استضافة برنامج “بدون لغة خشب” لنور الدين مضيان؛ رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب؛ بنوع من السخرية خاصة حينما كان يتحدث عن مساره الأكاديمي؛ السياسي والانتخابي الذي حاول من خلاله أن يكون بمظهر القائد الملهم والسياسي الفاضل؛ والحزبي النقي الطاهر؛ فيما الواقع الذي لا يرتفع له لغته البليغة؛ ووحده من لا يتحدث لغة الخشب.
نور الدين مضيان قال كل شيء في برنامج رضوان الرمضاني؛ ولكن لم يقل الحقيقة؛ حقيقة من مد له يد المساعدة والعون حتى ارتقى في سلم حزب علال الفاسي؛ ولم يشر لا من بعيد ولا من قريب إلى من كان وراء دعمه ماديا ومعنويا ليحظى بالموقع الذي هو فيه اليوم؛ ويكسب من هذا الموقع “حلالا طيبا” وربما شيئا آخر.
نور الدين مضيان لم يتسلق سلم الحزب لأنه ابن الاستقلالي عمر مضيان؛ ولا لأنه كان عضوا بالاتحاد العام لطلبة المغرب؛ ولا عضوا في كشفية الحزب؛ وإنما الفضل في ذلك كله يعود للحاج البوفروري الذي اتى به في وقت ما إلى مفتشية الحزب بالحسيمة وخصص له “راتبا” للقيام بهذه المهمة وهو حينها استاذا جامعيا “على قد الحال وطالب معاشو” لا يتقاضى ازيد من سبعة آلاف درهم.
ولكن نور الدين مضيان سرعان ما تنكر لكل هذا؛ ولم يكن كريما مع من مد له يد الخير والعون؛ لمن مول له حملاته الانتخابية؛ لمن نشط له مقر الحزب بالندوات واللقاءات؛ والمؤتمرات؛ ولمن اقام في سبيل ذلك مادوبات غذاء وعشاء على شرف قادة الحزب ومناضليه؛ المنازل الاستقلالية كانت معروفة وتعد على رؤوس الاصابع بالريف؛ طبعا لم يكن ضمنها منزل عمر مضيان رحمه الله.
هنا تفتقت عبقرية الرجل؛ وأبان عن مكر سياسي وحزبي لم يشهد له مثيل في الريف؛ فقام اولا بتفتيت وتدمير تنظيمات وهياكل الحزب؛ وهمش كل المناضلين والعائلات الاستقلالية العريقة؛ مثل البوفروؤي؛ إضبيب؛ والغلبزوري…الخطابي وغيرهم واصبح مقر الحزب “منزلا” لآل مضيان وقاعاته لا تحمل من الاسماء الا مضيان؛ وهياكل الحزب لا يمكن ان يكون على راسها الا مضيان ومن والهم؛ بل وتنكر لقادة كبار قدموا الغالي والنفيس للحزب في زمن القناعات الحزبية الحقيقية؛ ومن بينهم “سي ياسين الخطابي” الأب الروحي لحزب الاستقلال بالريف.
رئيس الفريق الاستقلالي تحدث عن دراسته العليا بالعراق؛ ولكن لم يوضح لمستمعي اذاعة ميد راديو ملابسات هذه الدراسة التي تزامنت مع الحرب الخليجية الاولى؛ وهل مكث هو واصحابه بالعراق كل سنوات الدراسة؛ ام ان شهورا قليلة كانت كافية لتسلم الشهادة لان اوزار الحرب ما ارادت ان تخف بسرعة؛ ولكن قبل هذا؛ لم يشرح لنا “الاكاديمي” نور الدين مضيان كيف حصل على هذه المنحة؛ وهل كان يستحقها استحقاقا؟ ام مجرد حظ حينما “تخلف” البعض من الممنوحين عن الالتحاق بالعراق من اجل الدراسة.
لغة الخشب او جمود السياسة وصلت بالضيف الدائم لرضوان الرمضاني بأن يبين طهرانية من زمن الخلافة الراشدة؛ لغة من الممكن أن تلحق الرجل بالخلفاء الراشدين؛ خاصة من طرف من لا يعرف كواليس مضيان داخل الحزب والانتخابات؛ ولم يعرف جماعة بني عمارت التي تظل سيارتها ونوابها “يسخرون” للسيد الرئيس الى فاس التي “اشترى” فيها عقارا بفضل امينه العام السابق الذي حسب قوله لا يشببه (شباط) ضيفنا العزيز قال بان سر نجاحه الحزبي والانتخابي تفسره وصفة سحرية؛ وهي انه لا يطلب المناصب والمهام؛ ويبتعد عن الشبهات حتى وان استدعى الأمر اقصاء مقربيه وعائلته من حقوق اساسية مضمونة شرعا وقانونا؛ ولكن لم يتمم الحديث ويوضح لنا من هؤلاء الذين يطلبون الرجل ولماذا يطلبونه؛ ايقصد ساكنة الحسيمة ام ساكنة بعض “الاقبية الظالمة” ايطلبه بسطاء هذا الوطن ام “ملوك مسالك الذهب الاخضر” وقد يتكلفون “بالطاجين والبرقوق” في الحملات الانتخابية.
لغة الخشب التي يتقنها مضيان اوصلتنا -نحن مستمعي برنامج الرمضاني- بان نعتقد جازمين بان عودة الخلافة الراشدة وشيكة وقد بدات منذ تولي هذا الرجل لزمام السياسة؛ خاصة حينما قال بانه اقصى “اخوته” وخمسة عشر شخصا من مبارات الجماعة لانهم يحملون اسم “مضيان” ولكن الحقيقة تقول شيء اخر؛ تقول بأن واحد من آل مضيان؛ وشقيق رئيس الفريق الاستقلالي “حاشا لله” ان يكون موظفا بسيطا بجماعة قروية؛ بل يجب أن “ييسر عليه الله وعباده” بمنصب ارقى وانقى؛ وهذا ما حدث لنصر الله شقيق نور الدين مضيان؛ أما البقية الباقية من آل مضيان الذين حرمهم واقصاهم من احتياز المبارة فيجب ان تفتح النيابة العامة.