أفادت مصاد مطلعة، أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، يباشر سلسلة لقاءات مطولة مع الأطراف غير المباشرة في النزاع، وذلك بعد زيارته إلى المنطقة للتعرف عن قرب على حقيقة الصراع.
وأضافت، أن “ستافان دي ميستورا يحاول إعادة بعث المفاوضات السياسية بين أطراف النزاع في ظل المعارضة التي تبديها الجزائر إزاء ذلك، كما يشارك أيضا في المؤتمرات الدولية التي يستغلها للاجتماع بالقيادات الأوروبية المعنية بالملف”.
ومن جانب آخر، أكدت أن ستافان دي ميستورا التقى بوزيرة خارجية السويد، آن ليند، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، لتدارس تطورات قضية الصحراء.
وقالت المسؤولة السويدية على حسابها في تويتر، ” نرحب بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ويسعدني أن ألتقي بستافان دي ميستورا في ميونيخ. كل الدعم لعمله المهم والصعب”.
Warmly welcome the appointment finally of UN Secretary General’s Personal Envoy for Western Sahara. Glad to meet Staffan de Mistura in Munich. Full support for his important and difficult work. pic.twitter.com/pPMHZcmZ4o
— Ann Linde (@AnnLinde) February 20, 2022
هذا وينتظر أن يلتقي دي ميستورا في نيويورك، رؤساء البعثات الدبلوماسية الدولية، بهدف التباحث عن زيارته الأولى للمنطقة وخطواته المقبلة، استعدادا لإعداد التقرير الذي سيحيله الأمين العام المتحدة على أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال شهر أبريل/نيسان المقبل، تاريخ انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء.
وكان مجلس الأمن في قراراته الأخيرة بشأن الصحراء المغربية، رغم رفض الجزائر، طلب من دي ميستورا استئناف تيسير المسلسل السياسي للموائد المستديرة مع المشاركين الأربعة، وهم المغرب والجزائر موريتانيا و”البوليساريو”.
يشار أنه منذ تعيينه في أكتوبر/تشرين الماضي، قام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، بتفعيل المشاورات السياسية من خلال إجرائه بعض المباحثات مع أطراف دولية عدة في مجلس الأمن الدولي.
ويذكر أن ستافان دي ميستورا قام بعدة مباحثات ضمنها سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، ولانا نسيبة، مندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، إلى جانب عقد اجتماعات مع عدة وزراء بأوروبا.
وفشلت الأمم المتحدة في تعيين خليفة للألماني هورست كوهلر منذ استقالته في أبريل 2019، لأسباب قال إنها تتعلق “بوضعه الصحي”.
وتابع دوجاريك: “سيبذل المبعوث الشخصي الجديد مساعيه الحميدة نيابة عن الأمين العام، وسيعمل مع جميع المحاورين المعنيين، بما في ذلك الأطراف والبلدان المجاورة وأصحاب المصلحة الآخرين، مسترشدا بقرار مجلس الأمن 2548 (2020) والقرارات الأخرى ذات الصلة”.
وصدر القرار 2548، في أكتوبر 2020، ومدد ولاية “بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في إقليم الصحراء المغربي” (مينورسو) حتى أكتوبر الجاري، وحث جميع الأطراف على العمل لمساعدة البعثة الأممية لإيجاد حل سياسي واقعي للنزاع.
وأوضح دوجاريك أن “دي مستورا يتمتع بخبرة تزيد عن 40 عاما في الدبلوماسية والشؤون السياسية، حيث شغل، خلال مسيرته المهنية مع الأمم المتحدة، منصب المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا كما عمل ممثلا خاصا للأمين العام لأفغانستان والعراق، والممثل الشخصي للأمين العام لجنوب لبنان، ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في روما”.
وعين غوتيريش، في 27 أغسطس الماضي، الدبلوماسي الروسي ألكسندر إيفانكو، ممثلا خاصا له في الصحراء المغربية ورئيسا لبعثة مينورسو. وتتمثل مهام المبعوث الخاص في تحريك المفاوضات بين طرفي النزاع، فيما تتعلق مهام الممثل الخاص بتسيير وإدارة عمل بعثة مينورسو.
وكان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قد كشف في 15 سبتمبر الماضي، عن أنّ المملكة أبلغت غوتيريس موافقتها على تعيين دي ميستورا مبعوثا شخصياً جديداً له إلى الصحراء، لافتا إلى أنّ “موافقة المغرب تأتي انطلاقا من ثقته الدائمة ودعمه الموصول لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم ومتوافق بشأنه للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”.
وعشية الإعلان عن تعيين دي ميستورا خلفا كوهلر، جددت الرباط تأكيدها على أن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء هي “الأفق الوحيد للتوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل”.
وجدّد المغرب على لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة استعداده للتعاون مع جهود الأمم المتحدة في إطار الجهود التي يبذلها الأمين العام للتوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم قائم على التوافق على احترام السيادة المغربية، لافتا إلى أن “المشاركة الكثيفة لسكان الصحراء المغربية في انتخابات الثامن من سبتمبر الجاري تجسّد تشبثها بالوحدة الترابية للمملكة وانخراطها التام والفعال في تنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية”.