زادوا الطين بلّة..حكومة الكفاءات جاؤوا لإنقاذ البلاد فأغرقوها..فقدان حوالي 300 ألف وظيفة بالمغرب خلال عام؟!

0
523

حدث هذا الموقف كثيرا في التاريخ: تتأزم الأمور وتصل إلى ذروتها، السفينة تغرق بالفعل والقلوب بلغت الحناجر، العيون جاحظـة والكل يشعر بالضياع، الجميع ينشد البطل الغامض المنقذ الذي سيأتي ليخلّصنا من هذه الأزمة ويعيد إلينا الحياة والمجد. يظهـر أخيرا البطل بمؤثرات سينمائية عظيمة، وتتجه إليه العيــون بالآمال والأحلام، ثم يفاجأ الجميع أن البطل المنقذ يساهم في المزيد من إغراق السفينـة، وأن الشيء الوحيد الذي يقوم به هو أنه يسرّع من نهايتهم بدلا من إنقاذهم!

وكأي حزب فإن حزب أخنوش قدم للمغاربة وعودا كثيرة، منها خلق مليون منصب شغل والزيادة في رواتب رجال ونساء التعليم وتحسين جودة التعليم، وإصلاح الإدارة وتعميم الجماية الاجتماعية، ومنح 1000 درهم شهريا للأشخاص المسنين الذين يتجاوز عمرهم 65 سنة، و2000 درهم عن المولود الأول لكل امرأة، و300 درهم شهريا للأسر التي لديها طفل متمدرس وغيرها من الوعود في مجالات مختلفة.

يجب أن تحرص الحكومة على الحفاظ على الكفاءات الوطنية وعلى إعطائها المكانة التي تليق بها بتهيئة المناخ المهني والاجتماعي، لأنها تشكّل عماد الآليات القطاعية التي ستدفع بالمغرب لرفع التحديات الراهنة على كافة المستويات.

فقد أفادت المندوبية السامية للتخطيط بأن الاقتصاد الوطني عرف، ما بين الفصل الثالث من سنة 2022 ونفس الفصل من سنة 2023، فقدان 297.000 منصب شغل، وذلك نتيجة فقدان 29.000 منصب بالوسط الحضري و269.000 بالوسط القروي.

وأوضحت المندوبية، في مذكرتها الإخبارية المتعلقة بوضعية سوق الشغل خلال الفصل الثالث من سنة 2023، أنه حسب نوع الشغل، تم فقدان 231.000 منصب شغل غير مؤدى عنه، وذلك نتيجة فقدان 190.000 شغل بالوسط القروي و41.000 بالوسط الحضري. كما انخفض الشغل المؤدى عنه بـ 66.000 منصب، نتيجة إحداث 13.000 منصب بالوسط الحضري وفقدان 79.000 منصب بالوسط القروي.

وبالنسبة لمعدل النشاط، ما بين الفصل الثالث من سنة 2022 ونفس الفصل من سنة 2023، فقد تراجع من 44 بالمائة إلى 43,2 بالمائة على المستوى الوطني. وانخفض من 48,1 بالمائة إلى 45,8 بالمائة بالوسط القروي واستقر في 41,9 بالمائة بالوسط الحضري.

كما انخفض هذا المعدل لدى كل من الرجال والنساء بمقدار 0,8 نقطة، ليصل على التوالي إلى 68,7 بالمائة و18,4 بالمائة.

من جهته، تراجع معدل الشغل على المستوى الوطني من 39 بالمائة إلى 37,4 بالمائة (ناقص 1,6 نقطة). وعرف هذا المعدل انخفاضا بـ2,9 نقطة بالوسط القروي (من 45,5 بالمائة إلى 42,6 بالمائة) وبـ0,9 نقطة بالوسط الحضري (من 35,7 بالمائة إلى 34,8 بالمائة).

كما كان الانخفاض في هذا المعدل أكثر حدة في صفوف الرجال (2,2 نقطة)، من 62,9 بالمائة إلى 60,7 بالمائة، مقارنة بانخفاضه في صفوف النساء (1,1 نقطة)، من 15,9 بالمائة إلى 14,8 بالمائة.

فالمغاربة، ومنذ الاستقلال، لهم سوابق مع 33 حكومة، معظم وزرائها تم التسويق لهم بأنهم حاملو ديبلومات من أرقى الجامعات والمعاهد الغربية، وتم تبرير استوزارهم بكونهم خريجو جامعة شلوفنهايمن بيكسدادن، ومعهد لاكسفاكس بيزوطايمن، وكلية سمرقدانوشفيطا…ومع ذلك لم يسبق للمغرب إطلاقا أن نزل عن رتبة 120 في سلم التنمية البشرية في العالم، بل بالعكس لم تفتأ أوضاع المغاربة تزداد بؤسا وتدهورا، بدليل أن إسقاط “أصحاب الديبلومات والمقربين من مدفأة السلطة” وصبغهم بألوان حزبية، تسببوا في انزلاق المغرب نحو الرتبة 126 عالميا و”غرقوا الشقف والجوانط” للمغرب والمغاربة !

من الواضح أن حكومة “الكفاءات” ليس لديها الكفاءة لإدارة الأزمة التي تمرّ منها البلاد، من أجل الخروج منها بأقل الخسائر، وهي منذ البداية اختارت الحلول غير الشعبية، هاجسها الوحيد هو التوازنات الماكرو اقتصادية، على حساب التوازنات الاجتماعية، وهي بهذا التوجه النيو ليبرالي، ستؤدي حتما إلى إثقال كاهل المواطنين بمزيد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية، ويخلق حالة من التوتر والاحتقان المجتمعي.

فالمغاربة اليوم هم بحاجة لوزراء لهم أرجل عالقة في أوحال المجتمع ليتمكنوا من انتشال المغرب من “الغيس” ومن الفقر ومن الجهل.