“ردود إثيوبية غاضبة على التحالف المصري الصومالي: بداية حرب بالوكالة؟”

0
166

تحولات جيوسياسية متسارعة على طول الحدود الصومالية: هل نشهد تصاعد التوترات الإقليمية؟

شهدت منطقة القرن الأفريقي تحولات جيوسياسية ملحوظة مؤخرًا، خاصة مع دخول مصر كطرف جديد في المشهد الصومالي بعد توقيعها اتفاقية تعاون عسكري مع مقديشو في منتصف أغسطس 2024. هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع تقديم كل من مصر وجيبوتي طلبًا للمشاركة في قوة حفظ السلام الأفريقية التي ستبدأ عملها في الصومال العام المقبل.

تزامن هذه التحركات مع التوتر المتزايد بين الصومال وإثيوبيا أثار العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء الوجود المصري في المنطقة وما إذا كان هذا الحضور سيتحول إلى ساحة حرب بالوكالة بين مصر وإثيوبيا.

هل مصر تتبنى نهجًا جديدًا تجاه منطقة القرن الأفريقي؟

يأتي الحضور العسكري المصري في الصومال بعد سلسلة من التوترات المتصاعدة بين أديس أبابا ومقديشو. فإثيوبيا كانت قد وقعت مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، مما أثار غضب الصومال، والذي اعتبر ذلك انتهاكًا صريحًا لسيادته. في المقابل، دعمت مصر وحدة الصومال ووقفت ضد المذكرة الإثيوبية، مما دفع القاهرة إلى تعزيز وجودها العسكري في الصومال بشكل أكثر وضوحًا.

لكن، هل يمكننا قراءة هذه التحركات كإشارة لتصعيد صراع مصري-إثيوبي على النفوذ في منطقة القرن الأفريقي؟

إثيوبيا: ردود فعل وتصعيد دبلوماسي

الرد الإثيوبي لم يتأخر، حيث أعربت أديس أبابا عن رفضها للتحركات المصرية في الصومال، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

في الواقع، يبدو أن إثيوبيا تعتزم تصعيد دبلوماسي ضد الوجود المصري، وسط تخوفات من تزايد النفوذ المصري في دول حوض النيل المجاورة لإثيوبيا، بما في ذلك توقيع مصر اتفاقيات عسكرية مع كينيا، رواندا، وأوغندا.

هل تتحرك إثيوبيا لتقويض الانتشار المصري عبر تحالفات إقليمية؟

الدور المصري: أمن قومي أم لعبة مصالح؟

في ظل هذه التوترات، وصف اللواء محمد عبد الواحد التحركات المصرية بأنها خطوات “استباقية” تهدف إلى حماية الأمن القومي المصري في منطقة تعاني من العديد من التهديدات الأمنية. ورغم السرية التي تحيط ببنود الاتفاقية المصرية الصومالية، تشير تقارير إلى أن التعاون يشمل مجالات متعددة، منها مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية.

إلى أي مدى تسعى مصر لاستغلال الوضع الحالي لتعزيز نفوذها الإقليمي وضمان حماية مصالحها في حوض النيل؟

ومن هنا يظهر التساؤل المهم: هل تحركات مصر في الصومال هي فعلاً لتعزيز الاستقرار أم أن المنطقة قد تتحول إلى مسرح لصراع دولي جديد؟

حرب بالوكالة: سيناريو محتمل؟

مع تكثيف القوات العسكرية المصرية في الصومال ووصول طائرات محملة بمعدات عسكرية ثقيلة إلى مقديشو، يبدو أن الوضع قد يتجه نحو مزيد من التوتر. ومن الممكن أن تشهد المنطقة ما وصفه الصحفي إبراهيم صالح بـ”حرب بالوكالة” بين مصر وإثيوبيا، خصوصًا في ظل تعقيدات ملف سد النهضة وفشل الجهود التفاوضية في حل النزاع حول حصص مياه نهر النيل.

الخاتمة: أسئلة مفتوحة

يبدو أن القرن الأفريقي على وشك الدخول في مرحلة جديدة من الصراعات الإقليمية مع تزايد الوجود العسكري المصري في الصومال والتصعيد الإثيوبي المقابل.

هل ستنجح مصر في تحقيق أهدافها الاستراتيجية دون تصعيد صراع مباشر مع إثيوبيا؟ وكيف سيتفاعل المجتمع الدولي مع هذه التطورات؟

القرن الأفريقي منطقة حساسة ومعقدة، والتداعيات المحتملة لهذه التحركات قد تتجاوز حدودها بكثير، مما يستدعي متابعة دقيقة للتطورات القادمة.