قام رئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي، بزيارة الأحد للعاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد برلماني رفيع المستوى، في زيارة تستغرق خمسة أيام
قام رئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي، بزيارة الأحد للعاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد برلماني رفيع المستوى، في زيارة تستغرق خمسة أيام يلتقي خلالها مع رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف.
وذكرت وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية أن بوغالي وصل اليوم الأحد إلى مطار الخميني الدولي في طهران، حيث كان في استقباله نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني مجتبى ذوالنوري، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية الجزائرية حسن نوروزي.
وتتضمن الزيارة أيضا تفقد بوغالي “متحف الدفاع المقدس وزیارة مدینة أصفهان”، وفق “إرنا”. ولم يصدر البرلمان الجزائري اي تعقيب بخصوص ما أوردته الوكالة الإيرانية.
مؤامرة بين النظام الجنوبي افريقي المتوجس من المغرب كقوة اقتصادية صاعدة والبوليساريو لتمرير رسالة ملغومة بأن المغرب طلب الانضمام لمجموعة بريكس
هل ستأثر زيارة رئيس البرلمان الجزائري إلى طهران على تطبيع العلاقات بين الرباط وطهران؟
سيعود الحديث مجددا في الأوساط الإيرانية والمغربية على حد سواء عن فرص تطبيع العلاقات بين الرباط وطهران حيث فرضت التطورات الإقليمية والدولية النقاش حول إمكانية عودة هذه العلاقات الى طبيعتها بعد فترة من القطيعة لاسيما بعدما استأنفت الرياض علاقاتها مع طهران في مارس/آذار الماضي.
وما عزز تلك النقاشات تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بأن بلاده “تؤيد تطبيع وتطوير العلاقات مع المغرب” في يونيو/حزيران الماضي.
وتعود القطيعة بين البلدين إلى مايو/أيار 2018، حين أعلن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران على خلفية اتهامات لـ”حزب الله” اللبناني المدعوم إيرانيا، بالانخراط في علاقة “عسكرية” مع جبهة “البوليساريو”، عبر سفارة طهران بالجزائر، ما اعتبرته الرباط تهديدا لأمنها واستقرارها.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حلا لذلك بتطبيق حكم ذاتي موسع تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
واعتبر محمد العمراني بوخبزة، الأكاديمي المغربي المختص في العلاقات الدولية، أن أسباب قطع المغرب علاقته بإيران قائمة على النهج “غير المتوازن” لطهران مع الرباط.
وقال “إيران لم تكن متوازنة في علاقتها مع المغرب، فلديها مشروعها في تصدير الثورة وفرض نفسها كقوة إقليمية، فضلا عن بحثها عن موقع بين الكبار، لذلك فهي تتمدد في أماكن بعيدة جغرافيا ومهمة استراتيجيا”.
وأوضح أن إيران تدعم البوليساريو عبر حزب الله بشكل “خطير وغير مسبوق”، مشيرا إلى أن هذا الدعم يظهر في “التدريب وتمكين البوليساريو بالأسلحة” .
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اتهم إيران بتسليم جبهة البوليساريو مسيرات معتبرا ذلك تهديدا للأمن الإقليمي.
وفي المقابل، لفت بوخبزة إلى أن المغرب أعطى الإيرانيين “أكثر من فرصة” لكي يراجعوا حساباتهم من أجل بناء علاقات مشتركة مع الرباط.
وتابع “طالما سعى المغرب إلى التدرج في بناء العلاقة مع إيران، وذلك عبر إقناعها بأن تتحول من دولة داعمة عسكريا ولوجيستيا وسياسيا للبوليساريو، إلى دولة تتبنى الحياد في هذه القضية”.
وشدد بوخبزة على أن تطبيع العلاقات بين الرباط وطهران “لن يتأثر بالتطورات الإقليمية أو التحالفات الجديدة التي تشكلت عقب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، رغم ما ينتج عن هذه الخطوة من إعادة تشكيل موازين قوى جديدة في المنطقة”.
بيد أنه أشار إلى أن الخطاب الإيراني الجديد نحو المغرب يظهر إدراك طهران لأهمية اتباع “نهج حيادي” في مسار علاقتها بالمغرب.
وتابع “عودة العلاقات بين السعودية وإيران غير مرتبطة بإعادة العلاقات بين دولتين لهما خلافات، بل بإعادة تشكل موازين قوى جديدة في المنطقة”.
ونوه إلى أن “دفع إيران لتبني الحياد حيال قضية الصحراء المغربية محطة مهمة للرباط بخصوص بعض الدول على شاكلة إيران”.
وقال إن الرباط “في انتظار إمكانية أن تغير إيران موقفها مستقبلا، واللحاق بالمجتمع الدولي الذي بدأ يدعم مشروع الحكم الذاتي (في إقليم الصحراء)”.
ويعود آخر تصريح للحكومة المغربية حول العلاقات مع إيران إلى مارس/آذار الماضي، حين قال المتحدث باسمها مصطفى بايتاس، إن حكومته لم تناقش استئناف العلاقات السعودية الإيرانية، وتأثير ذلك على علاقة طهران بالرباط.
وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تؤيد تطبيع وتطوير العلاقات مع كل من مصر والمغرب، مشيرا إلى أن تحسين العلاقات مع الدول المجاورة والمسلمة من أولويات الحكومة الإيرانية.
وقررت إيران والسعودية تطبيع علاقاتهما عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين، وذلك بعد انقطاع دام 7 سنوات.