رئيس البرلمان المغربي يتباحث مع رئيس واعضاء معهد “اتفاقات أبراهام للسلام “..ضابط المخابرات بول بيلار: “اتفاقات أبراهام لم تجلب السلام “

0
449

أجرى رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الأربعاء بالرباط، مباحثات مع وفد عن معهد اتفاقات أبراهام للسلام، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة من 18 إلى 22 من الشهر الجاري.

وذكر بلاغ لمجلس النواب أن وفد معهد اتفاقات أبراهام للسلام يضم الرئيس والمدير التنفيذي روبرت غرينواي، والسفير السابق للولايات المتحدة بالمغرب وعضو مجلس الاستشاريين، ديفيد فيشر، والمدير المساعد بالمعهد ديفيد أرونسون .

وأشار البلاغ إلى أن المباحثات، التي حضرتها رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج في مجلس النواب، نادية بوعيدا، شكلت مناسبة لإبراز عمق وأهمية التعاون البرلماني الثنائي والمتعدد الأطراف لخدمة قضايا السلم والسلام العالمي، والتذكير بأهمية التنسيق البرلماني.

وتابع المصدر أنه تمت أيضا خلال اللقاء الإشادة بعمق العلاقات التاريخية المغربية -الأمريكية، وتثمين الموقف الثابت لواشنطن بخصوص الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

الولايات المتحدة تبلغ إسرائيل عن تأجيل “قمة النقب” في المغرب بعد قرار بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة

ففي مقال له بالمجلة، تعليقا على الاجتماع الأخير الذي عقد بمنطقة النقب بإسرائيل في إطار تلك الاتفاقات، أكد ضابط المخابرات الأميركي المتقاعد البروفيسور بول بيلار أن أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط الأخرى يستحق الإشادة، لكن فقط بقدر ما يساعد في حل النزاعات وتعزيز السلام في المنطقة.

وهذا، يقول الكاتب -الذي عمل لمدة 28 عامًا في مجتمع الاستخبارات الأميركية- ما لم يساهم فيه تعزيز العلاقات بين إسرائيل وتلك الدول العربية، خصوصا وأن هذه الدول بالذات لم تكن في حالة حرب مع إسرائيل، بل كانت لديها بالفعل علاقات واسعة معها في العديد من الأمور، مثل تبادل برامج التجسس لاستخدامها ضد المعارضين، حتى لو لم تصل تلك العلاقات حد تبادل كامل للسفارات.

وأضاف أن الاجتماع الذي اختتم مؤخرا في النقب كان مليئًا بالابتسامات وكلمات التهنئة حول مدى روعة لقاء الإسرائيليين والعرب معًا، لكن من الواضح -حسب الكاتب- أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خرج منه خالي الوفاض في قضية روسيا والحرب في أوكرانيا، إذ لا يبدو أن أيا من تلك الدول قبلت بتغيير موقفها من هذه القضية، مما يعني أن عمل واشنطن على تطوير العلاقات بين إسرائيل وهذه الأنظمة العربية لم يفد المصالح الأميركية شيئا.

وذكر الكاتب أن هذه الاتفاقات لم تكن لتتم لولا الحوافز التي قدمتها واشنطن للدول العربية المعنية، وهو ما يؤكد أن ما حصل لم يكن، بحال من الأحوال، مساهمة في حل النزاع العربي الإسرائيلي، بل إن بعض تلك الحوافز فاقمت من التوتر بهذه المنطقة.

وقال إنها تضمنت بيع طائرات مقاتلة من طراز “إف-35” (F-35) لدولة لإمارات، مما يعزز سباق التسلح في الخليج العربي، كما أن الثمن الذي حصل عليه المغرب كان خروج واشنطن على الإجماع الدولي بشأن الصحراء المغربية والتخلي عن عقود من سياسة الحياد الأميركية تجاه هذا النزاع من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على صحرائه، مما ساهم في تأجيج الصراع وزيادة التوتر بين المغرب والجزائر، على حد تعبير الكاتب.

وأبرز الكاتب أن خدمة المصالح الأميركية تتم من خلال الترويج الحقيقي للسلام وتقليل التوتر في الشرق الأوسط لأسباب متعددة، تشمل تجنب الارتباط بالعنف السياسي المدان، وتقليل مخاطر الانجرار إلى الصراعات المحلية، وتقليل استنزاف اهتمام السياسة الأميركية ومواردها.

وشدد الكاتب على أن السلام في فلسطين يتطلب إشراك الفلسطينيين بدلاً من تجاوزهم، كما يتطلب محاولة تخفيف حدة التوتر في الخليج العربي خاصة بين أهم خصمين بالمنطقة إيران والسعودية، مشيرا إلى أن الارتقاء بعلاقات دول الخليج مع إسرائيل لا يساهم بشيء في تعزيز مثل هذا الانفراج، بل قد يكون له تأثير عكسي إذا زاد من تأثير سياسة الحكومة الإسرائيلية في الترويج لأقصى قدر من العداء الدائم تجاه إيران، وفقا للكاتب.

واختتم الكاتب بالتحذير من أن هذا الأسلوب في التعاطي مع قضايا المنطقة يقلل من نفوذ واشنطن في الوقت الذي تحتاج فيه لمساعدة حكومات الشرق الأوسط فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وقضايا أخرى، قائلا إن لدى واشنطن فرصة أفضل للحصول على التعاون الذي تريده إذا كسبت ود السكان المحليين بدلاً من اعتبار ذلك أمرًا مفروغًا منه.

ونظم الاجتماع الأول للقمة من قبل وزير الخارجية الإسرائيلية في حينه يائير لابيد، وذلك في 27 آذار من العام الماضي في ’سديه بوكير’ وشارك بها وزراء خارجية الولايات المتحدة، مصر، دولة الامارات العربية، البحرين والمغرب. واعلن لابيد عن تحويل قمة النقب الى منتدى سنوي، معلنا عن دعوة السلطة الفلسطينية.

في يونيو 2022 ، انعقد الاجتماع الأول للجنة التوجيهية لقمة النقب في المنامة ، البحرين. خلال الاجتماع ، حاول الممثلون وضع قواعد لإدارة المنتدى ، كهيئة دائمة ومستمرة. حضر الاجتماع رؤساء تنفيذيون من البحرين والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والمغرب وإسرائيل. وتم الاتفاق في الاجتماع على تعزيز المشاريع في مختلف المجالات ، بما في ذلك الأمن والتعليم والطاقة والسياحة.

وكان من المقرر عقد اجتماع القمة الثاني لـ”منتدى النقب” في المغرب، لكن المغاربة قاموا بتأجيل موعده أكثر من مرة، وتم تأجيل الموعد المحدد لشهر آذار/مارس من هذا العام بسبب التوترات الأمنية في المنطقة.