“دار القفطان”: حين يتحول الحلم إلى أناقة تحفظ الذاكرة المغربية

0
97

في قلب العاصمة الرباط، حيث تلتقي أناقة الحاضر بعراقة الماضي، فتحت شابتان مغربيتان – ندى ونوار – أبواب مشروعهما الجديد “دار القفطان”، في احتفاء أنيق بالهوية المغربية وبالأنوثة التي تنسج خيوطها من التراث والابتكار.

كان الافتتاح مناسبة استثنائية جمعت بين البهاء والرمزية، بحضور لافت لنجوم السينما والتلفزيون، وسيدات من عالم الموضة والإبداع، من بينهن الفنانة ماجدة بنكيران، والممثلتان وداد المنيعي وسارة فارس، إلى جانب حارسة مرمى المنتخب الوطني النسوي هند الحسناوي، ومؤثرات معروفات مثل صابرين الجوبري ودوجا بلخياط، في أجواء راقية أشرفت على تنظيمها إلهام رزوق، لتحول لحظة الافتتاح إلى مشهد فني متكامل يجسد فخر الانتماء للثقافة المغربية.

“دار القفطان” ليست مجرد محل للأزياء، بل فضاء يحمل رسالة جمالية وثقافية، حيث يتجاور القفطان المغربي والتكشيطة والجلابة في عرضٍ يزاوج بين الأصالة والتجديد، وبين لمسة الجدات وحلم الجيل الجديد. كل قطعة تحكي حكاية مدينة أو رائحة دار مغربية، وكل خيط يروي جزءاً من الذاكرة الجماعية التي تسكن أقمشة الوطن.

تقول المصممتان ندى ونوار إن المشروع ثمرة شغف طويل وسعيٍ حثيث لإعادة تقديم الزي المغربي التقليدي في قالب حديث دون المساس بروحه الأصلية، معتبرتين أن الحفاظ على القفطان ليس عملاً تجارياً بقدر ما هو فعل مقاومة ثقافية ضد موجات النمطية والعولمة السطحية.

من خلال “دار القفطان”، تسعى الشابتان إلى أن يكون الإبداع جسراً بين الأجيال، وأن تصبح الموضة المغربية لغةً للتعبير عن الذات وعن الوطن، في زمن يتطلب من المبدعين أن يكونوا حرّاساً للهوية قبل أن يكونوا صُنّاع أزياء.

بهذا المشروع، تضع ندى ونوار اسميهما ضمن جيل جديد من المصممين المغاربة الذين يعيدون رسم ملامح الصناعة التقليدية برؤية معاصرة، ويمنحون القفطان مكانته المستحقة في خريطة الموضة العالمية.
فـ”دار القفطان” ليست فقط بيتاً للأناقة، بل بيتاً لذاكرة مغربية تُعاد حياكتها بخيوط الحلم والاعتزاز.