تلقّى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، نبأ اغتيال طائرات الاحتلال الإسرائيلي، 7 من أبنائه وأحفاد في غارة استهدفت سيارتهم في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وهو يزور عدداً من جرحى الحرب على غزة خلال تلقيهم العلاج في إحدى مستفشات العاصمة القطرية الدوحة.
ورصد موقع “المغرب الآن” مقطع فيديو، تلقي هنية النبأ بصبر ورباطة جأش، وقال لحظة سماعه للخبر “ربنا يسهل عليهم”، وأصر على الاستمرار في زيارته للجرحى بعد تلقيه نبأ استشهاد أبنائه وأحفاده.
تلقي إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة #حماس
خبر استشهاد أبنائه وأحفاده خلال زيارته لجرحى غزة في إحدى مستشفيات الدوحة #غزة pic.twitter.com/VZimVkcM8L— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) April 11, 2024
وقال هنية تعقيبا على مقتل 3 من أبنائه و3 من أحفاده بالقصف الإسرائيلي: “أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض الأحفاد… بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا”.
كلمات لله وللتاريخ!
أبو العبد هنية:
دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة فكلهم أبنائي!#أبناء_هنية_شهداء pic.twitter.com/6QUNhxZzq4— براء نزار ريان (@BaraaNezarRayan) April 10, 2024
وأضاف: “أبنائي الشهداء حازوا شرف الزمان وشرف المكان وشرف الخاتمة.. أبنائي ظلوا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة ولم يبرحوا القطاع..كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم.. ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم”.
وتابع هنية: “الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا.. نقول للاحتلال إن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا على مبادئنا وتمسكا بأرضنا، لن ينجح العدو في أهدافه ولن تسقط القلاع، وما فشل العدو في انتزاعه بالقتل والتدمير والإبادة لن يأخذه في المفاوضات”.
واختتم قائلا: “العدو واهم إذا ظن أنه بقتله أبنائي سنغير مواقفنا، دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة فكلهم أبنائي، دماء أبنائي هي تضحيات على طريق تحرير القدس والأقصى”.
وأقر جيش الاحتلال باغتيال 3 من أبناء هنية بغارة استهدفت سيارة في قطاع غزة، زاعما انتماءهم لكتائب القسام وأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ ما أسماه “نشاطا إرهابيا”.حسب زعمه
لكن حماس كذّبت الإدعاء الذي نشره جيش الاحتلال وأكدت أن أبناء هنية وأحفادهم، “كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم وأقاربهم بحلول عيد الفطر”.
تغطية صحفية: المركبة التي كان يستقلها أولاد وأحفاد رئيس المكتب السياسي لـحـمـاس إسماعيل هـنـيـة في مخيم الشاطئ غرب غزة قبل قصفهم من طيران الاحتلال pic.twitter.com/7oELBtbJ0y
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 10, 2024
وأوضحت أن إسرائيل استهدفتهم “وهم ملتحمون مع شعبهم في خندق واحد، ليلتحقوا بركب نحو 60 شهيدا من شهداء آل هنية الكرام الأبطال، وقوافل شهداء شعبنا الميامين الأبرار في معركة طوفان الأقصى”.
💢من موقع اســتشهاد ثلاثة من أولاد رئيس المكتب السياسي لحــماس إسماعيل هنية وثلاثة من أحفاده بعد قصفهم من قبل طيران الاحتلال pic.twitter.com/Pln5r0gZdn
— شبكة فلسطين للحوار (@paldf) April 10, 2024
ويرى المحلل السياسي، أحمد الطناني، أن اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، وعدد من أحفاده، بقصف مركبتهم عصر اليوم، إشارة واضحة على أكذوبة “أنهم بالفنادق” وإلى أنهم رفضوا النزوح لا من غزة ولا حتى من المخيم المدمر والمهدم، وجاعوا مع أبناء شعبهم وارتقوا شهداء ضمن شهداء حرب الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “الثبات والصمود التي اتسم بها هنية لحظة استقبال الخبر والخطاب المتماسك والمتزن الذي قدمه في مقابلته مع فضائية الجزيرة القطرية، يعكس إيمانا حقيقيا وعقيدة راسخة”. نفاذ ذخيرة الإشاعة وأشار إلى، أن “اللحظة التاريخية الحساسة، بالتزامن مع مرور مفاوضات التهدئة بعنق الزجاجة.. فإن هذه التضحية التي أرادها الاحتلال عقابًا ستزيد مفاوضي المقاومة تماسكًا أولًا، كما تزيدهم شرعية عُمدت بدماء أبنائهم مع أبناء شعبهم”.
◾️◾️الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان يتصل ب #اسماعيل_هنية معزيا باستشهاد أبنائه وسيلتقيه بإسطنبول . مهما اختلفت مع الطيب في موقفه من الحرب على غزة ألا أن قلبه يظل في المكان الصحيح ، وقد بدأت السياسة التركية في التحسن منذ أيام .
◾️◾️المفارقة بعد اتصال أردوغان اتصل أبو مازن، هنية… pic.twitter.com/FPPnEgYqGN— ياسر أبوهلالة (@abuhilalah) April 10, 2024
فيما يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد القيق، إنه باغتيال أبناء هنية وأحفاده أعلنت “إسرائيل” نفاذ ذخيرة الإشاعة وهي “سلاحها الاستراتيجي لتشويه صورة المقاومة وقياداتها، وإن اغتيالهم نسف للإشاعة أنهم أول الفارين والمتنعمين برغد الدنيا”.
كما يرى أنّ “إسرائيل أدركت أن ارتدادات الاغتيال كبيرة جدًا لصالح هنية وحركة حماس، والمقاومة عمومًا، وأن حدث الاغتيال قد رفع أسهم ورصيد المقاومة لدى الجمهور الفلسطيني والعربي وأنصار القضية الفلسطينية، إضافة لرفع رصيد قيادة المقاومة لدى جمهور قطاع غزة، الذي يعاني الذبح والقتل والتجويع يوميًا ويعاني أبناء القيادة ذات الوضع”.
أما على المستوى السياسي، يعتقد الكاتب المختص بالشأن “الإسرائيلي” مصطفى إبراهيم، أن عملية الاغتيال تأتي في سياق الضغط على حركة حماس، رغم أن إسرائيل تعلم عنوان سكنهم في مخيم الشاطئ، وأنهم ليسوا مقاومين ولا يشكلون خطرًا عليها، وهو تصعيد خطير من الجانب الإسرائيلي.
ولهذا التصعيد من جانب الاحتلال هدف واضح، وهو برأي إبراهيم: “ممارسة الضغط على حماس في خضم مباحثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، غير أنه يثبت مرة أخرى أن إسرائيل غير معنية بإنجاح هذه المباحثات، وفي هذه المجزرة استهتار كبير بموقف الولايات المتحدة ورغبتها في تحقيق صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار”.
د. محمد نعيم سفير #أفغانستان في #قطر أثناء استقبال اتصال المولوي أمير خان متقي وزير خارجية الإمارة الإسلامية، لتعزية القائد #اسماعيل_هنية في استشهاد أولاده وأحفاده اليوم في #غزة pic.twitter.com/TLeI23Wcsk
— د. محمد الصغير (@drassagheer) April 10, 2024