صرح رئيس مجلس المستشارين الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي، النعم ميارة، خلال لقاء نظمته منظمة المرأة التابعة لحزب الاستقلال الذي ينتمي له، أن المغرب سيسترجع مدينتي سبتة مليلية المحتلتين، عبر التفاوض الجاد ودون اللجوء إلى لغة السلاح.
واعتبر بذات المناسبة، أن “المدينتين السليبتين لم ولن تكونا موضوع مقايضة في يوم من الأيام”، داعيا الجالية المغربية لتشكيل قوة ضغط قادرة على الدفاع عن القضايا المرتبطة ببلدهم الأم المغرب.
وأوصى ميارة إلى “ضرورة تثمين وتنسيق الروابط بين المجتمع المدني المغربي والمجتمع المدني الإسباني لتوضيح الحقائق المرتبطة بملف الصحراء المغربية.”
وتعتبر مدينتا سبتة ومليلة من أقدم المستعمرات في شمال أفريقيا، حيث استغلت القوات الأوروبية ضعف إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي، ليقوم البرتغال باحتلال سبتة، والإسبان مليلية، وأصبحت سبتة تحت النفوذ الإسباني على إثر احتلال إسبانيا للبرتغال.
وسيطر الرومان على مدينة سبتة عام 42 ميلادية، وفي نحو عام 442 تمكنت قبائل الوندال من طرد الرومان من المدينة إلى أن سيطر عليها البيزنطيون ثم القوط القادمون من إسبانيا، وفي القرن الثامن الميلادي شكلت مدينة سبتة قاعدة الغزو الإسلامي لإسبانيا بقيادة طارق بن زياد، إلى أن احتلها البرتغال، وعلى إثر اعتراف إسبانيا باستقلال البرتغال تنازلت الأخيرة عن سبتة لإسبانيا بمقتضى معاهدة لشبونة لعام 1668.
يعتبر المؤرخ المغربي محمد بن عزوز حكيم، أن “قضية سبتة ومليلية هي من مخلفات المواجهة بين العالم الإسلامي وأوروبا الصليبية، فهما أقدم المستعمرات في العالم، بالنسبة إلى سبتة فقد احتلها البرتغال 21 أغسطس (آب) من عام 1415، وقد كانت أوروبا تريد احتلال المغرب برمته بروح صليبية مندفعة، في سياق رد الفعل على الوجود الإسلامي الطويل في الأندلس، ذلك أنه قبل سقوط مدينة غرناطة، آخر الممالك الإسلامية، قام البرتغاليون باحتلال مدينة سبتة”، معتبراً ذلك إبرازاً للقوة أمام الغرناطيين الذين كانوا لا يزالون يقاومون من أجل البقاء، وانتقاماً من المسلمين في إطار ما سمي “حروب الاسترداد”، حيث تمكن البرتغاليون حينها من احتلال سبتة والقصر الصغير وطنجة وأصيلة والجديدة.
وتعاقب على احتلال مدينة مليلية كل من الفينيقيين في القرن السابع قبل الميلاد، ثم القرطاجيين ومملكة موريتانيا ثم الرومان، إلى أن خضعت للسيادة الإسبانية عام 1497 على إثر احتلال إسبانيا للبرتغال، كما تحتل إسبانيا حتى الآن الجزر الجعفرية الثلاث، وجزر الكناري، وصخرة الحسيمة، وصخرة قميرة، وجزيرة المعدنوس (ليلى)، وجزيرة البران.
![]()


