دور المغرب في إنهاء الصراع الليبي: جهود دبلوماسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي

0
163

في إطار سعيه المستمر لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن في شمال أفريقيا، يستمر المغرب في لعب دور حاسم في مساعي إنهاء الصراع في ليبيا. حيث استقبلت العاصمة الرباط الخميس الماضي النائب الثاني لرئيس مجلس الدولة الاستشاري الليبي، عمر العبيدي، والوفد المرافق له، بناءً على دعوة رسمية من المملكة. اللقاء مع رئيس مجلس المستشارين المغربي النعم ميارة والأمين العام للمجلس الأسد الزروالي يأتي في سياق تعزيز التعاون والتواصل بين المؤسسات الليبية والمغربية، وذلك ضمن جهود مستمرة لإيجاد حل شامل للأزمة الليبية.

دور المغرب الفعّال في الحلول السياسية

تأتي زيارة العبيدي في إطار متصل بالجهود السابقة التي بذلها المغرب في رعاية المشاورات بين الفرقاء الليبيين، بدءًا من اتفاقيات الصخيرات مرورًا بمشاورات بوزنيقة، وصولاً إلى رعاية أعمال اللجنة الليبية المشتركة “6+6” التي أُقرت في يونيو الماضي لإعداد القوانين الانتخابية. هذه الجهود قد حظيت بإشادة دولية واسعة، مما يعكس التزام المغرب الكامل بدعم عملية السلام في ليبيا وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

مستقبل المفاوضات والتحديات المطروحة

الزيارة الحالية تمهد الطريق لقمة ثلاثية مزمع عقدها في الرباط نهاية شهر يوليو/تموز الجاري، والتي ستجمع الأطراف السياسية الليبية الرئيسية للتوافق على تشكيل حكومة موحدة تُشرف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المؤجلة. يأتي ذلك في ظل تصاعد الخلافات بين رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة ورئيس البرلمان عقيلة صالح حول ميزانية 2024، التي أثارت انتقادات واسعة.

التزام المغرب بالاستقرار الإقليمي

في تصريح لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أكد أن المملكة تعمل بجدية مع جميع الأطراف الليبية في إطار من الاحترام والمصداقية، وأنها تؤمن بأن الحل للأزمة الليبية سيكون له تأثير إيجابي كبير على أمن واستقرار منطقتي شمال أفريقيا والساحل. كما أشار إلى أن حالة الفوضى الأمنية في ليبيا قد أربكت استقرار المنطقة، مما يستدعي ضرورة إيجاد حل سريع وفعّال.

من خلال هذه المبادرات، يظهر المغرب مجددًا التزامه الثابت بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مع الأمل في أن تسهم هذه الجهود في إنهاء الانقسامات وتحقيق تقدم ملموس نحو إجراء الانتخابات في ليبيا، التي من شأنها أن تسهم في استعادة الأمن والازدهار للشعب الليبي.