ونقلت صحيفة “إلكونفيدنشال” الإسبانية أن إسبانيا كانت دائما ترد بطرق دبلوماسية فيما يتعلق بالعلاقات مع المغرب، لكنها هذه المرة اختارت الرد “بشدة غير عادية”.
واعتبرت الصحيفة أن الرد الإسباني حمل تحذيرا للجار المغربي.
وتقدم نواب من حزب “بوكس” اليميني المتطرف بسؤال إلى الحكومة الإسبانية بخصوص تقرير لصحيفة “إسبانيول” يقول إن المغرب سينشر صورايخ إسرائيلية في المضيق ردا على تعزيزات عسكرية إسبانية في المنطقة”.
وبحسب التقرير، يعتزم المغرب وضع منظومة في مواقع مثل طنجة والناظور وهي مدن في الشمال المغربي القريب من سبتة و مليلية.
وتأتي الخطوة المغربية، بحسب الصحيفة، ردا على تعزيز الجيش الإسباني لتواجده في المدينتين، إضافة إلى صخرة فيليز دي لا غوميرا، وصخرة الحسيمة وأرخبيل جزر شافاريناس، وهي كلها مناطق قريبة من المغرب.
وقالت “إلكونفيدنشال” إن حزب “بوكس” تقدم بسؤال برلماني وطالب برد خطي من الحكومة حول ما يراه “تهديدات مغربية”.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإسبانية في العادة لا ترد على مثل هذه الأسئلة بدعوى عدم الكشف عن المعلومات أو أنها تختار التذكير بالعلاقات الرسمية الجيدة مع الرباط، لكنها هذه المرة ردت بإجابة قصيرة ولكنها مهمة، بحسب الصحيفة.
وفي الرد الرسمي على سؤال النواب، قالت الحكومة على لسان وزير الخارجية خوسيه مانويل ألبارس، إن “الحكومة تدافع عن السلامة الإقليمية لإسبانيا وستتصرف بحزم في حالة انتهاكها”.
وترى الصحيفة أن الجزء الثاني من الرد “التصرف بحزم” يبقى لافتا للنظر في الخطاب الدبلوماسي الإسباني تجاه المغرب.
ويأتي التهديد بـ “الرد الحاسم” من إسبانيا، في وقت تحاول فيه مدريد استعادة علاقاتها مع الرباط بعد الأزمة التي اندلعت بين البلدين في أبريل الماضي، بعد دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا للعلاج، الأمر الذي اعتبرته الرباط “مخالفا لحسن الجوار”، مؤكدة أن غالي دخل إسبانيا من الجزائر “بوثائق مزورة وهوية منتحلة”.
وتفاقمت الأزمة منتصف مايو حين تدفق نحو 10 آلاف مهاجر معظمهم مغاربة على جيب سبتة الإسباني شمال المملكة، مستغلين تراخيا في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.
وتبادل البلدان تصريحات حادة، حيث اتهمت مدريد خصوصا المغرب بارتكاب “عدوان” و”بالابتزاز”.
ودانت الرباط في ذلك الوقت “اللغة المزدوجة” و”الترهيب”، واستدعت للتشاور سفيرتها في إسبانيا التي لم تعد بعد إلى مدريد.