ردة فعل “هنية” حينما تلقى نبأ اغتيال أبنائه وأحفاده..محللون يجيبون: عن عملية اغتيال الاحتلال ثلاثة من أبناء رئيس حماس

0
471

تلقّى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، نبأ اغتيال طائرات الاحتلال الإسرائيلي، 7 من أبنائه وأحفاد في غارة استهدفت سيارتهم في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وهو يزور عدداً من جرحى الحرب على غزة خلال تلقيهم العلاج في إحدى مستفشات العاصمة القطرية الدوحة.

ورصد موقع “المغرب الآن” مقطع فيديو، تلقي هنية النبأ بصبر ورباطة جأش، وقال لحظة سماعه للخبر “ربنا يسهل عليهم”، وأصر على الاستمرار في زيارته للجرحى بعد تلقيه نبأ استشهاد أبنائه وأحفاده.

وقال هنية تعقيبا على مقتل 3 من أبنائه و3 من أحفاده بالقصف الإسرائيلي: “أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض الأحفاد… بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا”.

وأضاف: “أبنائي الشهداء حازوا شرف الزمان وشرف المكان وشرف الخاتمة.. أبنائي ظلوا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة ولم يبرحوا القطاع..كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم.. ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم”.

وتابع هنية: “الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا.. نقول للاحتلال إن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا على مبادئنا وتمسكا بأرضنا، لن ينجح العدو في أهدافه ولن تسقط القلاع، وما فشل العدو في انتزاعه بالقتل والتدمير والإبادة لن يأخذه في المفاوضات”.

واختتم قائلا: “العدو واهم إذا ظن أنه بقتله أبنائي سنغير مواقفنا، دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة فكلهم أبنائي، دماء أبنائي هي تضحيات على طريق تحرير القدس والأقصى”.

وأقر جيش الاحتلال باغتيال 3 من أبناء هنية بغارة استهدفت سيارة في قطاع غزة، زاعما انتماءهم لكتائب القسام وأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ ما أسماه “نشاطا إرهابيا”.حسب زعمه

لكن حماس كذّبت الإدعاء الذي نشره جيش الاحتلال وأكدت أن أبناء هنية وأحفادهم، “كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم وأقاربهم بحلول عيد الفطر”.

 

وأوضحت أن إسرائيل استهدفتهم “وهم ملتحمون مع شعبهم في خندق واحد، ليلتحقوا بركب نحو 60 شهيدا من شهداء آل هنية الكرام الأبطال، وقوافل شهداء شعبنا الميامين الأبرار في معركة طوفان الأقصى”.

ويرى المحلل السياسي، أحمد الطناني، أن اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، وعدد من أحفاده، بقصف مركبتهم عصر اليوم، إشارة واضحة على أكذوبة “أنهم بالفنادق” وإلى أنهم رفضوا النزوح لا من غزة ولا حتى من المخيم المدمر والمهدم، وجاعوا مع أبناء شعبهم وارتقوا شهداء ضمن شهداء حرب الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني”.

وأضاف: “الثبات والصمود التي اتسم بها هنية لحظة استقبال الخبر والخطاب المتماسك والمتزن الذي قدمه في مقابلته مع فضائية الجزيرة القطرية، يعكس إيمانا حقيقيا وعقيدة راسخة”. نفاذ ذخيرة الإشاعة وأشار إلى، أن “اللحظة التاريخية الحساسة، بالتزامن مع مرور مفاوضات التهدئة بعنق الزجاجة.. فإن هذه التضحية التي أرادها الاحتلال عقابًا ستزيد مفاوضي المقاومة تماسكًا أولًا، كما تزيدهم شرعية عُمدت بدماء أبنائهم مع أبناء شعبهم”.

فيما يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد القيق، إنه باغتيال أبناء هنية وأحفاده أعلنت “إسرائيل” نفاذ ذخيرة الإشاعة وهي “سلاحها الاستراتيجي لتشويه صورة المقاومة وقياداتها، وإن اغتيالهم نسف للإشاعة أنهم أول الفارين والمتنعمين برغد الدنيا”.

كما يرى أنّ “إسرائيل أدركت أن ارتدادات الاغتيال كبيرة جدًا لصالح هنية وحركة حماس، والمقاومة عمومًا، وأن حدث الاغتيال قد رفع أسهم ورصيد المقاومة لدى الجمهور الفلسطيني والعربي وأنصار القضية الفلسطينية، إضافة لرفع رصيد قيادة المقاومة لدى جمهور قطاع غزة، الذي يعاني الذبح والقتل والتجويع يوميًا ويعاني أبناء القيادة ذات الوضع”.

أما على المستوى السياسي، يعتقد الكاتب المختص بالشأن “الإسرائيلي” مصطفى إبراهيم، أن عملية الاغتيال تأتي في سياق الضغط على حركة حماس، رغم أن إسرائيل تعلم عنوان سكنهم في مخيم الشاطئ، وأنهم ليسوا مقاومين ولا يشكلون خطرًا عليها، وهو تصعيد خطير من الجانب الإسرائيلي.

ولهذا التصعيد من جانب الاحتلال هدف واضح، وهو برأي إبراهيم: “ممارسة الضغط على حماس في خضم مباحثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، غير أنه يثبت مرة أخرى أن إسرائيل غير معنية بإنجاح هذه المباحثات، وفي هذه المجزرة استهتار كبير بموقف الولايات المتحدة ورغبتها في تحقيق صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار”.

“إسرائيل أرادت من وراء جريمة الاغتيال أن تقول إنها مستمرة في الحرب، وعلى حماس أن تقدم التنازلات وتلين من مواقفها، وأن هذه الحرب بلا خطوط حمر ولا حصانة فيها لأحد، حتى لأبرز قادة فصائل المقاومة وأسرهم وأبنائهم وأحفادهم الصغار” حسبما يعتقد إبراهيم.

وبرأي أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسام الدجني فإن عملية الاغتيال تعكس حالة من التخبط يعانيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ويقول للجزيرة نت “إسرائيل عندما تفشل في الوصول إلى قادة حماس والمقاومة فإنها تنتقم منهم بقتل أبنائهم”.

ويضيف الدجني، “لكن ما لا يعلمه نتنياهو أن مثل هذه العملية تؤكد أن قادة حماس وأبناءهم هم بين أوساط شعبهم، ولم يغادروا كما عملت الماكينة الإعلامية المناصرة لإسرائيل وترويجها بأن أبناءه في فنادق قطر وفي عواصم أخرى، اليوم تؤكد هذه الجريمة أن نتنياهو متخبط ولا يعلم ماذا يفعل”.

وقال: “أبناء هنية ليسوا أغلى من أبناء الشعب الفلسطيني، ولكن اللجوء إلى اغتيالهم يثبت فشل نتنياهو في الوصول إلى قادة المقاومة بوزن هنية والسنوار، وتعكس جريمة الاغتيال أن نتنياهو يمارس سياسة العقاب الجماعي في مخالفة للقانون الدولي، بمعنى بمجرد أنك ابن أو قريب لأحد قادة حماس فأنت مستهدف”.

ويعتقد الدجني أن “إسرائيل أرادت أن تؤلم وتوصل رسالة للسيد هنية، بأن يقدم تنازلات بالمفاوضات، وهي لا تدري أنها خدمت هنية وحماس، وأكدت أن قادتها وأبناءهم هم جزء من هذا الشعب، ومن هو بالخارج منذ فترة طويلة فهذا من متطلبات العمل، وهو ما حاولت حماس أن تقوله لفترة طويلة، ولكنها اليوم تثبته بدماء أبناء قادتها”.