بينما يترقب المغاربة القرار النهائي لمركز التحكيم الدولي بشأن مطالبة العمودي للمغرب بتعويض 27 مليار درهم في قضية شركة سامير، يصر مجلس رحو على المضي قدما في مهاجمة الشركة والتقليل من أدوارها في المعادلة الطاقية للمغرب. يُعزى ذلك إلى محاولته شرعنة الأرباح الفاحشة في قطاع المحروقات، والتي تجاوزت 64 مليار درهم حتى نهاية 2023، دون أن تنجح التقارير أو الغرامات التصالحية في التصدي لهذه المشكلة.
مهاجمة سامير: دراسة جدوى التكرير وتقرير المتابعة
جاءت أولى الهجمات من خلال الإحالة الذاتية حول أسعار المحروقات، حيث طلب المجلس من الحكومة إجراء دراسة جدوى لتكرير البترول في المغرب. يثير هذا الطلب التساؤلات نظرًا لتوقيته الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في هوامش التكرير، مما يعيد التكرير إلى الواجهة كعامل أساسي في ارتفاع أسعار المحروقات. هذا الموقف الجديد يتعارض تمامًا مع موقف المجلس السابق الذي أوصى بضرورة عودة المغرب لامتلاك مفاتيح تكرير البترول وإحياء شركة سامير.
الهجمة الثانية جاءت في تقرير 12 يوليوز 2024 حول متابعة تنفيذ التعهدات لتحسين سلوك الفاعلين في السوق والتوقف عن التفاهم حول أسعار المحروقات. أشار التقرير إلى أن الطاقة التخزينية للشركات التسع المجهولة تمثل 80٪ من القدرات التخزينية الوطنية (1.2 من أصل 1.5 مليون طن). هذا التركيز الكبير يعكس فشل المجلس في مواجهة المخالفات القانونية ويظهر تجاهله للقدرات التخزينية الهائلة لشركة سامير التي تبلغ 1.8 مليون طن أو 2 مليون متر مكعب.
مصير شركة سامير
يبقى السؤال: هل يعتبر المجلس أن شركة سامير لم يعد لها وجود ويستعجل دفنها ومسحها من خريطة المغرب؟ أم أنه سقط في التضليل من الجهات التي تمده بالمعطيات وتحاول التأثير على رأيه؟
دعوة لتصحيح المواقف
حفاظًا على ما تبقى من مصداقية هذه المؤسسة الدستورية في ملف فضيحة المحروقات، ندعو رئيس المجلس لزيارة شركة سامير واللقاء مع كوادرها وخبرائها لتصحيح العديد من المغالطات وفهم الأدوار الحقيقية والمهمة للشركة. الفهم الصحيح لتكرير البترول كآلية ضرورية لتوفير شروط المنافسة وكسر التفاهمات حول أسعار المحروقات يمكن أن يسهم في تحسين القدرة الشرائية للمواطنين.



