خيار الحكم الذاتي في الصحراء المغربية – الحل الواقعي والأمم المتحدة تقطع مع الطرح الانفصالي

0
74

شهدت القضية الصحراوية المغربية تطورًا هامًا على الساحة الدولية مؤخرًا، حيث قطعت اللجنة الأممية المختصة في مسائل إنهاء الاستعمار، خلال جلساتها الأخيرة، بشكل واضح مع الطرح الانفصالي الذي تروج له جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. جاء ذلك في مشروع قرار صادر عن اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، خالٍ من أي إشارة إلى “مقترح تقرير المصير”، مما يشير إلى تراجع الطرح الانفصالي لصالح الخيار المغربي المتمثل في الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة المغربية.

هل يشكل الحكم الذاتي الحل الأمثل؟

من خلال دعم 27 دولة أوروبية للحل الواقعي للأمم المتحدة، يتضح أن هناك إجماعًا دوليًا على أن الحل السياسي في هذا النزاع الإقليمي يكمن في مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته المغرب في عام 2007. لكن السؤال المطروح هنا: لماذا يعتبر هذا الخيار هو الحل الأنسب؟ وهل بالفعل ينطوي على إمكانية إنهاء النزاع بشكل نهائي؟

مقترح الحكم الذاتي يوفر حلاً واقعيًا قابلًا للتنفيذ على الأرض، ويؤكد الباحث المتخصص في شؤون الصحراء، نوفر البعمري، أن اللجنة الأممية وضعت حدًا للمشروع الانفصالي من خلال التركيز على أن الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب هو الخيار الوحيد المتاح ضمن الإطار الأممي.

ما هي مبررات استبعاد “تقرير المصير”؟

السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يعد خيار “تقرير المصير” جزءًا من النقاش الأممي؟ يشير الخبراء إلى أن استقالة بيتر فان والسوم، المبعوث الأممي السابق، كانت نتيجة إدراكه لاستحالة تنفيذ هذا الخيار. ورغم محاولات الجزائر فرض هذا الطرح، فإن المجتمع الدولي بات أكثر دعمًا للحلول السياسية الواقعية، والتي تتماشى مع مصلحة الاستقرار في المنطقة.

الجزائر: هل ستتراجع عن موقفها؟

الجزائر، التي لطالما كانت الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو، تواجه الآن ضغوطًا متزايدة للعودة إلى طاولة المفاوضات. السؤال الأبرز هو: هل ستقبل الجزائر بتغيير موقفها في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية؟ أم أنها ستستمر في تعنتها ورفضها لأي تقدم سياسي يمكن أن يؤدي إلى قبول الحل المغربي؟

اعتراف دولي متزايد بسيادة المغرب

التطورات الأخيرة تعزز من موقف المغرب على الساحة الدولية، حيث افتتحت العشرات من القنصليات في مدينتي العيون والداخلة، مما يعكس دعمًا دوليًا قويًا لسيادة المغرب على الصحراء. ومن هنا، يتوجب التساؤل: إلى أي مدى ستستمر الدول في دعم هذا المسار، وهل يمكن أن نرى المزيد من الدول تعترف رسميًا بمغربية الصحراء؟

أوروبا تؤكد أهمية الشراكة مع المغرب

في سياق آخر، جاء تأكيد الاتحاد الأوروبي على أهمية شراكته الاستراتيجية مع المغرب ليشكل ضربة أخرى لخصوم المملكة. فهل يعكس هذا التحرك الأوروبي رفضًا واضحًا لمحاولات التأثير على العلاقات الثنائية؟ وما الذي يمكن أن يعنيه هذا للشراكة الاقتصادية والسياسية بين الجانبين؟

في الختام

يبقى الحل الوحيد المقبول دوليًا لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هو الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. ومع استمرار الاعتراف الدولي المتزايد، يتضح أن هذا الخيار هو الأكثر واقعية. لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن الجزائر وجبهة البوليساريو من التكيف مع هذا الواقع الجديد، أم أنها ستظل متمسكة بموقفها المتصلب؟