نقدية متعمقة للوضع المغربي، مؤكدًا أن الحل الحقيقي للأزمة يتطلب إرادة سياسية قوية، وتنفيذًا عمليًا للخطابات الملكية، ودماء جديدة في النخبة السياسية.

الرسالة واضحة: لا أمل حقيقي بدون إرادة قوية، والجمود السياسي لا يترك مجالًا للتوهم. الشعب المغربي بحاجة إلى إشارات واضحة على الأرض، لا كلمات على الهواء.