«ريزيليونس»… مغامرة فنية وإنسانية جديدة تجمع أسماء الخمليشي بالمخرج محمد الكغاط

0
79

منذ 15 أكتوبر الجاري، بدأت القاعات السينمائية المغربية في استقبال فيلم جديد يحمل عنوان «ريزيليونس – Résilience» أو «مصير امرأة»، وهو عمل يضع المتفرّج أمام مرآة عميقة للذات الأنثوية في لحظات انكسارها ونهوضها، من توقيع المخرج محمد الكغاط وبطولة النجمة أسماء الخمليشي، التي تخوض من خلاله أول تجربة في مجال الإنتاج المشترك، في خطوة تعبّر عن نضج فني ورؤية ملتزمة تجعل من الفن أداة للتعبير والتغيير.

الفيلم، الذي يجمع في بطولته أيضاً أسماء عربوني، دين منتقي، أسماء بنزاكور وسامي الوالي، يتولى توزيعه محمد العلوي، فيما تولّى إدارة الإنتاج بوشتى الإبراهيمي.

يحكي «ريزيليونس» قصة شقيقتين تواجهان سلسلة من الاختبارات القاسية التي تعكس واقع المرأة المغربية في صراعها مع مجتمع يفرض قيوده باسم التقاليد والعلاقات المتوترة. غير أن الحكاية لا تُروى بلغة المأساة فحسب، بل بلغة القوة الداخلية، تلك التي تجعل المرأة قادرة على تحويل الألم إلى طاقة نهوض، والانكسار إلى فعل شفاء.

في قراءة المخرج محمد الكغاط، يأتي هذا العمل امتداداً لمسار سينمائي ينحاز إلى الواقعية الاجتماعية الممزوجة بالبعد النفسي، حيث لا يُقدَّم الجمال على حساب الحقيقة، بل تتقاطع الصورة والمشاعر لتكشف هشاشة الإنسان وقدرته على المقاومة.

أما أسماء الخمليشي، فتعتبر الفيلم تجربة وجودية أكثر منه عملاً سينمائياً، إذ ترى فيه “رحلة نحو الذات”، واحتفاءً بأنوثة قادرة على النهوض من الرماد، تعيد بناء نفسها رغم كل الجراح، في عالم يطالبها دائماً بالتنازل أو الصمت.

على امتداد تسعين دقيقة، تتصاعد في «ريزيليونس» لحظات تجمع بين التوتر والحميمية، بين الدراما والاكشن، في مزيج يجعل المتفرّج شريكاً في التجربة لا مجرد متلقٍّ لها.

ويرى النقاد أن هذا الفيلم قد يشكّل منعطفاً في مسار السينما المغربية الحديثة، ليس فقط بما يحمله من جرأة في التناول، بل بما يقدّمه من خطاب إنساني عميق يعيد طرح سؤال المرأة، لا بوصفها ضحية، بل ككائن قادر على إعادة تعريف قدره بنفسه.