رامي عياش.. أول فنان عربي يعيد إحياء “صوت الحسن” ويجدد صداها في الوطن العربي

0
209

زيارة النجم اللبناني رامي عياش إلى المغرب لم تكن مجرد محطة فنية عابرة، بل فرصة لإلقاء الضوء على مسار فني وإنساني مميز، جعل من “البوب ستار” شخصية متعددة الأبعاد تجمع بين الفن، الثقافة، والعمل الاجتماعي.

في لقاء استثنائي مع أحد البرامج الإذاعية المغربية، تحدث عياش عن أبرز محطات مسيرته، وأعاد للأذهان إنجازاً فنياً بارزاً تمثل في كونه أول مطرب عربي أعاد تقديم الأغنية الوطنية المغربية الشهيرة “صوت الحسن” بتوزيع عصري جديد، منحها نفساً حديثاً وأعادها إلى واجهة الأغنية العربية، مما شجع العديد من الفنانين العرب الآخرين على الغناء للمغرب واستحضار تراثه الوطني.

وعبر عياش عن سعادته بالإشادة التي نالها من الجمهور المغربي، مؤكداً أن اختيار أغنية وطنية تحظى بمكانة خاصة لدى المغاربة كان خطوة شخصية وفنية محببة له، وحرص على تقديمها في جميع حفلاته ومهرجاناته الكبرى بالمملكة، لتعزيز الروابط الفنية والثقافية بين المغرب والوطن العربي.

وفي سياق حديثه عن منهجيته الفنية، أشار عياش إلى صرامته في العمل وإدارته لمشاريعه، مع السماح أحياناً بمرونة إنسانية لأنه يؤمن بأن “لا شيء في الحياة يعلو على قيمة السلام والأمان”. كما استحضر لحظة لا تُنسى بالنسبة له، حين صعد على مسرح الأوبرا، واصفاً تلك الأمسية بأنها لم تكن مجرد حفلة، بل تحقيقاً لحلم والدته.

عياش لم يقتصر حديثه على الفن، بل شدد على أهمية مساره الأكاديمي، حيث واصل دراسة مجالات متنوعة مثل الحقوق والفلسفة وعلم النفس والهندسة الداخلية، مؤكداً أن هذا التعدد الأكاديمي يمنحه غنى فكرياً ويعزز من قدرته على التواصل مع جمهوره بشكل أعمق.

على الصعيد الإنساني، أبرز عياش دوره في جمعيته “عياش للطفولة” التي دخلت المغرب منذ عام 2006، وأسهمت في رعاية أكثر من 4000 طفل، مؤكداً أن هذه المبادرة تشكل رسالة سامية للدفاع عن الحق في التعليم ودعم الأجيال الصاعدة، وهو ما يفتخر به أمام جمهوره.

أما على الصعيد الفني، فعبّر عن أسفه لعدم حصول زياد الرحباني على المكانة التي يستحقها في لبنان، مؤكداً أن فيروز تبقى “النبض الحي للبنان” ورمزاً خالداً في الوجدان العربي. وفي المغرب، أعرب عن إعجابه الكبير بالفنان المغربي الكبير عبد الوهاب الدكالي، واصفاً لقائه به بأنه شرف فني حقيقي.

زيارة رامي عياش للمغرب أكدت مجدداً العلاقة الوطيدة التي تجمعه بالمملكة وبجمهورها، وجعلت منه فناناً عربياً أصيلاً جمع بين النجومية والالتزام الإنساني، وأعاد للأغنية الوطنية المغربية “صوت الحسن” صدى عربياً واسعاً لم يكن ليحدث إلا بموهبته ورؤيته الفنية المتميزة.