تحولات جيوسياسية متسارعة على طول الحدود الصومالية: هل نشهد تصاعد التوترات الإقليمية؟
شهدت منطقة القرن الأفريقي تحولات جيوسياسية ملحوظة مؤخرًا، خاصة مع دخول مصر كطرف جديد في المشهد الصومالي بعد توقيعها اتفاقية تعاون عسكري مع مقديشو في منتصف أغسطس 2024. هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع تقديم كل من مصر وجيبوتي طلبًا للمشاركة في قوة حفظ السلام الأفريقية التي ستبدأ عملها في الصومال العام المقبل.
تزامن هذه التحركات مع التوتر المتزايد بين الصومال وإثيوبيا أثار العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء الوجود المصري في المنطقة وما إذا كان هذا الحضور سيتحول إلى ساحة حرب بالوكالة بين مصر وإثيوبيا.
هل مصر تتبنى نهجًا جديدًا تجاه منطقة القرن الأفريقي؟
يأتي الحضور العسكري المصري في الصومال بعد سلسلة من التوترات المتصاعدة بين أديس أبابا ومقديشو. فإثيوبيا كانت قد وقعت مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، مما أثار غضب الصومال، والذي اعتبر ذلك انتهاكًا صريحًا لسيادته. في المقابل، دعمت مصر وحدة الصومال ووقفت ضد المذكرة الإثيوبية، مما دفع القاهرة إلى تعزيز وجودها العسكري في الصومال بشكل أكثر وضوحًا.
لكن، هل يمكننا قراءة هذه التحركات كإشارة لتصعيد صراع مصري-إثيوبي على النفوذ في منطقة القرن الأفريقي؟
إثيوبيا: ردود فعل وتصعيد دبلوماسي
الرد الإثيوبي لم يتأخر، حيث أعربت أديس أبابا عن رفضها للتحركات المصرية في الصومال، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
هل تلوح بوادر الحرب في الأفق؟ إثيوبيا تحشد رتلاً عسكريًا ضخمًا على طول الحدود مع الصومال بعد إعلان مصر عن وصول قواتها إلى الصومال. pic.twitter.com/cgB8fytgtJ
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) September 4, 2024