رسالة واشنطن إلى الجزائر: الحكم الذاتي هو الحل… ولا مناورات بعد اليوم

0
222

في توقيتٍ دقيق تزداد فيه التحولات الإقليمية والدولية، جاءت زيارة مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، إلى الجزائر محمّلة برسائل صريحة، أعادت التأكيد على موقف واشنطن من قضية الصحراء المغربية، وكشفت حدود المناورة الجزائرية في هذا الملف الشائك.

بحسب ما نقلته صحيفة الوطن الجزائرية، لم يكن اللقاء الذي جمع بولس بالرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف بروتوكوليًا أو مجاملًا، بل كان مناسبة لتجديد موقف واشنطن: لا حل للنزاع إلا ضمن إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

موقف أميركي لا يحتمل التأويل

أكد بولس أن ما نقله ليس رأيًا شخصيًا، بل هو تجديد لما سبق أن عبّر عنه ترامب نفسه، في دعوته إلى اعتماد مقترح الحكم الذاتي المغربي كإطار وحيد للتفاوض، وإنهاء حالة الجمود التي تُعيق التسوية النهائية.

في المقابل، امتنعت الجزائر رسميًا عن نشر تفاصيل اللقاء، ما فُهم على أنه ارتباك دبلوماسي أمام وضوح الموقف الأميركي، خاصة مع تقليص هامش المناورة وغياب أي مقترح بديل يحظى بالمصداقية الدولية.

الرباط تقترب أكثر من الحسم النهائي

التطورات المتسارعة في الملف، وتصاعد عدد الدول الداعمة لمغربية الصحراء، يجعل الموقف الأميركي بمثابة ترسيخ استراتيجي لدعم المغرب، خصوصًا بعد تأكيد ترامب في رسالة سابقة للملك محمد السادس أن الحكم الذاتي هو الحل “الجدي، الموثوق، والواقعي”.

الجزائر… من “الداعم” إلى “الطرف المعرقل”

لم تعد الولايات المتحدة تنظر إلى الجزائر كـ”فاعل داعم” فقط، بل تعتبرها طرفًا محوريًا ومؤثرًا في النزاع، مما يفرض، بحسب الدبلوماسية الأميركية، انخراطًا جديًا في التسوية، وليس مواصلة الدعم غير المشروط لجبهة البوليساريو.

وهذا التحول في الخطاب قد يُترجم إلى ربط التعاون الثنائي بمدى تجاوب الجزائر مع الجهود الدولية لحل النزاع.

هل يُدرج الكونغرس “البوليساريو” في لوائح الإرهاب؟

بعض القراءات تذهب إلى أبعد من ذلك، بترجيح تصنيف محتمل لجبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية من طرف مجلس الشيوخ الأميركي، وهو ما سيكون له أثر مباشر على العلاقات الجزائرية–الأميركية، خاصة في ما يتعلق بالتعاون الأمني والعسكري والاقتصادي.

الرهان الاقتصادي… الصحراء بوابة واشنطن نحو إفريقيا

الولايات المتحدة، التي تستعد لافتتاح قنصلية دائمة في الداخلة، تُراهن على الأقاليم الجنوبية المغربية كبوابة استراتيجية نحو أسواق القارة الإفريقية.

وهو ما يتقاطع تمامًا مع الرؤية المغربية في جعل الصحراء منصة اقتصادية قارية، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة، اللوجستيك، والاستثمار المستدام.

خلاصات أولية:

  • الموقف الأميركي تجاه قضية الصحراء المغربية لم يعد موضوعًا قابلاً للتفاوض أو التأويل.

  • الضغط على الجزائر أصبح واضحًا ومتصاعدًا، وقد يتجاوز الدبلوماسية إلى أدوات أكثر حساسية.

  • الرباط تقترب بثبات من حسم ملف الصحراء لصالحها، بفضل تحالفات استراتيجية ودبلوماسية واقعية.

  • الجزائر مدعوة لمراجعة نهجها قبل أن تجد نفسها خارج مسار الحل.