رسالة تَمْغْرَبِيتْ لأخنوش رئيس الحكومة لاعتماد رأس السنة الأمازيغية عيدًا وطنيًا رسميًا

0
248

قبل أيام من الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الذي يصادف 12 يناير من كل عام، كرر تكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة، المعروف اختصارا بتَاضَا تَمْغْرَبِيتْ، دعواتها إلى اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية في البلاد، بحسب ما ذكره بيان للتكتل.

وفي رسالة بعثتها إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قال، التكتل تَمْغْرَبِيتْ، إن “الدعوة لإقرار رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية، على غرار التقويمين الميلادي والهجري، كمبادرة رمزية للاعتراف بالهوية الثقافية الأمازيغية للشعب المغربي”، تكريسا لتقليد توارثه المغاربة جيلا بعد جيل، وتتويجا للمكتسبات التي حققتها بلادنا في مسيرتها نحو بناء نموذج رائد للوحدة في التنوع، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، واستجابة، أيضا، لمطالب فعاليات المجتمع المدني.

إن الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية، السيد رئيس الحكومة، جزء لا يتجزأ من تراثنا الأمازيغي، الذي قال عنه جلالة الملك في خطابه التاريخي  بأجدير يوم 17 أكتوبر 2001 :” ولأن الأمازيغية مُكوّن أساسي للثقافة الوطنية، وتراث ثقافي زاخر، شاهد على حضورها في كلّ معالم التاريخ والحضارة المغربية؛ فإننا نولي النهوض بها عناية خاصة في إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي، القائم على تأكيد الاعتبار للشخصية الوطنية ورموزها اللغوية والثقافية والحضارية .

إن اعتماد فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا لا يجب اختزاله في بعده القانوني بتفعيل اختصاصات الحكومة ذات الصلة، ولا في بعده الإداري بإضافة عيد آخر إلى لائحة الأعياد الوطنية والدينية، بل يجب أن يكون تكريسا لاحتفال المغاربة بتاريخهم الطويل الممتد على أزيد من ثلاثة وثلاثين قرنا، وتنزيلا لإرادة ملكية ما فتئت تؤكد على أن الأمازيغية مسؤولية وطنية، وتأكيدا، كذلك، على أن الأمازيغية رصيد مشترك لجميع المغاربة بدون استثناء كما نصت على ذلك المادة الخامسة من دستور المملكة المغربية.

إن اعتماد فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا، السيد رئيس الحكومة، سيكون مناسبة للاحتفال بعراقة حضارتنا المغربية، وبالتلاحم القوي بين كل مكونات نسيجنا المجتمعي وهويتنا الجامعة تمغربيت وفي صلبها الأمازيغية. كما سيكون يوم احتفال شعبي بالتراث الزاخر الذي ورثناه عن أجدادنا الأمازيغ وعرفانا لهذه الأرض الطيبة الشاهدة على النبوغ المغربي.

وفي انتظار الإعلان عن اعتماد فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا، تقبلوا، السيد رئيس الحكومة المحترم، فائق تقديرنا.

وكان البرلمان المغربي أقر، في 2019، قانونا يفعل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، بعد ثماني سنوات على اعتمادها لغة رسمية في المملكة إلى جانب العربية في الدستور.

وأقر القانون كتابة اللغة الأمازيغية بحرف تيفيناغ، الذي يتصدر واجهات العديد من المؤسسات العمومية إلى جانب العربية والفرنسية، منذ اعتماده سنة 2003 بعد جدل محتدم، قبل إقرار الأمازيغية لغة رسمية.

ولم يتأت هذا الاعتراف إلا عام 2011 بمناسبة تعديل الدستور في سياق احتجاجات “حركة 20 فبراير”. 

وكانت المملكة المغربية دشنت مسارا للمصالحة مع الأمازيغية باعتبارها مكونا للهوية الوطنية منذ سنة 2001 بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لكنها لم تحسم مطالباتهم بجعل هذا اليوم، عطلة رسمية.

وبدأت الاحتفالات بالـسنة الأمازيغية منذ اعتلاء الملك الأمازيغي شيشنق عرش مصر القديمة سنة 950 قبل الميلاد.

ويربط أمازيغ، احتفاليات يناير، بواقعة انهزام المصريين القدامى أمام أجدادهم، واعتلاء الزعيم “شيشنق” العرش الفرعوني، بعد الانتصار على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة.

هذا الأثر التاريخي، يعتبر نواة الاحتفالية بيناير، رأس السنة الأمازيغية، وعلى أساسه ترسخ الموروث الثقافي المتعلق بيناير عند الأجيال المتعاقبة.

وقد تشبث الأمازيغ بهذا التاريخ، يتجسد في الفعاليات التي تنظم خلال الـ12 يناير من كل سنة في كل من المغرب وتونس والجزائر وليبيا، بل وحتى في بعض المناطق من موريتانيا.

ويحتفي الأمازيغ بقدوم السنة الجديدة، بطقوس مختلفة في اللباس، والطبخ، والزراعة وتثبيت أواصر العلاقات الاجتماعية بالزيارات العائلية، استجابة لمغزى ينيار، الذي يجمع شمل أمازيغ المغرب الكبير.

 

 

 

 

وزير العدل وهبي في ورطة بسبب امتحان المنتدبين القضائيين.. “ما حدث في مباراة المحاماة زوبعة صغيرة لا يمكن أن تدفعه للإعفاء”