في هذا الحوار الشيق، نلتقي مع الفاعلة الجمعوية، والمناضلة الشرسة في ميدان، الطفل والأم في وضعية إعاقة، رجاء بلمقدم، لتحكي لنا أولا كيف يمكن استثمار شهر رمضان؟ وما هي الأدوار التي تقوم بها الجمعية في هذا الإطار؟
س: كيف يمكن للصائم أن يعيش هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الكريم، ويستغلها الاستغلال الأمثل في طاعة المولى عز وجل؟
جواب: إن شهر رمضان شهر البركات، وشهر الرحمة والمغفرة، وهو شهر إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات، وهو شهر الإفاضات والنفحات، وشهر التراويح، شهر الذكر والتسبيح، فلشهر رمضان الكريم مميزات وفضائل؛ ولذلك يتقبله المسلمون بالفرح والسرور، ويعيشون فيه عيشة العباد العابدين، يشغلون نهاره بالصيام، وليله بالقيام، ويكثرون في أثنائه وفي أوقاته من العبادات. والمسلم يتقبل الشهر الكريم بالفرح والسرور عندما يبلغه قدوم هذا الشهر، فبلوغ شهر رمضان نعمة عظيمة لمن أقدره الله عليه وأوصله، فعلى كل مسلم أن يشغل كل أوقاته في هذا الشهر المبارك بالذكر والقراءة والأعمال الصالحة، ويحمي نفسه من الآثام والجرائم، ويستقبل هذا الشهر الكريم بتوبة صادقة، يعاهد الله فيها على ألا يعود إلى التفريط والإهمال، وعلى كل مسلم أن يحفظ صيامه من اللغو والرفث، فقد ورد في الحديث: ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث وفي أحاديث أخرى الحث على صيانة الصيام. فعلينا أن نحافظ على صيامنا، ونتقرب إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وعباداتنا، ويتوب علينا، ويوفقنا فيما بعد شهر رمضان للأعمال الصالحة المتواصلة.
س ما هي الأدوار التي تقوم بها الجمعية في رمضان؟
جواب: في هذا الشهر الفضيل، تتجند الجمعية بكل مكوناتها للعمل على قدم وساق، وتضع برنامجا غنيا بالأهداف النبيلة، مثل تنظيم مسابقات في تجويد القران لفائدة منخرطي الجمعية كبارا وصغارا، كما تنظم أمسيات فنية تربوية هادفة كورشات الرسم وتعلم تقنيات المسرح والتمثيل، تحت إشراف اطر متخصصة في المجال الفن التشكيلي والمسرحي.
وإضافة إلى ما سبق، تنظم الجمعية لقاءات مع أباء وأولياء أمور الأطفال الذين هم في وضعية إعاقة وصعبة، تتناول مجموعة من النصائح في كيفية التعامل مع هذه الفئة من الأطفال، وخاصة الإعاقة الذهنية والحركية.
وغالبا ما تعتمد الجمعية على شراكات جادة مع بغض الجمعيات ذات الأهداف المشتركة من اجل تبادل الخبرات والممارسات الفضلى في مجال التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج إلى عناية خاصة وبرامج مندمجة ومساعدات تقنية ولوجستيكية تحقق عملية الولوج في الحياة الاجتماعية بشكل أفضل وأيسر وأسهل.
هل هناك اركاهات تعيق العمل الجمعوي في رمضان؟
صحيح، هناك العديد من الاكراهات، التي تقف دون تحقيق بعض البرامج، منها على سبيل المثال، قلة الأطر المتخصصة في المجال، قلة الدورات التكوينية للأطر العاملة في المجال، قلة الإمكانيات للجمعيات، وخاصة المتخصصة في الإعاقة، صعوبة الجمع بين العمل الوظيفي والعمل الجمعوي، عامل الزمن هو آخر يشكل عائقا، حيث يعصب التحكم فيه. أيضا، عدم تفاعل المحيط الجمعي مع مجهودات الجمعية في رمضان، منها غياب الحماس لذا العديد من الفاعلين والمهتمين، حيث هناك تفضيل بين الجمعيات التي لا تجد صعوبة في ممارسة أدوارها، لكن بالنسبة للجمعيات المتخصصة في الإعاقة، هناك نفور نظرا لقلة المعرفة بالقطاع لذا العديد من الفاعلين في مجال أطفال وأمهات في وضعية صعبة.