الرياضة المغربية: إخفاق جديد في أولمبياد باريس يكشف عن أزمة طويلة الأمد
شهدت الرياضة المغربية، في آخر يوم من أولمبياد باريس 2024، إخفاقًا جديدًا يضاف إلى سلسلة طويلة من الإخفاقات التي باتت تؤرق المتابعين. فقد تم إقصاء لاعبة التايكواندو فاطمة الزهراء أبو فارس، لتصبح ضحية جديدة في قافلة الرياضيين المغاربة الذين غادروا المنافسات دون تحقيق أي إنجاز يذكر.
خسرت أبو فارس أمام منافستها الأردنية راما أبو الروب بجولتين مقابل جولة واحدة، لتُغلق أمامها أبواب الأمل في المنافسة على الميدالية البرونزية، في انتظار تأهل الأردنية إلى النهائي، وهو ما يبدو صعبًا بالنظر إلى مواجهة الأخيرة المصنفة الأولى عالميًا.
هذا الإخفاق ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة لا تنتهي من الفشل الذي يعصف بالرياضة المغربية. فقد عانى التايكواندو المغربي من إخفاقات مشابهة في دورات الألعاب الأولمبية الماضية منذ سيدني 2000، مرورًا بريو 2016 وطوكيو 2020، وصولاً إلى باريس 2024. فشلت الفرق المغربية في تحقيق النتائج المرجوة في كل من هذه الدورات، ليبقى السؤال قائماً: إلى متى ستستمر هذه الأزمة؟
التساؤلات تتجدد حول السبب وراء عدم تحريك أي مسؤول ساكن، رغم استمرار الفشل في مختلف الرياضات. يُلاحظ بوضوح أن الرياضة المغربية تعاني من أزمة عميقة تتجلى في غياب التغيير والمحاسبة، حيث تظل الجامعات الرياضية تحت إدارة نفس الأشخاص منذ ربع قرن دون أي تحسين يذكر. كيف يمكن تفسير استمرار الإخفاقات في ظل هذه الظروف؟
وفي الوقت الذي يشيد فيه الوزير شكيب بنموسى بهذه الإخفاقات، يبقى المواطنون في حيرة من أمرهم، يتساءلون: أين هو الرقيب؟ لماذا لا يوجد إصلاح حقيقي في القطاع؟ هل يعجز المغرب عن إيجاد رجل رشيد لقيادة تغييرات جذرية في الرياضة الوطنية؟
“قرار شكيب بنموسى بتأهيل جامعة الملاكمة: تجاهل للمطالب الملكية أم خطوة نحو الإصلاح؟ هل يعكس الفشل أم ينطوي على فرصة جديدة؟”
الواقع المرير يشير إلى أن الرياضة المغربية بحاجة ماسة إلى إصلاح شامل، وإلى فتح ملف تقييم المسؤولين الحاليين، لضمان عدم تكرار الإخفاقات وتوفير الفرص اللازمة للرياضيين لتحقيق النجاح.
يتطلب الأمر إرادة حقيقية لتغيير جذري يضمن تحسين الأداء الرياضي ويعيد الثقة في قدرة المغرب على تحقيق الانتصارات في الساحات الدولية.