“رداً على دعم فرنسا لمغربية الصحراء: الجزائر تقاطع تكريم الجنود الجزائريين الذين سقطوا في إنزال بروفانس”

0
239

في ظل التوترات الدبلوماسية المستمرة بين الجزائر وفرنسا، تجاهلت الجزائر دعوة رسمية لحضور الذكرى الثمانين لإنزال بروفانس، وهي المناسبة التي شهدت تكريمًا للجنود المغاربيين، بمن فيهم الجزائريون، الذين شاركوا في الدفاع عن فرنسا ضد ألمانيا النازية. على الرغم من الدعوة الرسمية التي وجهتها فرنسا، إلا أن الجزائر لم ترسل أي ممثل لحضور هذا الحدث، الذي حضره العديد من الزعماء وممثلي الدول، بما فيهم رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.

صحيفة “الشروق” الجزائرية تناولت هذا الغياب واعتبرته دليلاً على توتر العلاقات المتصاعد بين الجزائر وفرنسا، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة المتعلقة بدعم باريس لسيادة المغرب على الصحراء. في حين أن بعض الدول الإفريقية، التي تمر بعلاقات متوترة مع فرنسا، أرسلت ممثلين عنها، فإن الجزائر اختارت عدم المشاركة، وهو ما يمكن اعتباره تجاهلاً لمواطنين جزائريين قدموا حياتهم لتحرير فرنسا.

الصحافة الفرنسية أشارت إلى أن الجزائر كانت قد شاركت في مثل هذه المناسبات سابقًا، بل على أعلى المستويات، مما يجعل هذا الغياب أكثر وضوحًا في السياق الحالي. فمثلاً، حضر الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة الذكرى الستين لإنزال بروفانس، كما حضر رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الذكرى السبعين.

غياب الجزائر يأتي في ظل أزمة دبلوماسية حادة، تفاقمت بعد إعلان فرنسا عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل لنزاع الصحراء، وهو ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس وتقليص مستوى العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا. يذكر أن الجزائر قامت بإجراء مشابه في عام 2022 عندما أعلنت إسبانيا دعمها للمقترح المغربي، لكنها عادت وأصلحت علاقاتها مع مدريد بعد فترة قصيرة.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تعكس هذه الخطوة تصعيدًا إضافيًا في العلاقات المتوترة بين الجزائر وفرنسا، أم أنها مجرد رد فعل مؤقت يمكن تجاوزه مع مرور الوقت؟ وهل يمكن للحكومة الجزائرية أن تستمر في تجاهل مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى تكريم مواطنيها على حساب مواقف سياسية، أم أن هناك حاجة لإعادة النظر في الاستراتيجيات الدبلوماسية؟