رئيس الوزراء سانتشيز يعلن اعتراف إسبانيا رسميا بدولة فليسطين وترحيب عربي باعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بدولة فلسطين

0
384

أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم الأربعاء اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين، اعتبارا من 28 مايو الحالي.

واتهم رئيس وزراء إسبانيا رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قائلًا: “إنه يعرض حل الدولتين في الشرق الأوسط للخطر”، وربط سانشيز سياسة نتنياهو بـ “المعاناة والدمار” التي ينتهجها في قطاع غزة.

وأضاف سانشيز: “إننا شعب مسالم وهذا ما يظهره آلاف المحتجين في الاحتجاجات ضد مجازر غزة”.

وأكد سانشيز أن إسبانيا ستواجه التهديدات الخارجية، التي لم تتراجع، من خلال الآليات الديمقراطية”.

يذكر أن إسبانيا كانت من الدول الداعمة لفلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية منذ حرب الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ومهاجمتها للكيان بسبب حرب الإبادة التي يخوضها الاحتلال ضد المدنيين العُزل في غزة.

كما إعلنت ثلاث دول أروبية الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، وهم إسبانيا والنرويج وأيرلندا، ورحبت الرئاسة الفلسطينية بإعلان النرويج الاعتراف بدولة فلسطين، واستكمال اجراءات صدور مراسيم الاعتراف يوم 28 مايو الحالي.

وفي مؤتمر صحافي مشترك لرئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، ووزير خارجيته إسبن بارث إيدي، وردت تفاصيله في بيان مشترك نشرته الحكومة النرويجية على موقعها الإلكتروني، قالت إن قرار الاعتراف رسميا بدولة فلسطين “سيدخل حيز التنفيذ في 28 مايو/ أيار الجاري”، مشيرة إلى أن عددا من الدولة الأوروبية ذات التوجه المماثل “ستعترف بدولة فلسطين رسميا في التاريخ ذاته”.

وأضافت  أنه “تم إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين”.

وجاء في البيان الصحافي للحكومة النرويجية: “للفلسطينيين حق أساسي ومستقل في إقامة دولتهم. لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بسلام في دولتين منفصلتين. ولا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين”.

وقال رئيس الوزراء النرويجي خلال المؤتمر الصحافي، إن الاعتراف بفلسطين “يبعث رسالة قوية إلى الدول الأخرى بأن تحذو حذو النرويج وإن عددا من الدول الأوروبية الأخرى ستعترف بدولة فلسطين”.

وأشار إلى أن هذا القرار “يتيح في نهاية المطاف استئناف مسار تحقيق حل الدولتين ومنحه زخما جديدا”.

كذلك، أعلنت أيرلندا اعترافها بفلسطين كدولة. وذكر رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس في دبلن اليوم الأربعاء، أنه تم اتخاذ هذه الخطوة على نحو مشترك مع النرويج وإسبانيا.

ترحيب الجامعة العربية والسعودية ومصر والأردن

فقد رحبت الرئاسة الفلسطينية بالإعلان، معتبرة أنها “لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود من الكفاح”.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إنه “بهذه الخطوة المهمة، أثبتت هذه الدول التزامها الثابت بحل الدولتين”، ودعت الخارجية “جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المضي قدما بذلك، كخطوة نحو إنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”.

من جهتها، رحبت حركة حماس بإعلان كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة أنها “خطوة مهمة لتثبيت حقنا في أرضنا”، ودعت حماس “الدول للاعتراف بحقوقنا الوطنية ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال”.

أما الأمين العام لجماعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فرحب “بالخطوة الهامة التي قررت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا اتخاذها”، وقال: “أحيي وأشكر الدول الثلاث علي تلك الخطوة التي تضعها علي الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع، وأدعو الدول التي لم تفعل ذلك إلى الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها”.

بدورها، قالت الخارجية التركية إنها “خطوة بالغة الأهمية على صعيد استعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني المحتل، ومساعدة فلسطين في الحصول على المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي”، مؤكدة أنها “ستواصل السعي من أجل أن تعترف المزيد من الدول بفلسطين”.

من جهتها، أعربت الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كلا من النرويج، إسبانيا، وإيرلندا باعترافها بدولة فلسطين.

وثمنت هذا القرار، الذي يؤكد الإجماع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ودعت بقية الدول للمسارعة في اتخاذ نفس القرار، الذي من شأنه الإسهام في إيجاد مسار موثوق يحقق سلام عادل ودائم.

وأكدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي – وعلى وجه الخصوص – الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وليتحقق السلام الشامل والعادل.

أما الأردن فرحب بقرار كل من النرويج وإسبانيا وإيرلندا بالإعتراف بدولة فلسطين معتبرا أنها “خطوة مهمة وأساسية نحو حل الدولتين”.

وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي “نحن نثمن هذا القرار، ونعتبره خطوة مهمة وأساسية على طريق حل الدولتين الذي يجسد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967”.

بدورها، رحبت جمهورية مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بقرار الدول الأوروبية الثلاث، قائلة إنها “خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

غضب إسرائيلي

وفي أول رد فعل على هذه القرارات، استدعت إسرائيل الأربعاء سفيرَيها في أيرلندا والنرويج “لإجراء مشاورات طارئة” بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطين.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: “أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى أيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات”.

 

وبحسب كاتس فإن “الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فتتّخذ خطوات ضدها”.

وقال كاتس إن “أيرلندا والنروج تعتزمان توجيه رسالة إلى الفلسطينيين والعالم أجمع بأن الإرهاب يجدي نفعا” وفق زعمه.

وأضاف: “إن الخطوة الملتوية لهذه الدول هي ظلم لذكرى ضحايا السابع من تشرين الأول/ أكتوبر” على حد تعبيره.

من جهته اعتبر وزير خارجية فرنسا ستيفان سيغورنيه أن الاعتراف بدولة فلسطين “ليس من المحظورات”، لكن الوقت ليس مناسباً الآن لبلاده للقيام بذلك، وفق قوله.

أما رئيس وزراء التشيك، بيتر فيالا، فقال في مقابلة مع موقع “بليسك.سي.زيد” الإخباري التشيكي، ردا على إعلان النرويج وأيرلندا وإسبانيا أنها ستعترف رسميا بفلسطين كدولة إنه ليس من المنطقي الاعتراف بفلسطين كدولة، إذا لم يتضح من يمثلها وعلى أي أرض.

ووصف فيالا مفهوم الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية، بأنه هدف جيد، لكنه قال إنه من الضروري تهيئة الظروف لذلك.

وكان فيالا عن أعرب عن تأييده في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

يذكر أن 9 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين وهي: بلغاريا، وبولندا، والتشيك، ورومانيا، وسلوفاكيا، والمجر، وقبرص، والسويد، ومالطا.