تلعب الجمعيات الرياضية البحرية بشاطئ العاصمة الرباط الأوداية دوراً هاماً في المجتمع الرباطي فهي عنصر مكمل لأهداف السلطات المحلية الرامية إلى التكفل بالشباب و توجيهه نحو ميادين التربوية وعلمية واقتصادية واجتماعية تخدم الأفراد والمجتمع.
ولعبت الأندية والجمعيات للرياضات البحرية بالعاصمة الرباط دوراً بارزاً في تعليم الكبار والشباب، ممن لم تتح لهم فرصة ممارسة هذه الرياضات التي كانت “حكراً على الأغنياء فقط ” وحلما لابناء الشعب من أصحاب الدخل المتوسط والفقراء بسبب ظروف معيشية حالت دون ممارستهم لهذه الرياضات البحرية ، حتى تم تأسيس هذه الأندية والجمعيات بشاطئ العاصمة الرباط “الأودية” وبدعم ومساندة السلطات ولاية الرباط سلا القنيطرة ومجلس عمالة الرباط .
ولأن هؤلاء الأفراد حاجياتهم متعددة فإن اللجوء إلى الجمعيات الرياضية بشاطئ الرباط العاصمة حتمية لتلبية هذه الحاجيات المتعلقة أساسا بزيادة الثقة بالنفس والضبط الانفعالي والتحفيز والقدرات التدريبية والحاجات الفيزيولوجية وتوفير الحب والأمن .
قد حاولنا في هذا المقال الهام تقصي دور الجمعيات الرياضية للرياضات البحرية في تفعيل الممارسة الرياضية بشقيها التنافسي والترفيهي ضمن المجتمع الرباطي بالعاصمة و كانت عينة البحث مكونة من 200 منخرط ضمن هذه الجمعيات.
وتعتبر النوادي الرياضية البحرية بشاطئ الرباط (أوداية )هي إحدى المؤسسات الاجتماعية التي أقامها المجتمع من اجل تحقيق أهداف ثقافية ورياضية واجتماعية ولعل الهدف من إنشاء هذه المؤسسة من اجل خلق إنسان واعي ومفكر في كل الجوانب العقلية والبدنية والاجتماعية ،فالنشاط الذي تقوم به المؤسسات الرياضية يتيح الفرصة لشباب لبناء أجسامهم ووسيلة لتدريب على ممارسة العلاقات الاجتماعية السليمة واكتساب الخلق القويم وتنمية الاتجاهات الديمقراطية الحقيقية ،وممارسة أساليب التعاون المطلوب كما انه يمكن بالتوجيه السليم ربط الأنشطة بالتحصيل الأكاديمي الدراسي وبالتالي تكون هذه الأنشطة دافعا إلى التحصيل والى تنمية القدرات وتعميق القيم الاجتماعية السليمة وترجمتها إلى أفعال وسلوك للشباب .
لذلك تعد النوادي الرياضية صورة مصغرة لميادين الحياة عامة وما ينبغي ان نركز علية دور هذه الأندية في محاربة الانحراف .
و استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي، معتمدين على وسائل البحث التالية: – الملاحظة الأولية – الدراسة الاستطلاعية – المقابلة – الإستبيان. وكشفت نتائج الدراسة عن دور الممارسة للرياضات البحرية بشقيها التنافسي والترفيهي في التنمية الشاملة والتنشئة الاجتماعية للفرد والمجتمع، كما أكدت الدراسة على دور الجمعيات الرياضية البحرية بشاطئ العاصمة الرباط في تأطير أفراد المجتمع وتكوينهم، وعن دور الجمعيات الرياضية البحرية في ترشيد أفراد المجتمع نحو الممارسة الرياضية بشقيها التنافسي والترفيهي ، كما أكدت الدراسة على تأثير التسيير الاستراتيجي للجمعيات الرياضية البحرية في تفعيل الممارسة الرياضية بشقيها التنافسي والترفيهي.
إن الدور الملقى على عاتق الأندية الرياضية البحرية بشاطئ العاصمة كبير في دعم أهداف السلطات ومؤسسات المجتمع المختلفة في إطار محاربة ظاهرة الانحراف حيث يمكن اكتساب وتنمية مهارات الشباب وتطوير قدراتهم كذلك تنمية شخصية الشباب من خلال غرس القيم الايجابية للشباب وشغل أوقات الشباب بطريقة صحية ومفيدة كذلك الإسهام في إعداد متكامل للشباب روحيا وعمليا وفكريا وجديا وتنمية الثقة بالنفس لأداء واجبهم تجاه بلادهم وأمتهم بالإضافة إلى إدماج الشباب في المجتمع وتشجيعهم على الإبداع والابتكار .
ومن الأمور الهامة التي تقوم بها الأندية الرياضية أنها تعمل على تعديل السلوك المنحرف لدى الشباب حيث ان الهدف من الأنشطة الرياضية المختلفة هو إعداد إنسان واعي مثقف متزن وغرس القيم والأخلاق والقيم وتنمية الابتكار والإبداع ومساعدته على التكيف الاجتماعي وبث روح المحبة والتعاون والترابط بين أبناء المجتمع الواحد إضافة إلى تهذيب نفوس الشباب وتوجيه أفكارهم نحو التألق الإبداع والعمل على إبعاد الأمور السلبية التي تكون ملازمة لبعض الشباب لان هذه الأمور تشجع الشباب على الابتكار والعمل على إبعاد الشباب عن كل ما يشعرهم بالإحباط والفشل واليأس تعتبر عاملا هاما في الحيلولة بينهم وبين الوقوع في مظاهر الانحراف بما فيها تعاطي المخدرات لذلك تعتبر الرياضة دورا أساسيا في بناء الأجسام وتكاملها حيث، إن معظم الأندية تشهد تراجع في غياب الجانب الاجتماعي والثقافي في مؤسساتنا والتركيز في اغلب الأندية على الجانب الرياضي فقط وفي العاب رياضية تكون محددة مسبقا .
لذلك يعتبر إهمال الجانب الاجتماعي يعد من الأمور التي تنقص الأندية الرياضية البحرية بشاطء العاصمة وعلية يجب العمل على تفعيل الدور الاجتماعي لهذه الأندية البحرية وغيرها من خلال العمل على التعاون مع ولاية الرباط سلا القنيطرة والسلطات المحلية المختلفة من اجل نشر وتوضيح خطورة هذه الظاهرة على الشباب لذلك يجب ملء أوقات الفراغ لدى الشباب بأنشطة رياضية ترفيهية أو ثقافية واجتماعية تبعدهم عن الشعور بالملل والعزلة و إعطاء أهمية لجوانب الاجتماعية التي يكون لها دور في محاربة الانحراف لتقليل منة من خلال ورش العمل والمحاضرات والندوات كما انه يجب عمل نشرات وملصقات تبين خطورة تعاطي المخدرات والمؤثرات الناتجة عن هذه الظاهرة وخطورتها على الشباب وعلى المجتمع كذلك الرجوع إلى الباحثين والمختصين والخبراء النفسين والاجتماعين من خلال عمل الندوات واللقاءات من اجل توضيح خطورة المخدرات والعمل على تشجيع الشباب على ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية لما لها من دور في الحد من انتشار الانحراف بين الشباب .
جلال المذكوري، مشرف النشاط الثقافي بنادي ركوب اأمواج الثقافي الرياضي. يقول: «يلعب النادي دوراً حيوياً في زيادة الوعي الثقافي والمجتمعي لدى فئة الشباب والناشئة، من خلال طرح برامج ثقافية هادفة، وتبني مبادرات من شأنها رفع المستوى الثقافي لدى اللاعبين، وإيصال مفهوم العمل الثقافي كجزء لا يتجرأ من العمل الرياضي، فالمثقف هو الأكثر حيوية وانخراطاً والتزاماً في العمل الرياضي».
ويضيف، «يعتبر النادي الثقافة مكوناً رئيسياً في العمل الرياضي، ولا يمكن الاهتمام بنشاط على حساب الآخر، لذا سعى النادي منذ افتتاحه في عام 2007، إلى تأهيل قاعات تدريبية وتأهيل العشرات من المدربين في الرياضات البحرية والمئات من فتيان وفتيات المدينة العتيقة وحي الملاح اليهودي المغربي ، و يعد الأول من نوعه في منطقة حسان بعمالة الرباط، قدمت من خلاله العديد من المحاضرات التربوية وورش العمل، كما وقّع النادي اتفاقية مع جهات محلية ووطنية ودولية للاستفادة من إمكاناته خلال الفترة الصباحية وتوفير هذه النادي، إيماناً من إدارته بضرورة تقديم خدمات مجتمعية والإسهام في تحقيق أهداف المؤسسات في زيادة الوعي الثقافي والتأهيل لدى المواطنين».
برامج
وعن أهم البرامج التي تنفذ بشكل سنوي، يقول جلال المذكوري : «هناك عدد من البرامج، منها (أبطال المستقبل) الذي نُظم على مدار 3 سنوات، ويهدف إلى تأهيل الكوادر المواطنة بالتعاون مع السلطات المحلية بولاية الرباط سلا القنيطرة، وتوفير دورات في ارطوب الأمواج والكاياك وغيرها من الرياضات البحرية التي تقدم بالمجان على مدار أسبوعين للمتفوقين في المراحل الإعدادية والثانوية، وكذلك مشروع ( أولاد الحي ) الذي يقام في رمضان من كل عام، بالتعاون مع السلطات المحلية، ويهدف إلى غرس روح المواطنة من خلال تنظيم ورش في صناعة الأبطال لمجموعة من فتيان وفتيات يبلغ عددهم 30 طفل من المدينة العتيقة والملاح والأحيان المجاورة. والدوام على الإحتفال بعيدي العرش والشباب كل عام، وكذلك من برامجنا النشاطين الصيفي والشتوي.
ويضيف: «تحرص إدارة النادي على تنفيذ برامج ابتداء من فصل الربيع كل سنة ذات أهداف كبيرة في العمل الثقافي والرياضي ، وتخصيص جوائز، ونطرح مسابقة إلكترونية عبر خدمة واتساب، بعنوان (اعرف وطنك) ورصدت لها جائزة أسبوعية بقيمة 100 درهم، على مدار الصيف، وتعد هذه المسابقة الأولى من نوعها، ويشارك فيها نحو 50 مشترك من أكثر من 5 جنسيات»، مشيراً إلى وجود تعاون كبير ومشاركات واسعة.